التنمر الإلكتروني .. خطر محيط بأولادنا ولا نعرف عنه شيئاً
هل يتعرض أولادنا لـ التنمر الإلكتروني؟ نعم ..هناك إمكانية كبيرة لذلك، حيث أن التنمر لم يعد قاصراً فقط على الاعتداءات اللفظية والجسدية على الأطفال في المدرسة أو الشارع، لكن من الممكن أن يصل التنمر إلى الهواتف الذكية والحسابات الإلكترونية الخاصة بأولادنا، كيف يحدث ذلك؟ سوف نتعرف ذلك من خلال المقال التالي.
ما هو التنمر الإلكتروني؟
التنمر الإلكتروني هو ممارسة تحدث عبر الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الرسائل الإلكترونية والألعاب، ويكون هدف هذا النوع من التنمر هو تشويه السمعة والإهانة وابتزاز الطرف الآخر، ويتم هذا النوع من التنمر من خلال إرسال الرسائل الإلكترونية التي تحتوي على تهديد وابتزاز أو نشر مقاطع مسيئة للأشخاص أو التهديد مقابل الحصول على معلومات شخصية أو صور عن الأطفال وعن عائلاتهم.
كيف أعرف أن أطفالي يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت؟
في حالة التعرض للتنمر الواقعي من الممكن أن نلاحظ بعض العلامات الجسدية على الطفل مثل الكدمات أو الجروح، لكن الأمر مختلف هذه المرة، حيث أن التأثير النفسي لهذا النوع من التنمر أكبر كثيراً، ومن خلال بعض العلامات من الممكن أن نعرف هل حقاً يتعرض أطفالنا للتنمر الإلكتروني، ومن هذه العلامات نذكر التالي:-
- سوف نلاحظ أن الأطفال بدأوا في استهلاك عدد أكبر من الساعات أمام الإنترنت وخاصة المحادثات الإلكترونية.
- سوف يبدأ الطفل الهروب من المناسبات الاجتماعية أو الأماكن التي يكون بها تجمعات هو معروف داخلها.
- من الممكن أن يتحول سلوك الطفل إلى سلوك عنيف وغاضب تجاه الكثير من التصرفات.
- الدخول في نوبات من الحزن غير المبررة.
- اخفاء الشاشة عندما نكون قريبين منه خوفاً من يلاحظها أحد.
- التخلص من كل الحسابات الإلكترونية القديمة وإنشاء حسابات جديدة.
ما هو دافع الأطفال للتنمر عبر الإنترنت؟
الكثير من الأطفال تكون هي مصدر التنمر عبر الإنترنت وذلك للعديد من الأسباب، منها مثلاً شعورهم بالفرض من قبل الأشخاص من حولهم لذلك يحاولون فرض السيطرة ولفت الانتباه من خلال الإنترنت.
من الأسباب الأكبر والتي تدفع الأطفال للتنمر هي عدم وجود مراقبة من الآباء على سلوك الأطفال عبر الإنترنت وهذا يدفعهم إلى انتهاج العديد من الأساليب غير الأخلاقية أو تقليد بعض الأمور التي يتعرضون لها.
وجود مساحة كبيرة من وقت الفراغ لدى الأطفال دون وجود نشاط محدد يقومون به يساعدهم على محاولة إيجاد أي من الفرص التي يثبتون فيها وجودهم ويكون التنمر على الأطفال الآخرين هو سبيلهم لذلك.
ما هي طريقة التعامل الصحيحة لو تعرض الطفل لنشر فيديو له على الإنترنت؟
لو تعرض الطفل لمثل هذا النوع من التنمر عبر الإنترنت فإن خطوات التصرف السريع تكون كالتالي:-
- من المهم أن يعرف الطفل أن هدف المتنمر هو الحصول على الاهتمام والانتباه لذا عليه أن لا يمنحه ما يريد عن طريق عدم الاهتمام بما تم نشره وعدم الرد عليه.
- لو تعرض الطفل إلى أي من التعليقات المسيئة من زملائه من الممكن أن نحتفظ بصورة لهذه التعليقات ونعرضها على أولياء أمور هؤلاء الأطفال.
- تسمح مواقع التواصل الاجتماعي بخاصية الـ Report وهي تسمح بمنع الحسابات التي يقوم أصحابها بالتنمر على الآخرين.
- في حالة إذا كانت الأعراض النفسية التي ظهرت على الطفل بسبب التنمر ظاهرة وصعبة من المهم أن يحصل الطفل على الدعم من خلال زيارة الطبيب النفسي المختص.
ماذا نفعل لو تعرضت الفتيات لنشر صورهم والتنمر عليها؟
هنا نحن أمام موقف آخر وقد يكون في مجتمعنا أكثر صعوبة لأنه متعلق بالفتيات، فما هو التصرف الصحيح لو قام أحدهم بنشر صورة فتاة والتنمر عليها؟ الإجابة تكمن في الخطوات التالية:-
- يجب أن لا نحاول لوم الطفلة أو التعامل معها بعصبية لكن لابد من التعامل مع الموقف بهدوء حتى نحصل على أكثر تفاصيل تساعدنا على فهم الموقف بصورة أفضل.
- في حالة اشتراك أي من الأطراف الآخرين في القصة يجب أن نعرف منهم تفاصيل أكثر.
- يجب أن نؤجل عملية لوم الفتاة على الوقوع في الخطأ (أي أنها قامت بالوثوق في الشخص الخاطئ) إلى بعد حل المشكلة حتى تحصل على الدعم الكامل في هذه الفترة.
- عمل Report للصورة إذا كانت منشورة على أي من مواقع التواصل.
- في حالة تعرض الطفلة للتهديد من الأفضل الاتصال بخط نجدة الطفل 16000.
كيف نتعامل مع الأطفال الذين يتعرضون للتنمر؟
بشكل عام فإن هناك مجموعة من القواعد الواضحة للتعامل مع الأطفال الذين يتعرضون للتنمر، ومنها:-
- الاستماع إلى الطفل وعدم الإقدام على لومه بأي شكل وتأكيد الدعم له في كل المواقف.
- تشجيع الطفل على الكلام من خلال طرح الكثير من المواقف عليه وسؤاله عن رأيه في كيفية التصرف فيها.
- لا يمكن أن نحكم على الأطفال لكن لابد من أن يشعروا أننا نتعاطف معهم وأنهم قاموا بالتصرف الصحيح عندما أخبرونا بما يتعرضون له.
المصادر: التنمر والسلامة على الإنترنت
موضوعات متعلقة: كيف أحمي طفلي من محتويات الإنترنت غير الأخلاقية؟