الفوبيا عند الأطفال..اسبابها وانواعها
هل شعرتي أو لاحظتي أن طفلك يشعر بالخوف الزائد إلى حد الهلع مع عدم القدرة على التنفس أو التعرق الشديد أو كلاهما عندما يتعرض لشئ غير مُخيف و مألوف و أمن للكثير من حوالك؟ هل لاحظتي تكرار تلك الرهبة مع نفس الموقف أو الشئ دائماً عندما يتعرض له؟ عزيزتي الأم هذا الخوف ليس مجرد رهبة من التعرض لشئ جديد او غير مألوف إنما هي الفوبيا أو بما يُعرف أيضاً بالرهاب. و في هذا المقال سوف نعرض لكي عزيزتي الأم أسبابه و أنواعه و أعراضه التي يمكن أن تلاحظينها على طفلك،و كذلك أكثر صوره شيوعاً و حدوثاً بين الأطفال.
ما هي الفوبيا؟
هي أحد أنواع إضطرابات القلق الذي يجعل الشخص يعاني من الذعر و الخوف الشديد و الغير عقلاني و الغير متزن إتجاة أشياء أو مواقف أو أماكن. الشخص المصاب بها يعيش طول حياته محاولاً تجنب ذلك الشئ الذي يجعله يشعر بالفزع و الخوف الشديد. فهو يتخيل إن الشئ يشكل خطراً كبيراً عليه و على حياته أكثر من التهديد الفعلي و الواقعي الذي يسببه الشئ المحدد. و عادة يرتبط هذا الرهاب بشئ محدد و معين، و يتراوح تأثير هذا الخوف من الإنزعاج إلى حد الشلل و الإعاقه للجسد عند التعرض للشئ، وربما يتداخل مع الحياة في المنزل أو العمل أو المدرسة، فيسبب الكثير من المشاكل و المعوقات في الحياة اليومية البسيطة. تأتي المخاوف في جميع الأشكال و الأحجام، مخاوف منطقية و غير منطقية نظراً لوجود عدد لا حصر له من الأشياء والمواقف مُسببة لحالة الهلع التي تحدث.
أسباب إصابة الطفل بالفوبيا
يبدأ الرهاب في سن الطفولة المبكرة أو المراهقة او في مراحل البلوغ، لكنه غير معتاد أن يظهر على سن ال30.
فهو نوع من اضطراب القلق، وهي حالة تنشط استجابة “القتال أو الهروب” وتخلق مشاعر خطر وشيك لا تتناسب مع حقيقة الموقف. يمكن أن يصاب الأطفال بها لعدة أسباب، بما في ذلك:
- عوامل وراثية: الأطفال الذين لديهم قريب مصاب باضطراب القلق أو الرهاب معرضون لزيادة خطر الإصابة بالفوبيا.
- عوامل بيئية: قد تؤدي تجربة مؤلمة (مثل الطلاق أو المرض أو الوفاة في الأسرة) أو حتى مجرد حدث كبير في الحياة تسبب في حدوث صدمة، مثل الاقتراب من الغرق،التعرض للأماكن الضيقة والمرتفعات الشديدة ولدغات الحيوانات أو الحشرات و الكثير من الأشياء الأخرى.
- مخاوف مكتسبة :هناك بعض الأنواع التي تحدث بسبب أشياء قد يتعلمها الشخص أو يراها أو يسمعها بشكل متكرر. و أنواع أخرى تتطور كأستجابة مكتسبة من مخاوف الأخرين كأحد الوالدين أو الأشقاء.
للمزيد: اعراض الوسواس القهري عند الأطفال
أعراض الفوبيا
يشعر الطفل أو الشخص المصاب بمشاعر من الذعر والقلق الشديد عند تعرضه لشئ محدد. يمكن أن تظهر أعراض جسدية أخرى تشير إنه تكونت لدية فوبيا، و يبدأ يُظهر إستجابة عند تعرضه للشئ المسبب للخوف. تختلف الأستجابة من طفل و لأخر حتى تعرضهم لنفس المسبب الذي تكون الرهاب من خلاله. إليكي بعض الأعراض التي يمكن أن تلاحظي أحدهم أو كذا عرض مجتمعين في طفلك عند تعرضه لشئ ما:
- زيادة معدل ضربات القلب
- التعرق الزائد
- الاهتزاز و الإرتجاف
- قشعريرة
- ضيق في التنفس
- الشعور بالاختناق
- ألم في الصدر أو عدم الراحة
- معده مضطربه
- الشعور بالدوار أو الإغماء و الدوخه
- الخوف و فقدان السيطرة أو الإصابة بالجنون
- الإحساس بالخدر
- فم جاف
- غثيان
قد تلاحظي أن سلوك طفلك تغير تماماً عن تعرضه لهذا الشئ، و قد يصاب بنوبات غضب لإظهار ضيقه من الشئ و يبدأ في الأختباء وراء رجليك أو التشبث الشديد.
أبرز أنواع الفوبيا عند الأطفال
يخاف العديد من الأطفال والكبار أيضاً من نفس الأشياء التي يخافها الأطفال الذين يعانون من الرهاب. لكن الفرق بين الخوف الطبيعي والرهاب هو درجة القلق، وطول المدة التي يستمر فيها المستوى العالي من القلق. يعاني الطفل المصاب بالرهاب من مستوى عالي من القلق والرهبة و الرعب الشديد عندما يتلامس مع الشيء الذي يعاني من رهابه. لتشخيص الطفل بالرهاب فمعنى ذلك إنه يعاني من هذا المستوى من الخوف لمدة ستة أشهر أو أكثر و يتداخل مع حياته اليومية عندما يتعرض للشئ. من أبرز أنواع الخوف إنتشاراً بين الأطفال هي:
- مخاوف تتعلق بالحيوانات (العناكب، الكلاب، الحشرات، الأفاعي)
- مخاوف تتعلق بالبيئة الطبيعية (المرتفعات، الرعد و البرق، الظلام، الأماكن العامة، الماء)
- مخاوف تتعلق بالدم أو الإصابة أو المشكلات الطبية (الألم، الحقن، كسور العظام، السقوط)
- مخاوف تتعلق بمواقف محددة (الطيران، ركوب المصعد، القيادة، الأماكن المغلقة)
- أخرى (الخوف من الاختناق، الأصوات العالية، الغرق).
يمكن أيضاُ أن يتطور لدى بعض الأطفال رهاب من أي شيء أخر تقريباً. حيث مع تغير المجتمع تتغير قائمة أنواع الرهاب المحتملة.، على سبيل المثال، النوموفوبيا هو الخوف من عدم وجود هاتف محمول أو جهاز كمبيوتر.
و بذلك نكون قد غطينا الأنواع الأكثر شيوعاً من الرهاب التي يمكن أن تحدث لطفلك و كيف يمكنك تحديد إذا كان خوف طفلك هو فوبيا أم خوف و رهبة طبيعية.
يمكن ان يصاب الاطفال ايضا بما يطلق عليه فوبيا المدرسة، في المقال التالي سوف تتعرفين على المزيد من المعلومات عنها: فوبيا المدرسة..ما هي أعراضها وعلاجها