اصحاب ولا أعز.. لماذا تلقت منى ذكي الهجوم الأكبر؟
بين ليلة وضحاها نجد أنفسنا دائماً بين حالة من السجال الدائر حول فيلم من الأفلام. أظن أن هذه ليست مشكلة في العالم العربي فقط، لكن في العالم كله ما إن يتم طرح فيلم جديد يقدم محتوى مختلف عن المعتاد فإن الناس تنشق بين مؤيد ومعارض. وهذا ما حدث مع فيلم أصحاب ولا أعز. لكن من بين الهجوم على فكرة العمل وبين اتهامه أنه غير مناسب لتقاليد الأسرة المصرية والعربية. حصلت الفنانة منى ذكي على نصيب الأسد من الهجوم، ربما لم يهاجم فنان آخر في العمل مثلما حدث لها. ترى هل تستحق منى ذكي ذلك؟
قصة الفيلم
الفيلم مأخوذ عن الفيلم الإيطالي “Perfect Stranger”. لكن في نفس الوقت فإنه تم إنتاجه من خلال العديد من الدول. يحكي الفيلم عن مجموعة من الأصدقاء الذين تجمعهم صداقة وطيدة يجتمعون حول مائدة العشاء. لكنهم يقررون تحويل العشاء إلى لعبة يقومون بها. لكن يبدو أن اللعبة تقام بشروط قاسية، حيث يترك كل شخص هاتفه المحمول أمام الجميع، ويصبح من حقهم أن يطلعوا على المكالمات التي تصل إليه بالإضافة إلى الرسائل. وعندما تبدأ اللعبة تبدأ جوانب خفية لكل شخصية في الظهور. ويبدأ الجزء السري من قصة كل فرد في الانكشاف إلى أصدقائه ليجدوا أنفسهم أمام أشخاص لم يكونوا يعرفوا الكثير عنهم بالرغم أنهم أصدقاء.
والثورة العارمة التي قامت في مصر ضد الفيلم نتجت على احتوائه على مجموعة من الألفاظ غير المناسبة. بالإضافة إلى أفكار يرفضها المجتمع العربي بشكل عام.
منى ذكي والهجوم الأكبر
لكن دعونا نقول أن الفنانة منى ذكي حصلت على هجوم كبير من الجماهير. وكان الهجوم عليها ناتجا عن تأديتها لمشهد أطلق عليه البعض “مشهد جريء” بينما اتهمه البعض أنه غير مناسب لقيمنا الأخلاقية.
وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع مضمون الفيلم فعلينا أن نعترف أن منى ذكي لم تكن الفنانة الوحيدة التي تقوم بأداء مشاهد جريئة في السينما المصرية. لكن توجهت سهام الكثير إليها نظراً لأن الجمهور العربي تعامل مع الفنانة منذ ظهورها على أنها الطفلة البريئة والفتاة الجميلة إلى الأبد. وقد كانت منى ذكي لوقت طويل تسير في هذا الخط الدرامي ولم تحيد عنه مما ساهم في تثبيت الصورة النمطية عليها. لكن يبدو أنها منذ بدأت في البحث عن خطوط درامية مختلفة وأرادت تصوير شخصيات درامية أكثر جرأة وطرحا للأسئلة بدأت في هز الصورة التي اعتاد جمهورها عليها والتي كانت هي أكبر أسباب هجومهم.
جدير بالذكر أن منى ذكي قدمت واحد من اكثر الأعمال الدرامية الناجحة لرمضان 2021 وهو مسلسل لعبة نيوتن. وبالرغم أن المسلسل كان به بعض اللمحات الجريئة إلا أنه لم يحصل على هذا الكم من الهجوم.
تحرك برلماني
وبين مدافعين ومعارضين بدأت بعض التحركات البرلمانية والقانونية ضد الفيلم. أما أبرز الهجمات ضده البيان الذي قدمه النائب مصطفى بكري لمجلس النواب، والذي يتهم فيه الفيلم بالتحريض على المثلية والخيانة الزوجية.
دعم النقابة وآراء الفنانين
على صعيد آخر فإن نقابة المهن التمثيلية قامت بإصدار بين يدعم فيه الفيلم. ويؤكد أن الاتهامات التي وجهت له غير صحيحة. فضلا عن رأي النقابة في دعم حرية الرأي وحرية الفنانين. وتضمن البيان دعما خاصا للفنانة منى ذكي. كذلك كان هناك الكثير من الفنانين الذين عبروا عن دعمهم لها وللفيلم ومن ضمنهم الفنانة سوسن بدر وسمية الخشاب وكريم فهمي وأحمد فهمي وغيرهم..