ما الذي يدمر العلاقات الزوجية وكيف نجد الحلول؟
منذ أن خلق الله الزواج كنظام أسري راسخ وقوي وهناك الكثير من المشكلات التي تحدث له. لكن في عالمنا المعاصر أصبحت العلاقات الزوجية تقف على المحك. وأصبح الانفصال هدف كبير يسعى الجميع لإثبات أنه الحل الأفضل. لكن ترى ما الذي نرتكبه ونقوم به حتى نهدد نسكن حياتنا إلى هذا الحد؟ دعونا نفكر سوياً في هذا الأمر.
كيف نحمي العلاقات الزوجية من التدمير؟
دعونا نلقي نظرنا على البيوت من حولنا. سوف نجد أن هناك شيئاً مفقودا وشيئاً زائداً. أما الشيء المفقود فهو الود والسكن والتراحم. والشيء الذي صار زائداً عن الحد هو القسوة والحدة في التعامل. لذا علينا طرح التساؤل الأهم وهو ” ما الذي وصل بنا إلى هنا؟”.. ما هي الأشياء التي تعمل على تدمير العلاقات الزوجية وتجعلها غير قابلة للاستمرار سواء مع وجود الحب الرومانسي في البداية أو مع عدم وجوده؟ بالطبع القائمة طويلة لكن دعونا نعرف أهم الأسباب فيها.
عندما نقول “أنت مسؤول عن سعادتي”
بالطبع نحن نختار شركائنا من أجل تحقيق السعادة. لكن المشكلة في إيماننا أن تحقيق السعادة يقع على كتف طرف واحد. وهذا واحد من المفاهيم الخاطئة التي تربينا عليها. مثلاً تؤمن المرأة أن على الرجل أن يحقق لها السعادة الكاملة من خلال التأمين المادي. ويؤمن الرجل أن على المرأة أن تحقق السعادة له من خلال الاستقرار والهدوء.
هنا نبدأ خطوات سريعة نحو تدمير العلاقات الزوجية من أساسها. لأن السعادة ليست مسؤولية طرف واحد. وكلمة أنت هنا لكي تحقق لي شيئاً هي بداية الخطأ. الحل الوحيد في استبدالها. أنا هنا لكي أساعدك على الوصول إلى إحساس الأمان. وأنت هنا لكي تساعدني على الشعور بالحب والاستقرار. استبدال كلمت أنا بكلمة نحن سوف يجعل الأمور أفضل كثيراً.
المقارنات في العلاقات الزوجية
أسوأ ما يمر به مجتمعنا الآن هو الحديث عن ما يحدث داخل المنزل الواحد على الملأ وعلى صفحات السوشيال ميديا. بعدها تبدأ الحرائق في الاشتعال. عادة ما يتبادل الأزواج المنشورات التي تحمل الكثير من الرومانسية والحب والاهتمام دون أن نكون على علم بما خفى. لكن المشكلة هي عندما يرى باقي الأزواج والزوجات كل هذا “الأوفر” فإنهم يبدأون في مقارنة حياتهم بما يصدر من الآخرين ومن هنا ينطلق سهم التدمير دون توقف.
أما الحقيقة فإن كل حياة لها خصائصها وكل شخص له طريقته في الحصول على السعادة. كذلك فإن لكل إنسان طريقة في التعبير عن الحب. وكل ما علينا فعله هو تحديد ماهية الزواج والحب بالنسبة لنا كأشخاص بعدها نبدأ في تنفيذ ما نحلم به دون المقارنة مع الآخرين.
السكوت علامة مقلقة
يقولون قبل بداية الزواج أن السكوت هو علامة الرضا. قد يكون الأمر صحيحا. لكن في الحقيقة إن السكوت بعد الزواج علامة لابد من القلق منها. دعونا نعترف أننا لا نتزوج لكي نسكت. إن هدف الزواج هو وجود شريك نقضي معه الوقت بحلوه ومره. لذلك فإن الصمت دليل على أن الشراكة صارت تمر بمشكلة ما.
وعلاج السكوت بديهي وهو الكلام. لا يجب أن نترك أنفسنا دون التعبير عن كل ما يدور في خلدنا. على الزوجة أن تصارح الزوج بكل آمالها وطموحها ومخاوفها. كذلك تطرح أمامه كل الأمور التي يقوم بها وتسبب لها الإزعاج. وهذا الأمر ليس مقتصراً على الزوجة فقط. لكن على الزوج القيام بذلك أيضاً. دعونا نتكلم حتى نجد الحل.
التوقف عن الاعتذار والامتنان
الإنسان العاقل هو ذلك الإنسان الذي لا يأخذ أي شيء على أنه مضمون للأبد. لذلك إذا كان هناك خطأ علينا أن نعتذر على القيام به. وإذا قام الطرف الآخر بعمل شيء جيد من المهم أن يشعر أننا ممتنين بدرجة كبيرة لما قام به. إذا نظرنا إلى العلاقات الزوجية على أنها علاقة شراكة وحرية وليست علاقة تقوم على المسؤوليات فقط. ربما سوف تتحسن الأمور كثيراً.
عدم استشارة المتخصصين
إذاً ما هو الحل السليم إذا استنفدنا كل الحلول للتعامل مع المشاكل الزوجية التي نواجهها؟ الحل هو استشارة شخص متخصص في العلاقات الزوجية. ربما هو أفضل خطوة من الممكن أن نقوم بها. أما اللجوء إلى المنتديات واستشارة السيدات في المجتمعات المختلفة وإثارة المشكلة على عدد كبير من الناس لن يؤتي أبداً بالحال المناسب.