منوعات

مع نتيجة الثانوية العامة..يحتاج أبنائنا إلى دعم غير مشروط

اليوم تفيق معظم البيوت المصرية على مشهد واحد، إنه مشهد نتيجة الثانوية العامة. في مصر يتكرر هذا الأمر منذ عشرات السنوات والحقيقة يبدو أنه ملازم لنا إلى سنوات أخرى. في هذا الوقت تعيش آلاف الأسر بين الترقب والخوف والأمل. بينما الأبناء يعيشون أضعاف الخوف وأضعاف الترقب. لكن إذا كنا حقاً نحب فلذات أكبادنا فكيف نجعل الأمر يمر بحجمه الحقيقي دون تهويل أو تقصير؟ دعونا نفكر ونقلب الأمور سوياً.

نتيجة الثانوية العامة وما يحتاجه أبنائنا فعلياً

أظن أن لحظة ظهور نتيجة الثانوية العامة هي تلك اللحظة التي سوف تنقسم فيها البيوت إلى قسمين. الأول سوف تجتاحه الفرحة بنتيجة كبيرة تحقق الأحلام الوردية التي يضعها الأبناء في خيالهم. والثاني هو اللحظة التي تأتي بها النتيجة دون التوقع أو بدرجة أقل من طموحنا. في الحالتين سوف تكون المبالغة هي شأننا. مبالغة في الفرح الحزن. لكن في الحقيقة لابد أن نعبر المشهد إلى واحد آخر.

لماذا علينا أن لا نبالغ في الحزن أو الفرح؟

تحقيق الأحلام شيء جميل والحصول على حصاد التعب والمجهود الطويل من أمتع اللحظات في الحياة. لكن هذه ليست اللحظة الأخيرة. أظن أننا نحتاج أن نتأكد تماماً أن هناك تعب ومجهود يحتاجه المستقبل وعلينا أن نساعد ابنائنا على الاستعداد له وليس الغرق في أسطورة التفوق في هذه المرحلة.

على جانب آخر فإن عدم حصول الأبناء على المجموع المناسب لا يستدعي دفعهم للانتحار. لا يستعدي أن نفعل الأشياء التي تجعل حالتهم النفسية سيئة. علينا أيضا في هذه الحالة أن نعرف أن هذه ليست اللحظة الأخيرة ومسئوليتنا هي محاولة تغيير تفكير ابنائنا لطريقة إيجابية والنظر للمستقبل بصورة أخرى والبحث عن بدائل مناسبة للأحلام التي لم تعد ممكنة.

الثانوية العامة ليست آخر محطة في القطار

الدعم المناسب الذي يمكن أن نقدمه لأبنائنا بعد نتيجة الثانوية العامة هي توسيع نظرتهم للمستقبل. ذلك لأن العالم الذي نعيشه لم يعد يرتبط بقدر كبير بالشهادات التي نحصل عليها بقدر المهارات التي نمتلكها. لذلك لا يمكن أن نجعلهم يعتقدون أن أحلامهم ومستقبلهم تحطم لأن المجموع لن يصل بهم إلى كليات القمة. وعلى جانب آخر حتى من حصلوا على مجموع كبير فإن دخول كلية كبيرة لا يعني أنك سوف تظل على القمة إلا لو كنت قادرا على تطوير نفسك ومهاراتك. 

إذا أو ما يجب تقديمه لأودلانا في هذه الحالة هي تحفيزهم على التطوير الذاتي وتطوير المهارات من أجل الاستعداد للمهمة المقبلة سواء كانت الثانوية العامة معهم أو ضدهم. هذه الرحلة تحتاج منا إلى تركيز كامل حتى نكون داعمين حقيقين لهم.

الحب والدعم غير المشروط يضمن لهم النجاح الحقيقي

على جانب آخر فإن الدعم المعنوي هو أهم ما يمكن تقديمه. المشكلة أن كثير من الأمهات والآباء قد ينجرفون تجاه مشاعرهم الغاضبة. كذلك توجيه هذا الغضب ناحية الأبناء ونعتهم بالفشل لن تكون له عواقب جيدة أبداً. لذلك التقبل والحب هو أول شيء لابد من أن يشعر به أي طالب حصل على مجموع بسيط. بعدها نبدأ الحديث عن المستقبل والترتيب له.

في النهاية دعوني أؤكد أن الثانوية العامة حلقة من الحياة بسيطة جداً ومن الممكن نسيانها والتغلب على عواقبها. بل أن هناك الكثير من الناجحين في العديد من المجالات لم يحصلوا على مجموع كبير. لكن الشيء الذي لن يتغلب عليه الأبناء أبداً هو الشعور بأن النتيجة خذلتهم وبأن الخذلان أصابهم من العائلة أيضاً وهذا الأمر مدمر ولا يمكن تحمل عواقبه.

 

 

 .

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button