منوعات

ادعمي الثقة بالنفس لدى طفلك وتجنبي هذه الأشياء

أكثر كنز ثمين نستطيع أن نزرعه داخل أطفالنا هو الثقة بالنفس. حقيقي لا شيء يضاهي أن يكون لديك طفلاً واثقاً من نفسه ومدركاً للأشياء التي يقوم بها. إنها مفتاح نجاحه في الكثير من نواحي الحياة. لكن أحياناً يكون خوفنا على الأطفال وحرصنا على تملك زمام الأمور هو بداية تهديد هذه الثقة. ومن هنا نبدأ دون وعي في تربية طفل مهزوز الشخصية وغير قادر على مواجهة الحياة بشكل صحيح. لذلك إذا أردنا تدعيم ثقة أطفالنا بأنفسهم فلابد من تجنب الأخطاء التالية.

أخطاء تدمر الثقة بالنفس لدى الأطفال

في رحلة التربية نحاول دائماً أن نجعل من أطفالنا الأفضل. كلنا نريد أن يكونوا على قدر كبير من الخلق والتفوق. لكن قد تكون محاولاتنا هذه بطريقة خاطئة. وهذا قد يبدو في الأمور التالية:-

المقارنة مع الأقران والأخوة

دعونا نسلط الضوء بقوة على هذا الأمر. إنه المقارنة أو بمعنى أصح أول رصاصة نطلقها لتدمير الثقة بالنفس لدى أطفالنا. ويحدث هذا بشكل طبيعي وتلقائي من الأم أو الأب دون معرفة العواقب.

على سبيل المثال تلجأ الأم إلى توضيح أخطاء الابن من خلال مميزات أي من إخوته أو أقرانه أو أقرابه. مثلاً عندما تقارب بين التفوق الدراسي لأحدهم وبين ابنها. أو عندما نقول أن هذا الشخص محبوب ولديه أخلاق أفضل منك أو متفوق في الكثير من المستويات على عكسك أنت. يعتقد البعض أن هذه الطريقة تحفز الطفل للقيام بالأفضل. لكن على العكس تماماً فإنه بشكل لا واعي ثم يقوم ببعض السلوكيات السيئة التي تثبت وجوده وتحاول أن تلفت الانتباه له لكنه لن يعرف أن ما يقوم به هو سلوك مؤذي.

لكن إذا أردنا حقاً توجيه الطفل إلى التصرفات الإيجابية فيجب أن نوصح نقاط القوة التي لديه ونحفزها. مثلاً إذا لم يكن طفلنا متفوقاً دراسياً لكنه شخص محبوب واجتماعي. هنا علينا أن نوجهه إلى أنه قد يصبح شخص مؤثر وله العديد من الأنشطة ولكنه يحتاج إلى الدراسة من أجل أن يصل إلى هذا الأمر بشكل مناسب.

النقد المستمر

هذه واحدة من العادات التي لا نكف عنها. ترى كم مرة نوجه لأطفالنا النقد على مدار اليوم؟ وخاصة النقد الذي يتعلق بالصفات الفطرية لديهم. مثلاً نقد طريقة التفكير، أو اختيار ألعاب معينة وألوان مفضلة. وهنا يلجأ الوالدان لذلك اعتقاداً منهم أن هناك نمطاً مثالياً لابد من أن يتبعه الأطفال. أو أنهم لابد أن يصبحوا صورة كربونية منهم. وعندما نوجه النقد بصورة مستمرة فإننا ندمر الحس الذاتي لدى الطفل ونجعله غير قادر على تحديد الاتجاه الصحيح الذي عليه أن يسلكه. وكأننا شتتنا ذهنه بين الشخصية التي فطره الله عليها وبين الصورة التي يجب أن نجبره لكي يصبح مثلها.

أما البديل الذكي هنا هو أن نترك الأطفال لفطرتهم الذاتية واختياراتهم. لابد أن نبعد نمط شخصياتنا الخاصة عنهم ونساعد على تطوير النمط الخاص بهم وتوجهيه إلى المكان الصحيح.

مساعدتهم على الهروب من المسؤولية

هنا نحن أمام شكل آخر لتدمير الثقة بالنفس. لكنه ليس مرتبطاً بالتوبيخ أو النقد. لكن على العكس هذه المرة له علاقة بالتدليل الزائد. وهذا الشكل يتضح في مساعدة الأطفال بالهروب من المسؤولية من خلال تحمل الأمور التي يستطيعون القيام بها. ونضرب مثال على ذلك عندما نقوم بترتيب غرفتهم وأماكن الدراسة الخاصة بهم. أو نعمل على تنظيف المكان بعد النوم والطعام ونتركهم للعب. هذه الأمور تخلق لدينا شخصية اعتمادية وهذا النمط من الشخصيات غير قادر على الثقة بنفسه. عندما يواجه أي موقف في الحياة فإنه سوف يبحث عن من يساعده في الهروب منه.

إذاً لابد من إشراك أطفالنا في تحمل مسؤولية كل الأشياء التي يقدرون عليها. إن شعورهم بالإنجاز وإنهم قادرين على تحقيق بعض الأفعال التي تبدو بسيطة يدعم ثقتهم بأنفسهم ويخلق منهم شخصيات قوية.

منع الأطفال من ارتكاب الأخطاء

نعرف جميعاً أننا نحتاج الوقوع في الأخطاء من أجل التعلم. ولا يمكن لأي إنسان في الحياة أن ينجح دون أن يجرب الخطأ. لكن المشكلة أننا عندما نكون في موقع المسؤولية مع أطفالنا فإننا ننسى هذا المبدأ ونحاول أن نمنعهم من الخطأ بأي طريقة. لذا نقوم دائماً بتسديد الفجوات حرصاً منا على أن يكون كل شيء على ما يرام.

لكن الأخطاء والتجارب هي التي تخلق شخصيات واعية ولديها ثقة. مثلاً إذا نزل الطفل إلى المدرسة وقد نسى كتابه فلا يجب أن نجري ورائه أو نجد له حلاً سريعاً. قد قام الولد بخطأ واليوم سوف يتعلم أن تكراره سوف يكلفه الكثير مثل أن يقوم بعمل واجبه مرتين. إذا نسي وجبته فسوف يتعلم أن تكرار الأمر يعني أنه سوف يجوع. ارتكوا أبنائكم للأخطاء التي تبني شخصياتهم وتعلمهم التصرف الصحيح.

منع الخيال

عادة ما يكون لدى الأطفال تطلعات مختلفة وأحلام كبيرة. لكننا كآباء وأمهات نرغب في أن تكون أقدامهم على أرض الواقع وليس الخيال. مثلاً عندما يقول الأطفال أن لديهم رغبة في أن يصبحوا فنانين أو علماء نقول لهم أن البحث عن الوظائف المتاحة هو الأفضل والأكثر واقعية. لكن هذا ليس هو الحل.

علينا أن نحترم هذا العالم الذي يسعى إليه الأطفال، وأن نساعدهم على الوصول بخيالهم إلى حقيقة. فقط نشجعهم على السعي والاستمرار والوقوف بعد الإحباط والفشل. هذا هو دورنا. نحن غير مسؤولين عن خلق عالمهم لكننا مسؤولين عن عدم تكسير خطاهم ناحيته حتى لو كان خيالياً.

للمزيد: علامات تدل على الشخصية الانطوائية عند الأطفال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى