هل الشعور بالغيرة طبع أم شيء يكتسبه الطفل؟ في الحقيقة إن زرع الغيرة عند الأطفال شيء يقوم الآباء والأمهات بخلقه داخل أطفالهم دون وعي. هذه الأخطاء قد نعتقد إنها نوع من الحب والاهتمام. لكن من ناحية أخرى فيها طرق نزرع بها الأنانية داخل أطفالنا دون أن نشعر إنهم لن يقبلوا غيرهم في الحياة. وهذا هو أول محفز للغيرة. فما هي هذه الأخطاء سوف؟ دعونا نتعرف عليها. لكن في البداية ترى كيف نعرف أن الطفل الذي أمامنا يمر بمشاعر الغيرة سواء من الأخ والأخت أو الآخرين.
هكذا يبدو الطفل الغيور
هل يأتي الطفل لنا ويقول أنه يشعر بالغيرة من أشقائه أو من أقرانه؟ في الحقيقة هذا الأمر لا يحدث. الأطفال لا يستطيعون في كثير من الأحيان التعبير عن مشاعرهم الداخلية. هم أنفسهم غير مؤهلين للحكم على أن ما يشعرون به يطلق عليه غيره. لكن هذا لا يمنع أن الطفل يبدأ في إظهار سلوكيات خاطئة تكون نابعة عن هذا الشعور. لذلك من الممكن أن نعرف أن طفلنا يمر بهذا الأمر من خلال السلوكيات التالية.
- تبدو الغيرة أحياناً في شكل إساءة التصرف ناحية الأطفال الآخرين أو وجود رد فعل غير مبرر. في هذه الحالة لا يشعر الطفل بالكراهية أو يتفوه بكلمة ضدهم. لكنه يبدي سلوكيات مضطربة، أو يظهر في صورة الذي لا يعرف ماذا يريد.
- إذا كان الطفل يمر بالتغيرات المزاجية دون وجود ما يؤدي إلى ذلك. فهذا رد فعل على شعوره بالغيرة تجاه أقرانه أو أشقائه. نحتاج هنا لمراجعة المواقف وربطها لنعرف هل هناك علاقة بين الغيرة وبين التغير المزاجي الذي يشعر به الطفل.
- ضعف الشهية علامة أيضاً من علامات الغيرة إذا كان الأمر غير مرتبط بحالة مرضية. ومن الممكن أن يكون ضعف الشهية مزامناً لحالة انتقائية شديدة تصيب الطفل في اختيار طعامه. إنه هنا يريد أن يعبر عن شيء ما داخله، ولأنه لا يعرف ماهيته يقوم برد فعل يعلن فيه تمرده على الطعام.
- الفتور تجاه الحياة الطبيعية. فإذا كان من الطبيعي أن يقوم الطفل بارتداء ملابسه أو ربط حذائه فإنه يعزف عن القيام بذلك ويطلب المساعدة حتى في أبسط الأشياء التي كان يتقنها جيداَ. يحاول إنه يحاول أن يقول للآخرين أنا هنا حتى يأتي من يساعده ليشعر بالاهتمام الذي يهدده وجود شخص آخر.
- إذا كان الطفل كبيراً فإن السلوكيات السابقة تكون مختلفة. حيث أنه يبدأ في إثارة الغبار من حوله بصورة أكبر. لذلك سوف يقوم بمحاولة إثارة غضب والديه بكل الطرق الممكنة.
- هل الغيرة تؤدي إلى التنمر؟ نعم. الحقيقة أن أطفال كثير يلجأون إلى السلوك العنيف تجاه أقرانهم في حالة شعورهم بالغيرة منهم وعدم قدرتهم على المنافسة.
هذه الأمور تؤدي إلى زرع الغيرة عند الأطفال
كما قلنا في بداية سطورنا لا يوجد طفل يولد وداخله نوازع الغيرة أو الحقد. الأطفال يولدون أبرياء لكن قد نخطي في التربية ونزرع الغيرة عند الأطفال دون أن نشعر بما نقوم به. بعد ذلك تحدث المفاجأة ومن ثم نصب غضبنا على الطفل. لذا إذا أردنا أن نربي أطفالنا بطرق سوية من المهم أن نبتعد عن الأسباب التي تؤدي إلى خلق مشاعر الغيرة داخلهم ومنها:-
التدليل الزائد عن الحد
عندما نعطي الطفل الكثير من التدليل فإنه يعرف أن لا يوجد أي حدود له. وفي هذه الحالة يبدأ في التصرف على أنه الفرد الأقوى أو أنه ممتلك زمام الأمر. بعد ذلك يدخل إلى حياته شخص أقوى أو شخص جديد يبدأ يأخذ الاهتمام منه، أو يضع له بعد القيود. هنا التهديد الذي يشعر به الطفل يكون السبب الأساسي للغيرة. إنه الآن غير آمن في المملكة التي ظن أنها له وحده. قد يؤدي ذلك إلى الكثير من الاضطرابات السلوكية أو إلى الاكتئاب.
الإفراط في حماية الطفل
حماية الطفل أمر واجب، لكن الإفراط في الحماية أمر خطير وله أبعاد سلبية على حالته النفسية. إننا نقوم بوضع الكثير من الأسوار والحدود. بعد ذلك يأتي طفل آخر، أو يدخل مع أقرانه إلى المدرسة. وقتها يشعر الطفل أنه متروك في الصحراء وحده وكل الأيادي التي تحميه ابتعدت عنه. ومن ثم تتولد الغيرة تجاه من كانوا سبباً في هذا الشعور.
الإفراط في السيطرة
على النقيض تماماً من الإفراط في الدلال فإن الإفراط في السيطرة ووضع القيود له مخاطره. وذلك لأن القيود المفروضة على الطفل هي أو الطريق لفقدان الثقة بالنفس. سوف يشعر بعدم الاكتمال والثقة. ربما تتولد مشاعر كراهية تجاه نفسه لأنه أقل من أقرانه. ومن هذا تبدأ الغيرة.
كلمات المقارنة تقوم بزرع الغيرة عند الأطفال
فرق كبير بين الكلمات التحفيزية التي تعمل على تشجيع الطفل وبين وضعه في حالة مقارنة مع الآخرين سواء من اخوته أو زملائه. كذلك فإن إجبار الطفل على القيام بنشاط يقوم به غيره ومقارنة النتائج يؤدي إلى تدمير الثقة وتحفيز الغيرة بشكل شديد.
مما سبق نجد أن الغيرة هي شعور مكتسب نتيجة أخطاء في التربية. قد يقوم الآباء والأمهات بهذه الأخطاء بدافع الحب أو الخوف، لكن في النهاية تكون نتيجتها سيئة. وجدير بالذكر أن الغيرة لا تكون سلبية فقط تجاه الآخرين، لكن آثارها السلبية تبدأ في الظهور على الطفل قبل أي إنسان آخر.
اقرأي أيضا: الغيرة عند الأطفال..كيف نحولها لغيرة إيجابية؟