تربية حيوان أليف “ماما أنا عايز كلب” طرق تقولي بيهم “لأ”
الكثير من الأطفال يرغبون في تربية حيوان أليف .. في المنزل وغالباً ما يكون كلب أو قطة، وهي من الأشياء الجميلة للغاية، لكن ماذا لو كانت ظروف المنزل والعمل لا تسمح بتحمل هذه المسئولية؟ كيف نقنع أطفالنا بطريقة صحيحة أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون أن نسبب لهم شعور بأن رغبتهم غير مفهومة وغير مقدرة؟
وهنا من المهم أن نشير إلى نقطة مهمة وهي أن رفض طلبات الطفل دون إعطاء بدائل أو تفسيرات منطقية سوف يكون له الكثير من العواقب النفسية عليه، لذا فإن الرفض لابد أن يكون رفضاً ذكياَ وله مقدمات يستطيع أن يتفهمها.
ما هي الآثار النفسية الإيجابية لتربية الحيوانات؟
لكن قبل أن نتعرف سوياً على خطوات قول “لا” لابد أن نشير أن فكرة تربية الحيوانات فكرة جيدة للغاية، ولها العديد من الآثار الإيجابية على نفسية الأطفال، لكن ما يدفعنا للرفض هو عدم وجود الوسائل التي سوف تساعدنا على رعاية الحيوان بصورة صحيحة سواء كانت مادية أو لها علاقة بالوقت والمجهود، أما أهمية تربية الحيوانات فهي كالتالي:-
الحيوان يؤهل الطفل لبناء علاقات إنسانية صحيحة
علاقة الطفل بالحيوان هي خطوة مهمة للغاية في سبيل بناء نفسية قوية للطفل، لأن الثقة التي يشعر بها تجاه صديقه الأليف هي عامل محفز تجاه الكثير من العلاقات الإنسانية، وهناك الكثير من الأطفال كانوا يقدرون على التواصل مع حيوانتهم بشكل جيد للغاية وهذا ينعكس بالضرورة على العلاقات الإنسانية السوية.
وفي حوار تم إجراءه مع مجموعة من الأطفال البالغين من العمر 5 سنوات ويمتلكون حيوانات أليفة قالوا أنهم لديهم إدراك بأن هذه الكائنات الصغيرة لا تسمع تتكلم لكن لديهم شعور دائماً بأنهم يستطيعوا أن يكونوا على تواصل جيد به الكثير من الحس والشعور والتعاطف.
تحمل المسئولية
عند قيام الطفل بتحضير الطعام للحيوانات وتنظيف مكانه والاهتمام به هذا جزء كبير من عملية تعليم الطفل تحمل المسئولية تجاه أحد كما أنه وسيلة جيدة للغاية لتنمية حس التعاطف والشعور بالآخر لديه.
تحسين القدرات النفسية
- الأطفال الذي يمتلكون حيوانات هما أقل عرضة لحالات الاكتئاب أو الوحدة كما أنهم يكونوا في حالة جسدية
- أفضل وأقل عرضة لحدوث مشكلات مثل ارتفاع ضغط الدم فضلاً عن أن النشاط البدني في اللعب مع الحيوانات له تأثير إيجابي للغاية على الطفل.
كيف نقنع الأطفال بعدم إمكانية الحصول على حيوان أليف؟
وبعد أن تعرفنا على أهمية الحيوان في حياة الطفل ننتقل هنا للنقطة المحورية التي نتحدث عنها، ماذا لو كانت الظروف غير مواتية لحدوث ذلك؟ هناك الكثير من الطرق التي تساعدنا على قول لا دون أن نقوم بجرح مشاعر الطفل ومنها:-
تربية حيوان أليف وتوفير بديل
يحتاج الطفل إلى الحيوان لكي يجد رفقة ويقضي وقتاً جميلاً، لذا لا يمكن أن نقول له لا ومن ثم نصمت، لابد من توفير بديل، وهذه القاعدة من المهم أن تصاحبنا في كل الأمور التي نرفضها، يجب أن يجد الطفل شيء آخر يقوم به، لذا في حالة رفض وجود حيوان بديل من المهم أن نعرض على أطفالنا خطة بديلة مثل الاشتراك في أحد التدريبات أو الأنشطة أو الحصول على رحلة لمكان يفضلونه كثيراً.
التطوع في الأعمال الخاصة بالحيوان
جزء من أسباب رفض تبني حيوان أليف في المنزل يرجع إلى مسؤولية تربية هذا الكائن سوف تقع على كاهل الأم والأب،
أما الأطفال فسوف يستمتعون فقط، لذا فلنجعل الأطفال تجرب تحمل المسؤولية من خلال التطوع في أحد الملاجئ
التي لها علاقة برعاية الحيوان، سوف يتعامل الطفل مع تحضير الطعام وسوف ينظف الفضلات ويقوم بالعديد من الأنشطة
التي سوف تقنعه بدرجة كبيرة بالعدول عن رغبته لأنه سوف يتعرض إلى الجانب الحقيقي للموضوع وليس الجانب
الخيالي الموجود في عقله.
الحصول على لعبة مشابهة
هذا الحل مناسب للأطفال الأقل عمراً وليس للكبار، فمن الممكن أن يحصل الطفل على الألعاب التي تحاكي
الحيوانات الأليفة كما أن هناك ألعاب سوف يتعين عليه أن يقوم بإطعامها وتنظيفها مثلما يفعل مع الحيوانات الحقيقية.
التحدث مع الأطفال حول آثار الحصول على حيوان أليف
الأطفال لديهم قدرة كبيرة على الإصرار والإلحاح وهذا شيء لا يمكن الصمود أمامه لوقت طويل، لكن في هذه الحالة
من الممكن إقامة حديث منطقي حول الفكرة، لابد أن يفهم الطفل التكاليف التي سوف تضاف على كاهل الأسرة
في حالة اقتناء كلب أو قطة وهي التكاليف المتعلقة بالأكل والعلاج والرعاية بشكل عام، بالإضافة إلى المسئولية
التي من الصعب تحملها في حالة ما إذا كان كل من الأب والأم يعملون بدوام كامل وفي نفس الوقت يكون الأطفال
في المدرسة، وهنا لابد أن يعرف الطفل أن الحيوانات الأليفة تحب أن تكون مع أصحابها لأطول فترة ممكنة ولا تحب
أبداً التواجد بمفردها في المنزل.
هذه بعض الخطوات البسيطة لكي نقول لا، وكما قلنا من قبل أن الأطفال لابد أن يتعرفوا على أسباب القرار
وعلى تفصيله،
ومن أكبر الأخطاء التي من الممكن أن نقع فيها عند تربية أبنائها هي إعطاء فرمانات دون توضيح الأسباب والعقبات..
فإذا كان من المستحيل أن تستضيف كائن جميل في المنزل فمن الأفضل أن يعرف أطفالنا أننا نرحب به جداً
لكن هناك الكثير من الظروف التي تمنع ذلك.
أقرئي أيضاً: ضعف الذاكرة عند الأطفال .. النسيان وضعف التركيز