متى تبدأ أعراض التوحد عند الأطفال
التوحد أو ما يعرف أيضا باضطراب طيف التوحد. وأعراض التوحد لا تظهر نتيجة مرض أو عدوى يمكن معالجتها لكنه اضطراب سلوكي أو ادراكي يستمر مدى الحياة. ينتج عن اضطراب في نمو الدماغ تؤثر على كيفية إدراك الشخص للآخرين والتواصل معهم وذلك يعني أن الدماغ تعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين، مما يسبب مشاكل في التفاعل الاجتماعي والتواصل و قد يتضمن انماط سلوكية محددة أو متكرره.
مرض التوحد
هناك أسباب متعددة و متشابكة تعمل معا مسببة لاضطراب طيف التوحد. لأ يوجد شئ مميز لتشخصيهم في السمات الظاهرية لكنهم يتواصلون ويتفاعلون و يتعلمون بطرق مختلفة تماما عن الاشخاص الاخرين. و يختلف شكل و نمط الاضطراب من مصاب لأخر و كذلك أعراض التوحد تكون مختلفة و لكنها تنتدرج جميعها تحت اختلافات و صعوبة التواصل و التفاعل الاجتماعي.
وفقا لاخر تقارير (CDC) التي تشير ان طفل في كل 36 طفل يكون مصاب باضطراب طيف التوحد.
يبدأ اضطراب طيف التوحد قبل سن 3 سنوات ويمكن أن يستمر طوال حياة الشخص، على الرغم من أن الأعراض قد تتحسن بمرور الوقت. يظهر بعض الأطفال أعراض اضطراب طيف التوحد خلال الـ 12 الأشهر الأولى من الحياة. وفي حالات أخرى قد لا تظهر الأعراض حتى عمر 24 شهر أو بعد ذلك. يكتسب بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد مهارات جديدة ويحققون معالم النمو حتى عمر 18 إلى 24 شهر ، وبعد ذلك يتوقفون عن اكتساب مهارات جديدة أو يفقدون المهارات التي كانت لديهم من قبل. وفي هذا المقال سوف نتعرف بالتفصيل عن أعراض التوحد و اسبابه و تشخيصه و علاجه.
أعراض التوحد
تظهر أعراض التوحد لدى المصابون منذ الطفولة مثل انخفاض التواصل البصري أو الاستجابة لأسمائهم. و تختلف من طفل لأخر فلكل مصاب نمط فريد من السلوك و مستوى من الشدة تمتد من الاداء المنخفض الى الاداء العالي.
تندرج الأعراض لفئتين:
التواصل و التفاعل الاجتماعي
هناك بعض العلامات التي تدل على مشاكل في التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل مثل:
- عدم الرد على اسمه أو يبدو أنه لا يسمعه في بعض الأحيان.
- يقاوم الاحتضان والإمساك، ويبدو أنه يفضل اللعب بمفرده وينسحب إلى عالمه الخاص.
- لديه ضعف في التواصل البصري ويفتقر الى تعبيرات الوجه.
- عدم الرغبة في الكلام أو يتأخر في الكلام، أو يفقد القدرة على نطق الكلمات أو الجمل.
- لا يمكنه بدء محادثة أو الاستمرار فيها، أو يبدأ محادثة فقط لتقديم طلبات أو تصنيف العناصر.
- يتحدث بنبرة أو ايقاع غير مفهوم أو غير طبيعي وقد يستخدم صوتًا غنائيا أو كلاما يشبه الانسان الألي.
- يكرر الكلمات أو العبارات حرفيا لكنه لا يفهم كيفية استخدامها.
- لا يبدو أنه يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر ويبدو غير مدرك لمشاعر الاخرين.
- لا يشير الى الاشياء الخاصه به و لا يشاركها مع الاخرين.
- يتعامل بشكل غير لائق مع التفاعل الاجتماعي ويكون سلبيا أو عدوانيا أو تخريبيا.
- لديه صعوبة في التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل تفسير تعابير وجه الآخرين أو وضعيات الجسم أو نبرة الصوت.
للمزيد: متلازمة أسبرجر عند الأطفال وعلاقتها بالتوحد
أنماط سلوكية
لدى الطفل أو البالغ المصاب باضطراب طيف التوحد أنماط محدودة ومتكررة من السلوك أو الاهتمامات أو الأنشطة مثل:
- أداء حركات متكررة، مثل التأرجح أو الدوران أو رفرفة اليدين.
- يقوم بأنشطة يمكن أن تسبب ايذاء النفس، مثل العض أو ضرب الرأس.
- يطور إجراءات أو طقوس معينة وينزعج عند أدنى تغيير.
- لديه مشاكل في التنسيق أو لديه أنماط حركة غريبة، مثل المشي على أصابع القدم.
- ولديه لغة جسد غريبة أو متصلبة أو مبالغ فيها.
- ينبهر بتفاصيل شيء ما، مثل العجلات الدوارة في سيارة لعبة، لكنه لا يفهم الغرض العام أو وظيفتها.
- حساس بشكل غير عادي للضوء أو الصوت أو اللمس و رغم ذلك قد لا يبالي بالألم أو درجة الحرارة.
- لا ينخرط في اللعب التلقليدي.
- يركز على شيء ما أو نشاط ما بكثافة أو تركيز غير طبيعي.
- لديه تفضيلات غذائية محددة، مثل تناول عدد قليل من الأطعمة فقط، أو رفض الأطعمة ذات ملمس معين.
أسباب التوحد
ليس للاضطراب سبب واحد معروف. ونظرا لتعقيده وحقيقة اختلاف الأعراض وشدتها، فمن المحتمل أن يكون هناك العديد من الأسباب. قد يلعب كل من علم الوراثة والبيئة دورا كما هناك عوامل مشتبه بها لحدوث الاضطراب.
العوامل الوراثية
هناك عدة جينات مختلفة مسببه للاضطراب. بالنسبة لبعض الأطفال، يمكن أن يرتبط التوحد باضطراب وراثي، مثل متلازمة ريت أو متلازمة X الهشة. والأطفال الآخرين قد تزيد التغيرات الجينية من خطر الاصابة باضطراب طيف التوحد. لا تزال هناك جينات أخرى قد تؤثر على نمو الدماغ أو الطريقة التي تتواصل بها خلايا الدماغ، أو قد تحدد شدة الأعراض. بعض الطفرات الجينية موروثة، في حين أن البعض الآخر يحدث بشكل تلقائي.
العوامل البيئية
تلك العوامل مثل الالتهابات الفيروسية أو الأدوية أو المضاعفات أثناء الحمل أو ملوثات الهواء تلعب دورا في اثارة الاضطراب.
- التعرض للمعادن الثقيلة والسموم البيئية.
- تاريخ الأم من الالتهابات الفيروسية.
- تعرض الجنين لأدوية حمض الفالبرويك أو الثاليدومايد (الثالوميد).
كما يجب ادراك ان اللقاحات (تطعيم) الاطفال لا توجد صلة بينها وبين الاصابة باضطراب طيف التوحد تماما, و يجب خذها في مواعيدها لانها تقي الطفل من الاصابة بأمراض خطيرة قد تؤدي للوفاة.
التشخيص و العلاج
يتم تشخيص التوحد بطرق عديدة و الاغلب عن طريق اعراض التوحد الظاهرة. و يجب ادراك ان ايجابية طريقة لا تعني بالضرورة الاصابة بالاضطراب لان التشخيص عن طريق تقييمات و اختبارات سلوكية و اختبار جيني، لذلك يجب المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص.
قد يوصي الطبيب بمجموعة من الاختبارات لتشخيص مرض التوحد، بما في ذلك:
- اختبار الحمض النووي للأمراض الوراثية
- التقييم السلوكي
- اختبارات بصرية وصوتية لاستبعاد أي مشاكل في الرؤية والسمع لا تتعلق باضطراب طيف التوحد
- فحص العلاج المهني
- الاستبيانات التنموية، مثل جدول ملاحظة تشخيص التوحد، الإصدار الثاني (ADOS-2)
تحديد التشخيص عادةً ما يقوم فريق من المتخصصين بإجراء التشخيص. قد يشمل هذا الفريق:
- علماء نفس الاطفال
- العلاج الوظيفي
- أطباء أمراض النطق واللغة
لا يوجد علاج فعلي انما اجراءات تقلل من حدة الاعراض التي تتداخل مع الأداء اليومي ونوعية الحياة. حيث يتضمن تقديم علاج تربوي و علاج سلوكي و دعم نفسي للنمو والتعلم. للمزيد من المعلومات عن التوحد إليك المقال التالي: التوحد .. معلومات حقيقة وخرافات