الطفل البيتوتي وقدرته على تحويل الخروج إلى دراما..الحل؟
الأطفال لهم طباع قد نشعر بالارتباك والحيرة بمجرد التعامل معها. ذلك لأنهم يقومون ببعض الأشياء التي لا نعرف ما هو السبب ورائها. وهذا ما يحدث مع الطفل البيتوتي، هذا الطفل الذي لم يستجيب بسهولة لمحاولة الخروج من المنزل، لكن في الحقيقة لن يتوقف الأمر عند هذا الحد. إذاً كيف تتصرفين مع هذا الموقف المعقد؟
ماذا لو كان الطفل بيتوتي ومحباً للدراما؟
تعاني الكثير من الأمهات من عدم حب الطفل الخروج من المنزل، بالرغم أن هناك أمهات آخرين يعانون من إلحاح أطفالهم الدائم ورغبتهم في الانطلاق وعدم العودة إلى البيت مرة أخرى. من المؤكد أن كل حالة منهم تعتبر حالة جامحة. لكن الطفل البيتوتي قد يكون مزعجاً لبعض الأسباب.
الجانب المشرق للموضوع أن الطفل قد يستجيب للخروج لكن في نفس الوقت هو قادر على قلب التنزه إلى مسلسل درامي. بالتأكيد الكثير منكن شعرن بذلك، فبمجرد الاندماج مع اللعب أو المرح يبدأ في البحث عن المنزل لهذا يقلب الدنيا رأسا على عقب. لذا تجد الأم نفسها أنها أمام موجة من البكاء الدرامي غير المبرر، أو أن هناك إلحاح للحصول على شيء غريب، أو محاولة أن يشعرك بالذنب بمجرد أنك تشعرين بالسعادة بينما تتركينه وحده في أحزانه. وهنا تجد الأسرة نفسها أمام مسرحية تراجيدية لا نهاية لها إلا العودة إلى المنزل من أجل أن يجد طفلك ضالته.
على جانب آخر الأمر لا يتعلق فقط بالخروج من المنزل للتنزه، لأن هذا الطفل سوف يحاول بكل الطرق الهروب من الذهاب إلى المدرسة، ولن يقبل تحضير أدواته أو ارتداء ملابسه بسهولة وهذا في حالة إذا لم يستنفذ كل طاقتك في محاولة إيقاظه من نومه..لكن بالرغم من هذا فلا يمكنك الاستسلام أبداً.
كيف نتعامل مع الطفل البيتوتي؟
من المهم أن تعلمي أن تحويل الطفل البيتوتي من طفل متعلق بجدران المنزل إلى طفل منطلق ونشيط أمر يحتاج إلى الصبر. لكن على المدى الطويل قد تحصلين على دراما أقل وأوقات أكثر متعة. والنصائح التالية سوف تساعدك على دعم طفلك وإقناعه بترك المنزل.
لا تدفعي الطفل بقسوة وشاركيه
لا يمكن أبداً أن تكون وسيلتك لكي يحب طفلك الخروج من المنزل هي إجباره على ذلك. لذلك لا تقومي بإكراهه على ارتداء ملابسه وسحبه إلى الخارج لأن الوضع وقتها سوف يكون مأساوياً. لهذا عليك بذل مجهود كبير لإقناعه بمزايا الخروج، مثل أننا سوف نجد الكثير من الألعاب والأصدقاء، حدثيه عن خطط اليوم وضمي إليها الأشياء المحببة له.
لماذا لا يحب الطفل الخروج؟
من المهم أن تحاولي معرفة الأسباب الأساسية التي جعلت الطفل يخشى الخروج من المنزل. لكن لا تشعري بالعجب إذا كان السبب بسيطاً بالنسبة لك. على سبيل المثال قد تكون ملابس الطفل خفيفة وبالتالي يشعر بالبرد وهذا الشعور يضايقه لذلك سوف يربط بين الضيق وبين التواجد خارج مكانه الذي يشعر فيه بالدفء. كذلك قد تكون هناك بعض المضايقات من الأقران خصوصاً لو كانوا أكبر في العمر.أو يكون الزحام من الأشياء التي تسبب له التوتر وبالتالي سوف يكون من الأفضل أخذه إلى المناطق التي لا يوجد بها زحام. لذا سوف يكون الحديث مفيداً لمعرفة سبب تجنب طفلك للخروج من المنزل.
احضري الأدوات المشجعة
ما الذي يحبه طفلك في المنزل؟ إذا كان هناك أدوات يمكن إحضارها للخارج فلا تتردي في ذلك. مثلا إذا كان طفلك يهوى التلوين فمن الممكن أن تحضري أدوات التلوين إلى الحديقة وتكون جزء من نشاطه. ليس ذلك فقط بل هناك بعض الأدوات التي تقلل من شعوره بالضيق، فإذا كان يشعر بالضيق من لدغ الحشرات عندما يذهب إلى المتنزهات فإحضار سبراي لمنع الحشرات سوف يكون الحل المثالي.
اجعلي الخروج روتيني بالتدريج
ومن هنا من الممكن أن تجعلي الذهاب إلى السوبر ماركت جزء من الروتين اليومي لكسر منطقة الراحة الخاصة بالتواجد في المنزل. وأيضا أخذ جولة بالدراجة حول المنزل قد يكون مجدياً لكي يشعر الطفل بالتدريج أن الخروج ليس بهذا السوء.
الكثير من الإلهاء
أثناء الخروج قد يميل الطفل إلى إطفاء البهجة، لذا لا تتركي الفرصة لذلك، قومي بالكثير من الأنشطة ولا تعطي انتباه للميل الدرامي الخاص به. تأكدي أنه إذا شعر أنك بدأتي تلاحظي استيائه سوف يتمادى، لذلك تجاهلي وجهه عندما يبدأ في إظهار الغضب والدموع الكاذبة. لا تجعليه يعرف أن استطاع أن يوصلك إلى الشعور بالذنب.
ابدأي بالأماكن التي يحبها
اسألي الطفل عن الأشياء أو الأماكن المفضلة له بعد ذلك اجعلي لها الأولوية ثم قومي بالتدريج بالانتقال إلى الأماكن الأخرى، لكن لا تجعلي الأمر مفاجئاً له لأنه قد يكون بمثابة الصدمة.
احضار الأصدقاء المفضلين
قد يكون للصديق المفضل للطفل أثر السحر. لذلك حاولي أن يكون صديقه المحب للانطلاق معه لأن ذلك سوف يؤثر على طفلك بشكل إيجابي للغاية.