كل الأمهات تلجأ حالياً لما يسمى التربية الإيجابية. وفيها تحاول الأمهات أن تلتمس كل السبل التي تحافظ على الصحة النفسية للطفل من أجل تكوين شخصية سوية داخله. لكن هذا لا يمنع أن هناك بعض الأشياء التي تغفل عنها الأمهات ولا تلاحظ أن لها أثر سلبي. وفي مقالنا اليوم سوف نعرفك على أخطر 7 جمل من الممكن أن يسمعها طفلك. بالرغم أنها بسيطة جداً إلا أن لها تأثير خطير للغاية. فما هي؟
جمل لا تتماشى مع قواعد التربية الإيجابية
إذاً في رحلتك من أجل التربية الإيجابية لأطفالك هناك بعض الإشارات الحمراء التي يجب الحرص منها. هذه الإشارات تظهر في شكل العبارات التالية. فيا أيتها الأم العزيزة حاولي أن لا تقوليها أبداً.
اقرأي أيضا: ادعمي الثقة بالنفس لدى طفلك وتجنبي هذه الأشياء
توقف عن البكاء
عندما يتعرض الطفل لأي موقف ومن ثم يبكي ننهال عليه بالجمل التالية “لا تبكي..الرجال لا يبكون..البكاء لا يحل الأم”.. إذاً هذه أول ضربة نوجهها لمشاعر الأطفال. وهذا الخطأ نكرره بصورة أكبر مع البنين أكثر من الفتيات. هذه الجملة تعني أننا نأمر الطفل بأن يتوقف عن التعبير عن مشاعره. إن عقله الباطن سوف يفسر الأمر أن القيام بالتعبير عن المشاعر الداخلية نوع من الخطأ ولا يجب أن يتكرر. والنتيجة الحتمية لذلك هو نشأة طفل غير قادر على إخراج مشاعره الإنسانية والتعامل معها بشكل صحيح.
ما هو الخطأ الذي بك؟
وهنا المشكلة لا توجد في الجملة نفسها بقدر ما توجد في الطريقة التي نقولها للطفل بها. فإذا كان الغرض منها معرفة المشكلة أو الأزمة التي يمر بها فإن أثرها سوف يكون إيجابياً. لكن عندما تكون موجهة من أجل توجيه نقد لموقف معين أو للتعبير عن غضبنا من شيء فإن الأمر في هذه الحالة مرفوض.
فإذا كان هناك شخص ذو ثقة للطفل وقال له أن به خطأ وقتها سوف يفكر الطفل فعلياً أن هناك عيب ما به، ولن يستوعب الفكرة بتاتاً.
أنت لن تتغير أبداً
يفعل الطفل الكثير من الأشياء أو التصرفات الخاطئة، هذا أمر نعترف به جميعاً. لكن ما الشيء الذي يعطينا الثقة التامة في أن طفلنا لن يتغير للأبد؟ الحقيقة أنه لا شيء. لذا دعونا من قول كلمة “أبداً” في أي حديث نوجهه للطفل. وإذا أردنا أن نقوم بترويض سلوكه فعلينا أن نحاول توجيه إلى السلوك الإيجابي وليس تحطيم نفسيته بقول أنه لن يتغير أبداً لأن هذا غير صحيح.
التربية الإيجابية تعني أن لا تقول “سوف تصبح أي شيء تريده”
تشجيع الأطفال أهم شيء من الممكن أن نقدمه لهم. لكن التشجيع له حد معين. لا يمكن أن نترك العنان للأطفال لأن نقول لهم أن في استطاعتهم الوصول إلى أي شيء يحلمون به. أولاً هذا الأمر يؤدي إلى تغيير سلوك الأطفال بشكل سلبي ولا يشجعهم. وفي نفس الوقت عندما نفعل ذلك كأننا نخبرهم صورة كاذبة عن طبيعة الحياة التي قد تقف في طريقهم مما يؤدي إلى إحباطهم. البديل الصحيح لهذه الجملة هي أن نشجع الطفل على القيام بواجبه على أكمل وجه ويقتنع أن النتيجة التي سوف يصل إليها هي أفضل شيء قد يحدث له طالما أنه لم يترك جهداً إلا وفعله.
أنت شخص أناني
كل الأطفال يقومون بتصرفات بها الكثير من الأنانية. إن خبرتهم في الحياة ما زالت صغيرة لا تعتمد على الكثير من المعارف. وبالطبع لا يحبذ أي منا أن يكون طفله أنانياً. لكن هذا لا يعني أن نواجهه بقول “أنت شخص أناني”.. في هذه الحالة سوف يحلل الطفل الموقف على أنه شخص به عيب كبير وسوف يؤمن بهذا العيب ويصدقه ويبني تصرفاته على أساسه. لكن بدلاً من ذلك علينا أن نوجه اللوم للتصرف وليس له. أن نقول له أن لم يكن يجب أن يفضل مصلحته على الآخرين وأن هناك فعل آخر كان يجب أن يأخذه.
ليتك ما جئت إلى الحياة
الأطفال قادرون على إثارة غضبنا إلى حد بعيد. لا أحد يستطيع إنكار ذلك. لكن هذا يستدعي منا أن نخرج من حالة الغضب ونعالج الموقف كبالغين لديهم تجارب تساعدهم على التفهم. أما الطفل عندما يسمع جملة إننا “ليتك لم تولد، ليتني ما رأيتك” لا يفهم أنها نابعة من الشعور بالغضب. لكنها نابعة من عدم قبولنا له.
سوف أقوم بفعل كل شيء لك
أولاً نحن لا نستطيع أن نفعل كل شيء لأطفالنا. لذلك فجملة مثل هذه بمثابة كذبة كبيرة نقولها لهم. ثانياً لا يمكن أن نعيش الحياة بدلاً منهم. إن عليهم أن يعرفوا إننا نساعدهم في الطريق ولكننا لا نسيره بالنيابة عنهم. علينا أن نجعل الأطفال يعرفون الحياة على حقيقتها واختبار المواقف المختلفة من أجل خلق شخصيات لديها ثقة بالنفس عالية وجيدة.