طعام الأطفال

زيادة الشهية لتناول الطعام عند الأطفال.. ما الحل؟

تقول بعض الأمهات أن زيادة الشهية لدى أطفالهم تتجاوز حدود المعقول. الأطفال لا يأكلون بشكل زائد أثناء تناول وجباتهم فقط. لكنهم لا يقولوا كلمة “لا” للطعام بكل أشكاله وفي أي وقت. إن العلبة التي تحتوي على الحلوى الصغيرة أو الشوكولاتة لا تبقى أكثر من يوم. وكل الأخضر واليابس في البيت مهدد بالخطر. بالرغم أن الأمر قد يبدو مضحكاً للبعض. إلا أن ميل الأطفال للأكل الزائد من أكثر عوامل الخطورة على صحتهم العقلية والنفسية ولابد من التعامل مع الأمر بحكمة.

اقرأي أيضا: الطفل الانتقائي،بيرفض معظم الوجبات وبياكل قليل.إيه الحل؟

لماذا يأكل الأطفال بشكل مفرط؟

هل الطفل هو من يقرر أن يكون لديه شهية كبيرة وزائدة تجاه الطعام؟ في أغلب الأحوال تكون الإجابة “لا”. في السنوات الأولى من العمر تكون معظم ردود أفعال الأطفال قائمة على نمط التربية وشكل البيئة المحيطة بهم. لذا فإن إبنك أو ابنتك لا يستيقظون صباحاً ليقول كل منهم “اليوم سوف أكل كل طعام المنزل”. لكن في الحقيقة العادات والتقاليد المنزلية تؤثر في هذا الأمر. كما أن الحياة من حولنا صارت محفزة على استهلاك الطعام بشكل زائد. ومن الممكن أن نشير إلى أهم أسباب زيادة الشهية عند الأطفال في النقاط التالية:-

محفزات الجوع عند الأطفال

  • الإعلانات والأقران في المدارس وكل المواد الدعائية التي تشجع على استهلاك الطعام بشكل مفرط. حتى أن الكثير من العلامات التجارية لأشهر الوجبات العالمية تلعب في الأساس على تشجيع الأطفال على استهلاك معدل زائد من الطعام.
  • الملل وعدم وجود أنشطة يقوم بها الطفل تعتبر من أهم المحفزات على الجوع. عندما لا يجد الطفل شيء يقوم بتفريغ طاقته فيه أو شيء يشغله فإن أول شيء سوف يبحث عنه هو تناول الطعام.
  • تناول الوجبات السريعة والحلويات والسكريات. قد تبدو الوجبة السريعة كبيرة ومشبعة لكن الأطفال يشعرون بالجوع بعدها بسرعة. بل أن الأمهات تلاحظ أن الأطفال من الممكن أن يطلبوا أكثر من نوع في نفس الوقت. والحقيقة أن هذه الوجبات تحتوي على مواد تحفز المخ بشكل سلبي لتناول الطعام. وذلك يساعد على استهلاكها بشكل زائد.
  • الأكل العاطفي. وهو الطريقة التي يلجأ لها الكثير من الأطفال عندما يكونوا غير قادرين على التعبير عن المشاعر السلبية التي يمرون بها. لهذا يقومون بتناول الطعام كوسيلة لرد الفعل دون أن يتفهموا مشاعرهم وراء هذا الأمر.
  • الإفراط في المنع. بمعنى أن الأطفال قد يواجهون أوامر صارمة بمنعهم من الوجبات السريعة أو الحلويات دون مساحة لتناولها. هذا الأمر يتم استقباله منهم من خلال رد فعل مناقض تماماً مثل الإقبال على تناول الطعام دون قيد. لذلك لابد من وضع متنفس للأطفال للحصول على ما يريدون.
  • عندما يكون توقيت الوجبات الخفيفة غير مثالي، وفي هذه الحالة يشعر الأطفال بالجوع بسرعة ويبدأوا في الحصول على الطعام طوال الوقت. كذلك من الممكن أن يكون حصول الأطفال على وجبات أساسية صغيرة وغير مشبعة هو السبب الرئيسي لتناول الطعام على مدار اليوم بشكل مفرط.

الشهية الزائدة والنظر إليها من الزاوية الصحيحة

لكن دعونا الآن نضع الأمور في مسارها الصحيح. فإذا حاولنا أن نساعد أطفالنا على الاعتدال في الطعام وتناول الأغذية الصحية فلابد أن نبدأ من المكان الصحيح ونراعي الآتي.

أول خطوة علينا أن نعرف أن معدل الأيض وعملية حرق الغذاء تختلف من طفل لآخر. لذلك فإن الحصول على المساعدة الطبية لمعرفة معدل الغذاء الذي يحتاجه طفلنا سوف يكون فارقاً جداً.

ثانياً لابد أن نحدد موقفنا تجاه الأكل الزائد بأنه مبني على الاهتمام بالناحية الصحية وليست الناحية الشكلية. كما أن الأسرة نفسها لابد أن تؤمن بالاتجاه نحو النمط الغذائي السليم ولا يجب أن نوجه الطفل له فقط.

كيف نحد من زيادة الشهية لدى الأطفال؟

نأتي هنا لبعض النصائح والخطوات العملية من أجل الحد من زيادة الشهية بشكل مفرط لدى الأطفال على التراجع للوراء وتبديلها بغذاء معتدل وصحي. ويحدث هذا من خلال الآتي.

تقديس وقت الطعام

إن تحديد وقت للطعام دون غيره من الأنشطة هو الحصان الرابح في المعادلة. ونقصد هنا أن يكون وقت الجلوس على المائدة مخصص لتناول الطعام وحده وليس لمشاهدة التلفاز أو اللعب أو أي من المشتتات الأخرى. هذا هو الحل من أجل ضمان أن الأطفال يحصلون على وجبة مشبعة وصحية.

لا تجبري طفلك على تناول الطعام

ما الذي يحدث إذا ترك الطفل بعض الطعام في طبقه؟ في أغلب الأحوال تجبر الأم أطفالها على تناول الطعام لآخر الطبق. لكن هذا الأمر لا يجب أن يحدث. الطفل يتوقف عن الطعام حين يشعر بالشبع. لذلك لا تجري جسمه على تناول كميات هو ليس في حاجة لها.

لا يجب تقديم الطعام كمكافأة

خطأ آخر نقوم به وهو إخراج الطعام عن هدفه الأساسي من كونه وسيلة لبناء الجسم لوسيلة لمتع غير منتهية. نحن نقوم بتقديم الوجبات السريعة والحلوى كمكافأة للأطفال على الكثير من السلوكيات التي نطلبها منهم. في هذه الحالة نحن نشوه مفهومهم عن الطعام ونجعله هدف في حدا ذاته.

الاستثناء المعتدل

لا يمكننا أن نمنع الأطفال تماماً عن تناول الأكلات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات. لكن من الممكن أن نرشد الاستهلاك ونعجله معتدلاً.

اقرأي أيضا:ازاي نشجع أولادنا على مقاومة الوجبات السريعة؟

مراعاة حجم الوجبات

لا يجب أن يحصل الطفل على وجبات كبيرة. أو مثلاً لا يمكن أن يأكل قطعة لحم كبيرة وكاملة. أو قطعتين من البرجر. لابد من الموازنة بين البروتين الحيواني والخضروات في الطبق الواحد.

ممارسة الرياضة

ممارسة الرياضة هي الفكرة التي لا تخسر أبداً من أجل ترويض العديد من سلوكيات الأطفال. أولاً هي تكسر وقت الملل الذي من الممكن أن يدفعه إلى تناول المزيد من الوجبات. ثانياً الرياضة تعدل السلوك الغذائي بدرجة كبيرة وتجعل الطفل متحمساً للبقاء في حالة عالية من اللياقة البدنية.

 

في النهاية نود أن نقول أن ثقافة الطعام هي ركن أساسي من الممكن أن نزرعه في عقل الطفل. وهذه هي أكثر الطرق الفعالة من المنع أو الإرشاد. الطفل يتعود على ما نقدمه ويتجاوب مع سلوكنا الإيجابي. فإذا حرصنا على إنشاء أسس الحياة الصحية في المنزل فسوف تعود شهية الأطفال إلى حالتها الطبيعية لا محالة.

للمزيد: تخسيس الكرش عند الأطفال دون اللجوء للأدوية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى