في بيتنا طفل عنيد ، إذاً نحن نحتاج إلى الكثير من الخطط المحكمة لكي نستطيع تقويم سلوكه وترويضه.
بالإضافة إلى ذلك فإن معاملة الطفل العنيد بطريقة ذكية لا تعني أن نترك له المساحة مفتوحة دون حدود، لكنها تحتاج في كثير من الأحيان إلى طرق مختلفة للعقاب.
وفي مقالنا اليوم سوف نتعرف على كيفية معاملة الطفل العنيد بطرق مختلفة تساعد على تحسين سلوكه بالإضافة إلى الخطوات التي من الممكن أن نعتمد عليها إذا احتاج في بعض الأحيان إلى العقاب.
لمعرفة المزيد حول التعامل مع الطفل العنيد يرجى زيارة هذا الرابط: كيف أتعامل مع الطفل العنيد والحساس؟
من هو الطفل العنيد؟
في مقال سابق تحدثنا عن أن صفة العند في كثير من الأحيان هي صفة إيجابية،
والطفل العنيد هو القادر على الوصول إلى هدفه بدرجة كبيرة ولا يمكن لأحد أن يثبط من همته أو يقلل من تصميمه على الوصول إلى شيء معين،
كما أنه طفل قادر على التحمل بدرجة كبيرة ويقوم بتحمل المسؤولية.
هذه الصفات جيدة إذا قمنا باستثمارها في النواحي الإيجابية وعرف الطفل أنه قادر على التحمل والعمل،
لكن قد ينقلب السحر على الساحر إذا بدأ الطفل يعرف أن عناده صفة سيئة تضايق الآخرين،
وأنها نوع من الأخطاء أو إذا قمنا بإهانة هذا العناد ومنعناه من القيام بالأمور التي يريدها وتحملنا المسؤولية بدلاً منه،
في هذه الحالة سوف يكون لدينا طفل أناني وعنيد وغير قادر على تحمل المسؤولية في وقت واحد.
لذا علينا في البداية أن نحدد الأمور التي يجب أن نستثمر فيها قدرته على التصميم ونفرق بينها وبين الأمور التي تساعد على جعله صاحب سلوك غليظ وغير لائق.
إذا كيف نقوم بذلك؟ سوف نعرف في الفقرات التالية.
ما هي الأساليب المختلفة للتعامل مع الطِّفْلُ العنيد؟
هذه بعض الطرق التي تساعدنا على بناء صلة ورابط بيننا وبين الطفل صعب المراس،
ومن خلالها من الممكن أن نجعله شخصية إيجابية للغاية..
اختيار المعركة الصحيحة
الطفل العنيد لديه رأيه الخاص في كل شيء، فهو يختار ملابسه، أصدقائه،
متى يأكل ومتى يمتنع، إذاً محاولة التدخل في كل هذه الأمور سوف تحول المنزل إلى ساحة معركة دائمة – من منا يريد ذلك؟!-
إذا علينا أن نختار ما هي الأمور التي لابد أن يكون الاختيار النهائي لها في أيدينا،
مثلاً من الممكن أن يرتدي الطفل ملبس معين قد نرى أنه غير مناسب له هذه معركة لا نحتاجها،
لكننا مثلاً يجب أن نكون صارمين حينما يتعلق الأمر بإيذاء نفسه أو توجيه إهانة أو أذى لأي من أخواته.
إرخاء الحبل في بعض الأحيان
في كثير من الأوقات سوف نجد أنفسنا في جدال كبير مع الطفل،
إذا كان عنيداً ومتمسكاً برأيه هنا سنجد أنفسنا في جدال لا ينتهي أبداً،
إذا دخل الطفل المعركة فلن ينتهي منها أبداً،
لذلك علينا أن نجد طرق ذكية لإنهاء الجدال حول أمر ما حتى وقت آخر،
وبعدها نكون قد تمكنا من الحصول على بعض نقاط القوة لإقناعه،
وهنا نوضح أن خلال الجدال والمناقشة قد يفقد الآباء والأمهات الصبر وبالتالي يكون البديل هو الصياح في وجه الطفل أو توجيه الأوامر له،
ونحن ضد هذا التحول، لذلك عندما نشعر أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة فإن الانسحاب التكتيكي والمؤقت سوف يكون هو الخيار الذكي تماماً.
استخدام أسلوب التحفيز الإيجابي
تشجيع الطفل من أكثر الخطوات التي تساعد على تحسين سلوكه، لذلك من المهم أن يشعر أن هناك تقدير لكل خطوة جيدة يقوم بها،
وهنا من الممكن الاعتماد على الكلمات الإيجابية عند القيام بأي من الأفعال الحميدة، أو نضع له بعض الملصقات التحفيزية في كراسته أو لوحة السلوك الخاصة به،
هناك طريقة يطلق عليها كرات القطن،
ومن خلالها نحضر مجموعة من الكرات القطنية وكلما قام الطفل بفعل جيد نضع له كرة في قالب أو علبة وعندما تمتلىء العلبة يحصل على مكافأة.
وضع الحدود
هناك رسالة لابد أن يتم إيصالها إلى الطفل، وهي أن الأم والأب ما زال لديهم السيطرة الكاملة وأنهم لم يتنازلوا عن هذا الحق حتى لو كان هناك الكثير من التفاهم، بمعنى أن هناك حداً لا يمكن تجاوزه، على سبيل المثال في حالة إذا كان تصميم الطفل على شيء قد اشتد وبدأ في الكلام بصوت مرتفع لابد من توقيفه، هناك عبارات حاسمة ومهمة ومنها (هل تريد الحديث عن ذلك؟ ما الذي سوف يشعرك بالارتياح؟ هل أنت في حاجة إلى التنفس الآن؟ وهذا التكنيك يساعد الطفل على خفض حدة العصبية والاندفاع والرجوع إلى الحدود التي تم وضعها.
كيف نقوم بمعاقبة الطفل العنيد؟
كما قلنا من قبل فإن التعامل الذكي مع الطفل الذي يتميز بالعند لا يعني أن نترك له كل الحدود مفتوحة،
لذا في كثير من الأحيان سوف يستدعي الأمر العقاب وهذه طرق من الممكن استخدامها.
- استخدام طريقة الحرمان من الأشياء المفضلة له وسيلة جيدة، ومن الممكن أن يتم حرمانه من ألعابه المفضلة أو أي من الرحلات الذي كان يرغب في الذهاب لها.
- قلنا من قبل أن الطفل العنيد هو طفل لديه حس عالي حول تحمل المسؤولية، لذلك إذا قام بإفساد شيء فإن عقابه الصحيح هو أن يتحمل مسؤوليته،
بمعنى أنه لو قام بسكب كوب اللبن مثلاً فإنه هو المسؤول عن تنظيف ما قام به. - الخطأ وارد، لكن الاعتذار عن الخطأ واجب،
لذا لا يمكن أن يترك العنان للطفل العنيد أن يقوم بالأخطاء دون أن يعتذر عنها ويصلح ما يمكن إصلاحه.
اقرأ أيضاً: كيف أتعامل مع طفلي العصبي؟