أكثر الاضطرابات السلوكية شيوعاً لدى الأطفال
لا شك أن تربية الأطفال من الأمور التي لا تمر بسهولة على كل أسرة. إنها مرحلة لابد فيها من مراقبة الطفل وتوجيهه. لكن التعرف على الاضطرابات السلوكية قد لا يكون من الأمور السهلة. ذلك لأن بعضها قد نفسره على أنه “شقاوة” أو مجرد طبع الطفل. لكن في الحقيقة الأمر قد يكون أكبر من ذلك، والتنبه التام من أجل التدخل المبكر يعتبر أهم شيء يجب أن نقدمه للطفل في مراحل نموه المختلفة.
ما هي الاضطرابات السلوكية؟
في البداية يحذر علماء النفس والسلوكيات من سرعة الحكم على تصرفات الطفل قبل 5 سنوات بأنها نوع من أنواع الاضطرابات السلوكية. حيث أن السلوكيات الغير طبيعية في مرحلة النمو قد تشهد تطوراً سريعاً. لذلك يجب التحفظ على الحكم على نوعية السلوك.
وعلى جانب آخر يتم تعريف الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال بأنها نمط من السلوكيات التخريبية التي تلحق الضرر بالطفل أو بالآخرين. وغالباً ما يتم تشخيص هذه السلوكيات في مرحلة الطفولة وعلاجها مبكراً. كذلك فإن عدم التدخل السريع يكون له أثر سلبي على حياة الطفل في المستقبل ويسبب له مشكلات في العديد من العلاقات الاجتماعية التي يمر بها.
ما هي أكثر الاضطرابات السلوكية شيوعاً؟
هناك الكثير من الاضطرابات التي تظهر على الأطفال. لكننا اليوم سوف نذكر 5 من بين الأكثر انتشاراً وسوف نتعرف على اعراض كل منها:-
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
وهو من الاضطرابات التي تؤدي إلى فرط في نشاط الطفل وزيادة حركته. كذلك عدم قدرته على الثبات أو التركيز في نشاط واحد لدقائق معدودة. وتظهر اعراض هذا الاضطراب فيما يلي:-
- التحدث بشكل مفرط.
- من الصعب على الطفل أن ينتظر دوره أو يصبر حتى يحصل على ما يريد.
- عدم القدرة على الالتزام بالمهمات التي تستلزم التركيز لأكثر من 3 دقائق.
- صعوبة الجلوس لفترة طويلة والرغبة في الحركة.
- مقاطعة الآخرين عندما يلعبون أو يقومون بمهام مختلفة.
- صعوبة في التركيز.
- تشتت الانتباه بسهولة.
اقرأي أيضا: أهم أعراض اضطراب فرط الحركة عند الأطفال
اضطراب التحدي المعارض (ODD)
وهو واحد من السلوكيات المرتبطة بقيام الطفل بسلوكيات الغضب والتحدي. وعندما يتواصل هذا السلوك مع الطفل في مرحلة البلوغ يطلق عليه اضطراب المعارضة المعارض. ويظهر هذا في سلوك الطفل في الكثير من التصرفات ومنها:-
- الجدل المفرط حول كل الأمور.
- عدم الامتثال لأي أوامر.
- المعارضة والتحدي.
- القيام بسلوكيات تؤدي إلى ازعاج الآخرين بشكل مقصود.
اضطراب الوسواس القهري OCD
يعتبر هذا واحد من الاضطرابات المؤثرة على حياة الطفل سواء في مراحل حياته المبكرة أو عند التقدم في العمر. وهذه المشكلة تؤدي إلى يكون القلق هو أكثر الأعراض الملازمة للشخص ومن الصعب التخلص منه. والوسواس القهري مرتبط دائما بالأفكار أو الأفعال التي يكون من الصعب التحكم فيها أو السيطرة عليها. إنه بمثابة وجود شخص آخر يدفع المصاب إلى القيام ببعض الأمور الغريبة والتي تبدو مبالغ فيها.
ويظهر هذا الاضطرابات على سلوكيات المريض في صورة تكرار لبعض الأفعال مثل كثرة التنظيف، أو غسيل اليد أو الأسنان. كذلك تكرار بعض العبارات أو تكرار الأدعية والصلوات نتيجة القلق الدائم. ومن الممكن أن يقوم المصاب باتباع روتين قاسي خوفا من شيء ما، أو القيام بتكرار عد شيء من أجل التحقق من الأمر. كذلك تشمل سلوكيات الطفل المصاب بعض الأفعال الأخرى ومنها:
- الشعور بفقدان السيطرة.
- التفكير في إيذاء النفس أو الآخرين.
- أفكار عدوانية أو جنسية غير مرغوب فيها.
- الحاجة إلى أن تكون الأشياء منظمة جداً ومرتبة بشكل دقيق.
- التشكيك وعدم اليقين.
اضطرابات اللغة
اضطراب اللغة يعرف على أنه صعوبة في التعبير عن النفس باستخدام المفردات. وقد يظهر هذا الاضطراب في مرحلة مبكرة من عمر الطفل قبل بلوغه ثلاثة سنوات. لكن مع بداية النمو قد يتحسن الأمر بعض الشيء. وتشمل أعراض هذا الاضطراب:-
- عدم قدرة الطفل على التفرقة بين الكلمات مثل الفرق بين نعم ولا.
- صعوبة تكوين الجمل.
- قلة المفردات التي يستخدمها الطفل بالمقارنة بالأطفال الآخرين.
- ضعف القدرة على إجراء محادثة.
- قول الكلمات بترتيب خاطئ.
اضطراب التصرف
هو اضطراب متعلق بالسلوكيات العاطفية لدى الأطفال. حيث يواجه الطفل مشاكل كبيرة فيما يتعلق باتباع القواعد والتصرف بطريقة مقبولة اجتماعيا. وكذلك قد يظهر الطفل بعض السلوكيات العدوانية أو المخادعة للآخرين.
وإذا كان الطفل مصاب بهذا السلوك فقد يبدو أنه واثق تماماً من نفسه وقادر على الدفاع عنه. لكن في الحقيقة فهذا الأمر ظاهري فقط حيث يستخدمه الطفل كوسيلة لإخفاء شعوره الحقيقي بعدم الأمان.
