منوعات

ساعدي طفلك على اكتشاف العالم لكن “بأقل خسائر ممكنة”

ساعدي طفلك .. ما الذي يقوم الأطفال بفعله في الفترة العمرية ما بين عام وحتى ثلاثة أعوام؟ أكاد أسمع كل أم وهي تقول “أنه يفعل الكثير من الكوارث”.. وأنا أصدق ذلك جيداً، هل يمكن للاكتشافات الكبيرة أن تحدث دون خسائر؟! أيتها الأم الجميلة هناك قاعدة واحدة معروفة تقول “No pain no gain” إذاً لكي يكتشف الطفل العالم من حوله ويتعلم الكثير من الِأشياء فعلينا أن نتقبل بعض التضحيات والخسائر التي تحدث عندما يبدأ الطفل في البحث في أعماق الأشياء مثل الدخول إلى الدواليب والخزائن أو التمكن من تفتيت الألعاب من أجل معرفة كل جزء فيها ربما هناك بعض التسلقات التي تحدث لأثاث المنزل أو اكتشاف بعض الأجزاء المجهولة التي لا نعرفها نحن شخصياً لكن هؤلاء الصغار لهم الطرق الخاصة التي يعرفون بها كل شيء. وعلى الرغم من ذلك فمن الممكن أن نساعدهم على تنمية روح الاكتشاف داخلهم وفي نفس الوقت نقلل الخسائر المتوقع حدوثها لهم ولنا.

لماذا يحتاج الطفل إلى إثارة الفوضى من حوله؟

لماذا يحتاج الطفل إلى إثارة الفوضى من حوله؟

ما هو أول شيء يقوم به الطفل في الصباح، من المؤكد أننا جميعنا نعرف أن الأطفال يذهبون إلى العمل، اللعب بالنسبة للطفل هو العمل، لكن الطفل لا يقوم باللعب من أجل اللهو إنه يتحرك في كل الاتجاهات مثيراً للفوضى لكي يعرف ماهية العالم من حوله، إذاً الأدراج المفتوحة والخزائن والملابس المبعثرة في كل مكان هي بحث عن شيء يريد أن يعرف آخره، إنه يريد أن يتحرك، يكتشف قدرة جسمه على الحركة والتطور وعقله الذي يربط بين الفعل ورد الفعل، وعندما يفتح الغطاء الخاص بالمرحاض ويرمي بعض الأشياء أو يدخل يده إليه هو أيضاً يحاول أن يعرف حركة الأشياء من حوله، إنه يكتشف الماء والصوت والأشياء المختلفة – عندما تجدي طفلك في موقف كهذا هدئي من روعك وقولي إن ابني قرر أن ينافس العالم الراحل أرشميدس وسوف يقوم بتعديلات على قانون الطفو- نعرف أن المشهد قد يكون مفزعاً لكنه ضروري.

الطفل يقوم بذلك لكي يطور قدراته الإنسانية في كل شيء في التفكير المنطقي مثلاً هو يعرف أن اللعبة الموجودة فوق الدولاب تحتاج أن يصعد لها، سوف يحاول التسلق أو الطيران وعندما يفشل سوف يحاول إحضار بعض الأشياء التي يقف عليها لكي يتمكن من ذلك..إن طفلك ينمو وهذا يتطلب منه أن ينمي قدرة حل المشاكل وربط الأمور إذاً دعينا نطلق على الفوضى الموجودة في المنزل في هذا الوقت “الفوضى الخلاقة”.

هل أترك طفلي يكتشف كل شيء بنفسه؟

هل أترك طفلي يكتشف كل شيء بنفسه؟

من المهم أن يعرف الطفل كيف يكتشف الأشياء بنفسه ومن المهم أن تتركي له المجال لكي يفعل ذلك لكن أيضاً توفير بيئة آمنة للقيام بذلك هو أمر ليس سهلاً وتقع مسئوليته الأولى على عاتق الأم والأب، ولأن هذه المهمة كبيرة فإننا نجد أن الكثير من الآباء والأمهات يمنعون الطفل من القيام بأي شيء حتى لا يسبب المتاعب وحتى لا يضطرون إلى القيام بالمجهود المطلوب لحماية الأطفال، فيكون المنع هو الطريقة التي تعطي الجميع شعوراً بالراحة، لكن تربية الأطفال لا تتم بهذه الطريقة، لأن الصغير يحتاج إلى بناء نفسه ويحتاج إلى مجهود الأبوين لكي يقوم بذلك.. وكل ما يفعله الطفل في المرحلة العمرية ما بين عام وثلاثة أعوام ليست أموراً من قبيل الرفاهية لكن كل نشاطه في المنزل يساعده على الكثير من الأشياء نذكر منها على سبيل المثال:-

تنمية الذكاء

محاولة الطفل للاكتشاف تساعده على استخدام الحواس التي يمتلكها ويبدأ في الربط بين استخدام كل من الرؤية والشم واللمس والتذوق وبين كل شيء يتعرض إليه، كل هذا ينمي قدرات الطفل ويساعده على تنشيط مراكز الذكاء حتى يبدأ في التعرف على حواسه بشكل أعمق ويعرف كيف تختلف الأشياء عن بعضها البعض.

ينمي القدرة على حل المشكلات

عندما يقوم الطفل بسحب كوب اللبن من على المنضدة فإنه الكثير من الأشياء تحدث، هو يعرف ما الصوت الذي يحدثه الارتطام، يتعرف على الفوضى الناتجة عن امتلاء الكوب وانسكابه، يبدأ في معرفة أن الفعل الذي قام به يترتب عليه الكثير من الأفعال الأخرى ومن ثم مع الوقت سوف يبدأ في اكتشاف الحل وكيفية تجنب الفوضى.. التجربة وحدها هي التي تعطي الطريقة الصحيحة لإيجاد الحلول المناسبة.

تنمية الشعور بالأمان والتواصل العاطفي مع الأبوين

إذا قام الطفل بأي محاولة ثم وجد أنه قد يقع في مشكلة ويبدأ اللجوء إلى الأم والأب لإنقاذه فقيامهم بذلك يمنحه الشعور بأن هناك أشخاص مستعدين لإنقاذك وهم بجانبك، وهذه المشاعر تنمي لدى الطفل الإحساس بالأمان والثقة بالنفس – بالطبع هناك فرق بين التدليل المبالغ فيه وبين تقديم الإنقاذ في الوقت الصحيح لذا لابد من أن نلاحظ ذلك – لذا فإن التدخل للإنقاذ واجب ومن ثم الإرشاد إلى طريقة عمل الأشياء بشكل سليم هي واجب أيضاً.

كيف نساعد الأطفال على الاكتشاف بطريقة آمنة؟ 

كيف نساعد الأطفال على الاكتشاف بطريقة آمنة؟

كيف نساعد الأطفال على الاكتشاف بطريقة آمنة؟ 

اقرأي أيضاً: منتجات مهمة تحمي الأطفال في المنزل

هنا يأتي الدور الذي قمنا بالحديث عنه وهو القيام بتوفير البيئة الآمنة التي تساعد الطفل على اكتشاف العالم من حوله وفي نفس الوقت تقلل من المشكلات أو المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها نتيجة للحركة أو التعامل مع الأشياء، لا ننسى أن الأطفال تحب اكتشاف اللعب بالكبريت أو اختبار مفاتيح الكهرباء أو فتح العلب المختلفة وتذوق الأشياء القريبة منهم، لذا عدم معرفة المكان الذي سوف يتحرك فيه الطفل بالتفصيل والتخلص من كل الأشياء التي من الممكن أن تسبب له الضرر قد يتحول إلى كارثة كبيرة لا قدر الله، وهناك بعض الأمور المهمة التي تساعد على توفير البيئة الآمنة ومنها:-

 

  • إبعاد الأشياء التي من الممكن أن تنكسر أو تسبب الأذى للطفل مثل الأطباق الزجاجية أو الأشياء التي تحتوي على حواف حادة.
  • من المهم أن يكون الأثاث في المحيط الخاص بالطفل ثابتاً ولا ينقلب بسهولة أو يتحرك من مكانه بشكل بسيط.
  • إغلاق كل المداخل التي تؤدي إلى النوافذ أو الأبواب والتأكد من أن كل شباك مغلق بشكل جيد وآمن تماماً.
  • إبعاد الشاشات عن الأماكن التي تكون في متناول الطفل ومن الأفضل تعليقها في مكان مرتفع.
  • التأكد أن الغرفة خالية من أي حبال متدلية سواء من الستائر أو من المفروشات.
  • إغلاق كل فتحات الكهرباء سواء القريبة أو البعيدة وهناك الكثير من الأدوات التي تساعد على ذلك وهي متوافر في الأسواق.
  • من المهم أن نكون مع الطفل أثناء تعلم كيفية صعود السلالم وكيفية النزول منها.
  • التأكد من أن الألعاب الموجود في محيط الطفل خالية من أي عامل من عوامل الضرر.
  • في كثير من الأحيان تكون التحذيرات والكلمات غير كافية لإبعاد الطفل عن الخطر، ربما هم مصممين على تتبع الخطر والبحث عنه بإصرار شديد لذا التدخل في الوقت المناسب عامل مهم للغاية.
  • اتخاذ الإجراءات الصارمة إذا كان الأمر متعلق بأي من الأنشطة التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالطفل.
  • عدم وجود أي من الأدوية أو العلب التي تحتوي على مواد سامة بجانب الطفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى