السمنة عند الأطفال ..كيف تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية؟

لا يمكن أن نتعامل مع مشكلة السمنة عند الأطفال على أنها مشكلة مؤقتة أو شيء طبيعي،
فهي بمثابة سياج من الخطر يحيط بكل جزء من حياة الأطفال،
وكذلك تعتبر أهم عامل للإصابة بالعديد من الأمراض.
فضلاً عن أنها السبب الأساسي في الكثير من المشكلات النفسية للطفل،السمنة المفرطة هي كلمة السر التي تفقد الطفل الثقة بالنفس.
وفي مقالنا سوف نعرف الجوانب السلبية التي تؤثر بها السمنة على أطفالنا ومن ثم سوف نحاول أن نجيب على السؤال الأهم وهو
“كيف نساعد الأطفال على التمتع بلياقة بدنية عالية والتخلص من السمنة والوزن الزائد؟”.

السمنة مشكلة في الطفولة وكارثة في المراهقة والشباب

في واحدة من الجلسات الاجتماعية حكى شاب تجربته مع السمنة، كان طفلاً بديناً، لم ينتبه أحد لهذه المشكلة، بل تعاون الجميع على تفاقمها، في المنزل اعتبره الجميع صندوق لبقايا الطعام، حيث كان يحصل على حصته وما يتبقى من الجميع، في الزيارات العائلية يشجعه الجميع على الحصول على طعام أكثر ويضحكون كان مادة فكاهية رائعة للضحك والتسلية للجميع.

مشكلة السمنة في الطفوله والمراهقة

لكن مع الوقت بدأ الضحك ينقلب إلى حزن في قلبه وحده، إنه آخر من يصل إلى أي مكان،
آخر من يفهم أي معلومة، كانت ألقابه كلها تدور في عالم البدانة لم يناديه أحد إلا بالـ (المتختخ، الدبة، الكلبوزة)،
ابتعد عن كونه إنسان وطفل ومراهق وشاب إلى مادة للسخرية والتنمر والضحك،
إنه يشعر أن قلبه ثقيل وعقله وحركته،
فكان لابد من يتخلص من كل هذا لكنه لم يسامح أبداً الوقت الذي لم يحصل فيه على الدعم من والده ووالدته للتخلص من هذا العبء الثقيل.
هذه قصة شخص واحد فهل يا ترى في بيوتنا يوجد كم طفل يشبه حالته.

ما هو الخطر الصحي الذي يهدد الأطفال المصابين بالسمنة؟

عندما تبدأ زيادة الوزن لدى الطفل بشكل غير طبيعي نتيجة الكثير من العادات السلوكية والغذائية الخاطئة فإن ارتفاع نسبة احتمالية الإصابة بالأمراض الخطيرة سوف تكون مرتفعة للغاية،
وذلك لأن السمنة هي العامل المشترك في الإصابة بـ

• مرض السكري من النوع الثاني، وبالرغم أن هذا المرض شائع بشكل أكبر لدى البالغين إلا أن في الوقت الحالي صار من المشكلات التي تهدد الأطفال أيضاً.
• الإصابة بالعديد من الاضطرابات الخاصة بالأكل، مثل الشره المفرط لتناول الطعام أو ما يطلق عليه الشره المرضي، وهو حصول الطفل على الطعام ورغبته في الأكل حتى بعد الشبع والشعور بالجوع.
• المشكلات المتعلقة بالجهاز التنفسي وخاصة ضيق التنفس وهي تظهر بصورة أكثر عند قيام الطفل بأي مجهود.
• الإصابة بأمراض الكبد الدهني.
• توقف التنفس أثناء النوم.
• ضعف الحالة الذهنية ونشاط العقل وعدم القدرة على التفكير.
• مشاكل في عضلة القلب لأن عضلة القلب تقوم بمجهود أكبر في عملية ضخ الدم.

هل تؤثر السمنة عند الأطفال على حالتهم النفسية؟

بالطبع، وهذا من الأخطار الكبيرة للغاية التي قد لا تلاحظ الكثير من الأمهات تأثيرها على الأطفال لكنها تحدث كل يوم،
وتشمل المشكلات النفسية التي تحدث بسبب السمنة النقاط التالية:-

الوصم المجتمعي

في المدرسة من الممكن أن يكون للطفل البدين شعبية كبيرة وسط زملائه،
لكن هذا لا يمنع أنه يراوده الكثير من المشاعر السلبية تجاه جسده،
لأن النظرة المجتمعية العامة تعطي الأفضلية إلى الطفل النحيف الذي يتمتع بلياقة عالية،
كما أن هناك الكثير من الصعوبات التي يتحملها الطفل الذي لديه وزن زائد مثل صعوبة الحركة والجري والتنفس وعدم القدرة على القيام بالأنشطة مثل باقي الطلاب،
كل هذه عوامل تتراكم في نفسية الطفل وتعطيه شعور بعدم الرضا حول شكله وجسده.

التعرض للتنمر

ترتبط الكثير من مشكلات التنمر بالطفل البدين، فهو يكون أداة للتسلية والتهكم من الأطفال المتنمرين، وبالرغم من رفض سلوك التنمر بشكل عام، إلا أن الواقع يقول أن الأطفال أصحاب الوزن الزائد هم الأكثر تعرض له كما أنهم يحملون دائماً ألقاب تشير إلى هذه المشكلة.

فقد الثقة بالنفس

مع التعرض والتنمر والشعور بالنقص يبدأ الطفل في الإحساس بأن السمنة هي نوع من أنواع الوصم، أو أنه هو السبب في هذه الحالة ويبدأ شعور الذنب في التضخم، ومن هنا يعاني الطفل من فقدان الثقة بالنفس ومن الشعور بالتدني، ويظهر ذلك في الكثير في جوانب مختلفة مثل عدم القدرة على التحصيل الدراسي أو الانطوائية وعدم الرغبة في ممارسة الأنشطة واللعب مع الآخرين.

الاكتئاب

هل من الممكن أن يصاب الطفل بالاكتئاب؟ بالطبع نعم..وخاصة الأطفال الذين يعانون من السمنة، فهم يتعرضون للإحراج والرفض والتنمر لذا تبدأ مشاعر الانسحاب الذاتي في التنامي لديهم، ويبدأ الإحساس بأنه لا ينتمي إلى أي مكان أو مجموعة وأنه منبوذ ومادة للسخرية، وتكون هذه الخطوات هي أو طريق يذهب بالطفل إلى الاكتئاب المرضي الحاد.

كيف نشجع الأطفال على اتباع نمط حياة يساعدهم على التمتع باللياقة البدنية؟

هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى السمنة، وهي كلها تعتمد على النمط الغذائي والحياتي للطفل، لذا التخلص من هذه المشكلة يعتمد على تشجيع الأطفال على الحياة بنمط صحي أفضل، ومن الممكن أن نقوم بذلك من خلال عدة خطوات وهي:-

تحديد وقت مشاهدة التلفاز واستخدام الألعاب الإلكترونية؟

قولي لي الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات فأقول لك ما مدى تعرضه للإصابة بالسمنة، الجلوس مدة طويلة أمام الشاشات الإلكترونية يمنع الطفل من أداء أي نشاط حركي ويؤثر على قدرته على حرق الدهون ويرفع نسبة التوتر التي بدورها تعمل على عدم سير عملية الأيض والاحتراق بصورة طبيعية، لذا فلتكن هناك ساعات محددة من اللعب وبعدها لابد من الحركة والنشاط.

الأنشطة المرحة

الأطفال لا يحبون الأوامر أو الشعور بالقيام بالواجبات، لذا لا يمكن أن نقول أن هذا ميعاد التمرين المنزلي، لكن هيا نجعل من الأمر باباً للمرح، من الممكن أن نشغل الكثير من الفيديوهات الرياضية ونشترك سوياً في اللعب ونقيم مسابقة لأفضل طفل ونختار من الأطفال الأكثر قدرة على تحفيز الآخرين على اللعب بشكل متكرر ودائم.

جدول اللعب

أنتِ تدركين ما الذي تفعله كلمة اللعب بالأطفال، لذا نضع جدول للحركة ونسميه اللعب، هذه الحركة من الممكن أن تشمل اللعب حول المنزل، أو صعود الدرج، أو الجري لمدة محددة في اليوم، كل الأمور الحركية من الممكن أن نسميها لعب، ويجب أن نشجع الأطفال عليها.

تجنبي التنزه في المولات والأماكن المغلقة

ما الذي يفعله الأطفال في المولات؟ يأكلون الكثير من المأكولات التي تحتوي على الدهون التي تزيد من خطر السمنة ويلعبون الألعاب الإلكترونية ويتسوقون ويحصلون على الكثير من الحلوى،
لذا التنزه في الحدائق والأماكن المفتوحة سوف يعمل على توقف كل ذلك، التنزه في الحديقة يعني أنك سوف تقومين بتجهيز غذائي صحي في المنزل، سوف يقوم الأطفال بالكثير من الجري والحركة ولن يحصلوا على الحلوى.

كوني نموذج للرشاقة

الأطفال يقلدون، هذه قاعدة لا يمكن أن ننساها، لذا فليكن نمط الحياة الخاصة بك والأب نمط صحي سواء في الغذاء أو النشاط، بهذه الطريقة سوف يتبع الأطفال خطاكم ويقومون بكل ما تقومون به رغبة في التقليد.

قدمي الغذاء الصحي

لا يمكن أن تحرصي على منع خطر السمنة عن الأطفال دون أن تقومي أنت بتقديم البدائل الغذائية الصحية، لابد من الاهتمام بحصول الأطفال على الغذاء الطبيعي والابتعاد عن المأكولات السريعة والمشروبات الغازية، وتكمن البدائل دائماً في تقديم الخضروات والفواكه والعصائر الطبيعية والأطعمة المنزلية التي تحتوي على قدر معتدل من الدهون الصحية.

مشاركة الأطفال في عمال المنزل

تابعى حركة الطفل داخل المنزل، لا تقومي بكل المسؤوليات وحدك، عندما يصل إلى مرحلة عمرية يستطيع فيها الاعتماد على نفسه لابد أن يقوم بغسل أدوات الطعام الخاصة به، وترتيب غرفته، وتحضير أدواته، الحركة في البيت طريقة لحرق الدهون وتنشيط الذهن وتساعده على التخلص من الكسل.

تلخيص

في النهاية نود أن نقول أن السمنة المفرطة عند الأطفال هي مشكلة تقع مسؤوليتها الأولى على كل من الأم والأب، لا يمكن أن تسمحي للطفل بأن يحصل على غذاء فوق حاجته، ولا يجب أن تسمحي له بأن يتحول إلى جماد دون حركة، ولا يمكن أن تسمحي للآخرين أن يجعلوا طفلك مجالاً للسخرية والتنمر أو تجعليهم يساعدوه على التفريط في حقه في الحصول على جسد صحي.. 

أقرئي أيضاً: عند شراء ملابس الأطفال “أختار الغالي ولا الرخيص”؟