صحة

الدوبامين..كيف يتحكم في حالتنا المزاجية والصحية؟

الدوبامين هو أحد النواقل الكيميائية العصبية التي يتم تصنيعها في المخ. يتم إنتاجه بواسطة خلايا عميقة في المخ ويعمل على خلايا في أجزاء أخرى من المخ، لأنه يساعد الخلايا العصبية على إرسال الرسائل العصبية لبعضها البعض في المخ و بين المخ و باقي أجزاء من الجسم. كما يعمل على مناطق مختلفة في الدماغ ليساعد في منح الشخص مشاعر المتعة و الرضا و التحفيز، كما له دوراً هام في التحكم في الذاكرة و المزاج و النوم و التعلم و التركيز و الحركة و وظائف أخرى عديدة. إنه يمثل جزء كبير من قدراتنا البشرية الفريدة على التفكير و التخطيط، لذلك أي نقص حاد أو إرتفاع كبير في نسبته غالباً له إرتباط بأمراض عقلية أو نفسية و عصبية. و في هذا المقال سوف نتعرف على دوره في أجسادنا و كيف يمكن النقص أو الزيادة في مستواه يؤثر علينا أو على أطفالنا و الطرق الطبيعية للحفاظ على مستواه الطبيعي في أدمغتنا.

دور الدوبامين في أجسادنا

يلعب الدوبامين دور حيوي و هام في الكثير من الوظائف على مستوى الإدراك العقلي و على مستوى الصحة الجسدية و النفسية. حيث يشارك في:

  • الحركة
  • الذاكرة
  • التعلم
  • السلوك و الإدراك
  • الإنتباه
  • الإستيقاظ و النوم
  • المزاج
  • الرضاعة
  • يلعب دور في إستجابة (الكر و الفر)، و هي إستجابة الجسم لموقف مرهق أو الهروب في حالة الخطر أو الشعور بالتهديد.
  • يتسبب في استرخاء الأوعية الدموية (عند تناول جرعات منخفضة، يعمل كموسع للأوعية) أو إنقباض (عند تناول جرعات عالية، يعمل كمضيق للأوعية).
  • يساعد في تنظيم إنتاج الأنسولين من البنكرياس.
  • يساعد في تنظيم حركة محتوى الجهاز الهضمي (الأمعاء) ويحمي بطانة الجهاز الهضمي.
  •  يتحكم في نشاط الخلايا الليمفاوية في الجهاز المناعي.
  • تنظيم معدل ضربات القلب.

إختلافات الشعور و الظروف الصحية بإختلاف مستوى الدوبامين

المستوى المناسب و المعتدل من الدوبامين

التوازن الصحي له يمنحنا الشعور بالمتعة و التحفيز و اليقظة و السعادة و الرضا، لأنه يمنح الشخص الدافع لفعل شيء ما عند الشعر بمتعته. لأن أدمغتنا مبرمجة للبحث عن السلوكيات التي تطلق الدوبامين في نظام يُعرف بنظام المكافأة لدينا، لأنه يعمل كدورة من التحفيز والمكافأة والتعزيز. عندما نفعل شئ ممتع، يقوم الدماغ بإفراز كمية كبيرة من الدوبامين. فنشعر إننا بحالة جيدة ونسعى إلى المزيد من هذا الشعور.

هذا هو السبب في أن الوجبات السريعة والسكر و بعض السلوكيات تسبب الإدمان، لأنها تؤدي إلى إطلاق كمية كبيرة من الدوبامين في الدماغ، مما يمنح الشخص الشعور بأنه على قمة العالم يرغب في تكرار تلك التجربة.

المستوى المنخفض من الدوبامين

عند إنخفاض نسبته نشعر بالإرهاق وعدم التحفيز و الإحساس بالحزن و يمكن أن يحدث في فقدان للذاكرة و تقلبات مزاجية و مشاكل في النوم و مشاكل في التركيز و إنخفاض في الرغبة الجنسية.

و عادة تكون النسبة المنخفضة ذات صلة ببعض الأمراض:

  • إضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
  • متلازمة تململ الساقين.
  • مرض الشلل الرعاش؛ تشمل الأعراض الارتعاش وبطء الحركة وأحياناً الذهان.
  • الإكتئاب؛ تشمل الأعراض الحزن ومشاكل النوم والتغيرات المعرفية و الإدراكية.
  • مرض باركنسون،اضطراب تنكسي في الجهاز العصبي المركزي. يمكن أن يسبب الهزات، وتصلب العضلات، ومشاكل في التوازن والتنسيق.السبب الرئيسي له هو فقدان الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ. مع انخفاض مستويات الدوبامين، يصبح من الصعب على الدماغ التحكم في الحركة.

للمزيد: اشتري منين هرمونات السعادة؟

المستوى المرتفع من الدوبامين

عند إرتفاع نسبته يزداد الشعور بالنشوة و النشاط و الطاقة المرتفعة، زيادة كبيرة في الدافع الجنسي. بجانب مواجهة صعوبة في النوم و ضعف السيطرة على الإنفعالات و الإندفاع و العدوانية و الهلوسة. و يكون النسبة المرتفعة ذات صلة ببعض الأمراض كالهوس و السمنة و الإدمان.

و هناك أمراض مرتبطة بمستويات الدوبامين المرتفعة والمنخفضة: كالفُصام، الذي يمكن أن تكون بعض أعراضه ناجمة عن وجود كمية كبيرة من الدوبامين في مناطق معينة من الدماغ كالأوهام والهلوسة، و أعراض أخرى ناجمة عن عدم وجود ما يكفي من الدوبامين في جزء آخر من الدماغ نقص الحافز.

للمزيد: هل الرقص الشرقي يقضي على دهون البطن؟

كيف يمكن تحسين مستويات الدوبامين بطريقة طبيعية؟

الحرص على لنظام غذائي صحي غني بالماغنيسيوم والأطعمة الغنية بالتيروزين، لأن هذه هي اللبنات الأساسية لإنتاج الدوبامين. التيروزين هو حمض أميني. يتم امتصاصه في الجسم ثم يذهب إلى الدماغ، حيث يتحول إلى الدوبامين. تشمل الأطعمة المعروفة بزيادة الدوبامين الدجاج واللوز والتفاح والأفوكادو والموز والبنجر والشوكولاتة والخضروات الورقية الخضراء والشاي الأخضر وفاصوليا ليما ودقيق الشوفان والبرتقال والبازلاء والسمسم وبذور اليقطين والطماطم والكركم والبطيخ وجنين القمح.

الإنخرط في الأنشطة التي تزيد من الشعور بالسعادة و الإسترخاء. لأنه يُعتقد أن هذا يزيد من مستويات الدوبامين. يشمل هذا بعض التمارين الرياضية أو التأمل أو اليوغا أو التدليك أو اللعب مع حيوان أليف أو المشي في الطبيعة أو قراءة كتاب.

الإستماع إلى الموسيقى يُزيد من مستويات الدوبامين. لأن الموسيقى تعمل أيضًا كعلاج بديل أو داعمه لبعض اضطرابات المزاج أو التنوع العصبي. التعرض لأشعة الشمس يعزز من مستويات الدوبامين.

هرمون الدوبامين واحد من هرمونات السعادة، حيث يوجد أكثر من نوع، في المقال التالي سوف تتعرفين على هرمونات السعادة المختلفة وتأثيرها على الجسم:- هرمونات السعادة..ما هي؟ وكيف نقوم بتحفيزها؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى