طفلي

تدريب الأطفال على قبول الآخر بطرق تناسب صغر سنهم

هل تحدثت مع طفلك عن قبول الآخر اليوم؟ في الحقيقة الأطفال لا يحتاجون إلى دروس في هذا الموضوع. لكنهم يحتاجون إلى ممارسات طبيعية تزرع فيهم فكرة التقبل وحب الآخرين على اختلاف أشكالهم وأديانهم وثقافاتهم ومهارات الجسدية والعقلية. والأمر لا يحتاج إلى الكثير من المجهود. بل خطوات بسيطة سوف تساعد على تدريب الأطفال على قبول الآخر بشكل بسيط جداً على وفي نفس الوقت مناسب لسنهم الصغير.

لماذا نحتاج إلى تدريب الأطفال على قبول الآخر؟

علينا أن ندرك أن تعامل الأطفال اليومي مع البيئة والأشخاص من حولهم هو طريقهم من أجل المعرفة واكتساب الخبرات عن الحياة. لذا فهم يتعاملون مع تفاصيل كل شيء ويحللونها داخلهم ويكونون الأسئلة عنها. فإذا مرت تفصيلة عادية بالنسبة لنا فهي بالتأكيد بالنسبة لهم سؤال كبير. 

وجميعنا ندرك أن الأطفال يكتسبون معارفهم بشكل تدريجي لذا من المؤكد أن هناك الكثير من الأسئلة التي تدور حول الأطفال المختلفين عنهم. مثلاً من الطبيعي جداً أن يتساءلوا عن أصدقائهم أصحاب لون البشرة المختلف. أو الأطفال الذين لديهم مهارات جسدية مختلفة أو يستخدمون كراسي متحركة أو الأجهزة التعويضية. كذلك الأطفال الذين لديهم مهارات ذهنية مختلفة عن السائد بشكل عام. إذاً دورنا هنا هو الرد على الأسئلة بطريقة تبني التفاهم وحب الاختلاف وليس الشفقة أو للأسف التنمر. لكن كيف نفعل ذلك؟

كيف ندرب الأطفال على قبول الآخر؟

الأن سوف نتعرف على الخطوات العملية التي نستطيع بها تدريب الأطفال على قبول الآخر دون إجهاد عقلهم في الكثير من الأفكار. تذكروا دائماً أن الأطفال يقومون بالأفعال بشكل تلقائي لذا تجنبوا الدروس المتعلقة بنبذ العنصرية والتنمر لأنها لن تؤتي الكثير من النتائج. لكن زرع التفهم ومعرفة الفروق بين البشر يتم من خلال الخطوات التالية:-

علينا نحن في البداية أن نتقبل الآخر

دعونا نلقي نظرة على واحد من أهم المسلسلات الرمضانية في هذا العام، وهو مسلسل خلي بالك من زيزي. من الأطفال الذين أثار دورهم ضجة كبيرة دور الفتاة الصغيرة ساندي، هذه الفتاة المتنمرة بالطفلة تيتو بسبب اسمها وخلفيتها الاجتماعية. لكن لو لاحظنا خلال واحد من مواقف المسلسل هو أن والد ساندي نفسه يقوم بالتنمر على الآخرين ويصنفهم على أساس خلفيتهم الاجتماعية بشكل عنصري تماماً. لذا ليس من العجيب أن تنتهج فتاته نفس النهج.

هنا نجد أن سلوك الوالدين له تأثير كبير على قدرة الأطفال على تقبل الآخر.مثلاً إذا وجد أن الأطفال أن الأم والأب لديهم أصدقاء من خلفيات ثقافية وطبقات اجتماعية مختلفة. أو أن لديهم أصدقاء مختلفين شكلياً وجسدياًَ فسوف يثبت في عقولهم بطريقة تلقائية تماماً أن الاختلاف عنصر رئيسي في الحياة وعلينا أن نتقبل الآخر وعلى الآخر أن يتقبلنا أيضاً.

عرفوا أطفالهم أن الحياة متنوعة

من أفضل الأمور التي نقوم بها مع أطفالنا هي اصطحابهم إلى مدن أو بلاد مختلفة في الثقافة واللغة والشكل. هكذا سوف يعرفون أن التنوع هو قانون الحياة الأساسي. لكن إذا كانت مسألة السفر غير متاحة من الممكن أن يتعلموا الكثير عن الآخر. مثلاً من الأنشطة التي يمكنهم القيام بها هي جمع المعلومات عن البلاد من الإنترنت. أطلبوا من أطفالكم أن يبحثوا عن اسم دولة محددة ويعرفوا السمة الشكلية التي تغلب على سكانها. أو طريقة الملبس واللغة.

من الممكن أن يشترك الأطفال في الأنشطة الخيرية التي تساعدهم على مساعدة الأطفال الذين ينتمون إلى بيئات فقيرة ولها مستوى اجتماعي مختلف. هذا الأمر سوف يساعدهم على الاحتكاك بكل الأطياف من الناس ويدربهم على تفهم الاختلاف والتقبل.

لا تخجل من إجابة الأسئلة الصعبة

كلنا تعرضنا لأسئلة كبيرة جداً من الأطفال، وللأسف نحن لا نحاول أن نقول الحقيقة. مثلاً عندما يسأل الطفل عن زميله لماذا هو أسود البشرة. أو لماذا يعاني طفل آخر من مشكلة في ساقه تضطره لاستخدام الكرسي المتحرك. أو لماذا يوجد طفل آخر لا يتحدث بشكل سريع ولا يلعب بنفس طريقة باقي الزملاء؟ عندما نقول للطفل أنه لا يصح أن يقول ذلك فنحن نزيد الأمور تعقيداً ونعطي للطفل رسائل سلبية. لكن علينا أن نشرح له الأمر. مثلاً اختلاف ألوان البشرة يحدث نتيجة لأن الجسم يفرز أصباغ معينة فتجعل بعض الناس بشرتهم فاتحة جداً والبعض الآخر يكون لهم بشرة متوسطة والبعض بشرة داكنة لكن في كل الأحوال لا يوجد شخص أفضل من الآخر إلا بسلوكه واحترامه للآخرين.

مثلاً عن التعامل مع الأطفال أصحاب متلازمة داون على الطفل أن يفهم أن لديهم تكوين عقلي يجعلهم يشعرون بطريقة مختلفة ويتعاملون مع الحياة بطريقة مختلفة أيضاً وعلينا نحن أن نتعلم كيف نساعدهم على ذلك. في هذا الصدد لماذا لا نطلب من أطفالنا البحث عن متلازمة دوان وقراءة القصص المتعلقة بأصحابها.

وكهذا علينا أن نشرح الأمر من منظور علمي واجتماعي. لأن عدم الإجابة سوف يجعل الطفل يفكر بأن هناك شيء خاطئ يحدث وأن المختلفين عنه أشخاص سيئين جداً.

شجعوا أطفالكم على التعاطف

غالباً ما يميل أي إنسان إلى من يشبهه. لكن عندما يبدأ الأطفال في الاندماج مع الأشخاص الذين يشبهونهم فقط فهذا نذير على أنهم لن يكونوا متقبلين للاختلاف. لذا لابد من تشجيع الأطفال على تكوين صداقات تضم أشخاص مختلفين في العديد السمات. هذا الأمر يبني مساحة من التعاطف المجتمعي بين الأطفال ويساعدهم على الاندماج مع غيرهم بشكل أسهل كثيراً.

 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى