من البكيني إلى البوركيني … كيف بدأ المايوه وما هي موضاته؟
أظن أن المجتمع المصري حالياً يشهد خلافاً محورياً حول البكيني والبوركيني وما الذي يجب أن ترتديه المرأة عند نزول البحر؟ وبمنطق الحداثة والتطور والحريات الشخصية فإن على كل فتاة وامرأة أن تختار ما هو الملبس المناسب في أي وقت.. لكن دعونا نبتعد عن الصراع ونأخذ نظرة تاريخية سريعة ونعرف كيف بدأت فكرة ارتداء المايوه وما هي التطورات التي لحقت بها.
بداية ظهور المايوه
قبل القرن التاسع عشر لم يكن هناك فكرة لوجود ملابس مخصصة للماء، حيث كانت النساء تنزل إلى الماء مرتدية ملابس أشبه بالبكيني الحالي لكنها لم تكن مخصصة للماء، لكن مع منتصف القرن التاسع عشر بدأت الفكرة بارتداء ملابس السباحة وكان يطلق عليها “بدلة عيد الميلاد” والحق يقال أنها كانت فكاهية إلى درجة كبيرة.
والحقيقة أن في هذا الوقت لم يكن الهدف من ملابس السباحة هو أن تعطي شكلاً جمالياً لجسد المرأة، لكن الهدف منه كان تغطية الجسد بالكامل، وبالتالي ظهرت بدلة البحر في شكل سروال واسع عليه ثوب كبير وفضفاض. وقد تم تصميمه أيضاً من أقمشة الفانيلا الثقيلة بحيث تضمن عدم ارتفاع الثوب في الماء.
في فترة متأخرة في القرن التاسع عشر بدأت الرياضات في التطور وخاصة رياضة السباحة، وبدأت النساء تشارك في الألعاب الأولمبية وبالتالي كان لابد من أن يتحول زي السباحة من زي يغطي كامل جسد المرأة لزي يساعد على أداء وظيفة السباحة بحيث يكون خفيفاً ومنساباً بشكل أكبر.
المايوه في القرن العشرين
ثم جاء عام 1910 وبدأت موضات مايوه السباحة تشهد طفرة كبيرة، وأصبح خفيفاً بشكل أكبر ويغطي مساحات أقل من الجسد..كان هذا قبل أن تدخل هوليوود إلى القصة.
أقرئي أيضاً: فن شراء المايوه .. الموضوع طلع مش سهل
متى ظهر البكيني؟
فكرة البكيني نفسها فكرة قديمة للغاية بدأت منذ عصور روما القديمة، وقد ظهرت في رسومات الجداريات في روما فتيات يرتدون هذا الزي في الألعاب الأوليمبية الرومانية.
لكن من الممكن أن نقول أن إعادة إحياء الفكرة جاءت مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ العالم أن ينتهج نهجاً جديداً في الحياة بشكل عام، وقام المصمم الفرنسي بطرح تصميم مايوه من قطعتين يكشف البطن بالكامل والساقين وقد أطلق عليه اسم “بكيني” وهذا الاسم يعود إلى واحدة من جزر المحيط الهندي التي تم إخلائها بالكامل من أجل القيام بواحدة من التجارب النووية عليها وهي جزيرة “بيكيني” وكان ذلك في عام 1946.
جدير بالذكر أن المجتمع الأوروبي في البداية قد أبدى العديد من التحفظات على هذا الزي، إلا أنه بدأ في اقتحام عالم هوليوود وظهرت الكثير من النجمات العالميات به ومنهم بريجيت باردو وكريتا هاورث، ومع الوقت صار البكيني ملبس له غرض جمالي أكثر منه من زي مخصص لنزول الماء ومع الوقت شهد العديد من التطورات والموضات المختلفة.
كيف ظهر البوركيني؟
على جانب آخر من الصورة جاء البوركيني مصاحباً لزيادة نسبة المحجبات وخاصة في المجتمع العربي، وصاحبة الفكرة هي المصممة “عاهدة الزناتي” وهي مسلمة استرالية، وقد لاحظت أن الملابس الخاصة بالنساء المحجبات تعمل على تقييد الحركة الخاصة بهم فيما يتعلق بالقيام بالأنشطة الرياضية، لذلك بدأت في تنفيذ تصميم “البوركيني” وهو لبس رياضي مناسب لمفاهيم المرأة المسلمة من حيث الحشمة وتغطية معظم أجزاء الجسم وفي نفس الوقت يتيح فرصة القيام بالنشاط الرياضي ونزول الماء.
وتعتبر شركة “أهييدا” هي الشركة مالكة الحق في هذا التصميم، لكن صارت كلمة “بوركيني” هي الكلمة التي يقصد بها الزي الرياضي المحتشم.
وبالرغم من أن بعض الدولة الأوروبية أبدت الكثير من التحفظات حول ارتداء هذا النوع من ملابس السباحة، إلا أن الكثير من شركات الملابس الرياضية العالمية بدأت في طرح مجموعات مختلفة من المايوه البوركيني وقدمت الكثير من حملات الدعم للفكرة.
وجدير بالذكر أن الكثير من مبيعات هذا الذي لم تعد تخص فقط السيدات المسلمات بل أن الكثير من السيدات تفضل هذا الزي للعديد من الأسباب منها أنه يحمل الجسم من الشمس بشكل مباشر أو لأنه مختلف عن السائد في العديد من الأماكن.
المصادر: Appreciate Your Bikini: A Brief History Of Women’s Swimwear
