لو الطفل شاف العلاقة الحميمة للوالدين..تتصرفي بسرعة ازاي؟
الحياة كلها مواقف غير متوقعة وأحيانا محرجة. لكن لا يوجد موقف محرج مثل أن يرى الطفل العلاقة الحميمة للوالدين. وإذا كان الأمر محرج للأم والأب فبالنسبة للأبناء فهو مربك بشكل كبير. كذلك فهو غير متعلق بالأطفال في المراحل العمرية المتقدمة فقط لكنه يؤثر على الطفل الرضيع أيضاً. فما هي المخاطر والحلول؟
الطفل يتأثر بالعلاقة الحميمة للوالدين
إذا كان طفلك مازال جنيناً في الرحم فهو لا يستطيع أن يفهم ما الذي يجري بالخارج، هذا من حسن الحظ. لكن بمجرد أن يصل إلى الحياة فعلينا أن ندرك أن الطفل هو عبارة عن جهاز استشعار يستطيع التقاط الأصوات والأضواء والحركات من حوله. لذا عندما يكون عمر الطفل عامين سوف يبدأ عقله اللاوعي في إدراك أن هناك شيء غريب يحدث إذا كانت العلاقة الحميمة للوالدين تحدث في نفس الغرفة أو السرير. لكن ماذا يحدث عندما يلتقط عقله اللاوعي الحركات والأصوات غير المفهومة له؟
مشاكل شعور الرضيع بالعلاقة الحميمة
الطفل يستطيع استقبال المؤثرات التي حوله. وبالطبع لن يستطيع عقلتها ترجمتها إذا كانت شيئاً آمناً أو مخيفاً خاصة أن مصدر الأمان في هذه الحالة هو الأم بعيد عنه تماما. لذلك في مراحل عمرية أخرى سوف يكون الجنس بالنسبة للطفل شيء مخيف، وسوف تتأثر أفكاره عنه تصبح سلبية. والفتيات أكثر تأثراً بهذا الأمر من الصبية.
الحل في هذا الموقف
بالطبع في هذا العمر لا يمكن الحديث مع الطفل. لكن في هذه الحالة الوقاية خير من علاج. لذلك فإن كل نصائح الخبراء تؤكد ضرورة فصل الطفل عن سرير أمه وبعد ذلك غرفتها في فترة مبكرة جداً. لابد أن ينشأ عقله الواعي معتاداً على الانفصال وعلى جو مناسب له كطفل فقط ولا يتعرض لأي مؤثرات أخرى.
من عمر ثلاثة سنوات وحتى 6 سنوات
في هذه الفترة يستطيع الطفل أن يرى العلاقة الحميمة بين الوالدين بالعديد من الطرق. فهو يتحرك وقد يلجأ إلى غرفة والديه ليلاً أو في أي وقت دون استئذان من أجل الشعور بالخوف أو الحاجة إلى تلبية مطلب. في بعض الأحيان تتمكنين من اكتشاف أن الطفل تواجد أثناء هذا الأمر ورآه وشعر به. لكن المشكلة الكبرى إذا تعرض للموقف دون أن تدركي حدوث ذلك.
مشكلة رؤية العلاقة الحميمة في هذه المرحلة
في المرحلة العمرية من ثلاث حتى ست سنوات سوف يرى الطفل شيء غريب لكن لن يدرك أن هذا الشيء يعود لمفهوم الجنس مطلقاً. لكن أخطر ما في الموضوع أنه قد يدرك أن هناك حالة من الإيذاء تحدث للأم أو أن الأب يقوم بإلحاق الضرر بها. هنا سوف يبدأ الطفل في كراهية الأب وتكوين مشاعر سلبية تجاهه. لكن قد يمر بحالات عصبية مختلفة مثل اضطرابات النوم أو القلق. لذا في حالة حدوث ذلك بشكل مباغت دون أن تغير في نمط الحياة من حولكم فربما يكون الطفل فعلا تعرض لرؤيتكما في هذا الوضع.
أسرع طريقة للحل
إذا وجد الطفل في نفس المكان أثناء قيامك بالعلاقة الحميمة حاولي تشتيت انتباهه بشكل فوري. مثل قولي أنك تحاولين البحث عن شيء أنت ووالده. اطلبي منه أن يبحث في ركن الغرفة حتى تقومان بتعديل الوضع. بعد ذلك اصنعي المزيد من السخرية أو الضحك. حاولي تقنعيه أن هذا وقت مناسب للنشاط والحركة. بهذه الطريقة أنت تقومين بتشتيت عقله حتى يتخلص من الصورة التي رآها إلى مجموعة من الصور الأخرى. وبالتالي لن يرتبط هذا المفهوم معه بالإيذاء.
الطفل بعد ست سنوات
في هذه المرحلة العمرية يكون الطفل قد بدأ تكوين بعض المعلومات عن الجنس أو عن الفروق الجنسية بين الرجال والسيدات. وفي عصرنا الحالي الأطفال في سن التاسعة لديهم الكثير من الإدراك والوعي. لكن أيضاً هذا لا يبرر تعرضهم لرؤية تجربة جنسية بين الوالدين. كذلك الخطر رؤيتهم لهذه التجارب من خلال التلفزيون أو الإنترنت. والخطر أن الطفل إذا عرف أن هذه التجارب تسبب المتعة فقد يؤدي ذلك إلى الهوس الجنسي. لكن ماذا تفعلين إذا عرفت أنه رأى ما لا يجب رؤيته.
أولاً تكلمي معه عن حدود ما رآه. فإذا كان الأمر في بدايته فلا تحاولي إلقاء معلومة لا يحتملها عمره. لكن عليه أن يطمئن أنه ما رآه لم يكن في إيذاء أو ضرر.
الحل في هذه الحالة
لكن إذا كان الطفل تعرض لرؤية جزء كبير من الموقف فمن المهم أن يفهم أن هذا الأمر طبيعي. مثل قولي له أن هذه الطريقة التي يقوم بها الاشخاص الكبار والمتزوجين فقط للتعبير عن الحب. فهم يعبرون عن طريق الاحتضان أو القبلات. وهذه الطريقة جميلة وليست مرعبة بل هي التي خلقها الله للإنسان لكي تستمر الحياة. بشرط أن تكون للكبار وفي إطار الزواج.. تذكري في هذه الحالة أن استقبال المعلومات من الأم والأب أفضل كثيرا من استقبالها من أي مصدر آخر.
الخلاصة
في النهاية تصدير الرعب من الجنس ليس في مصلحة أبنائنا. لكن في نفس الوقت من المهم أن يعرفوا ويدركوا معانيه أولاً. ومن المهم أن نتأكد أننا لن نعرضهم لمثل هذا الموقف عن طريق اختيار الوقت المناسب والتأكد من عدم اقتحام خصوصيتنا. لكن في نفس الوقت إذا وقع ما نخاف منه فمن المهم أن نعرف ما الذي يجب قوله وكيف نقوله.