منوعات

ابنك أقل من 13 سنة .. ” السوشيال ميديا والأطفال “

السوشيال ميديا والأطفال .. تكلمنا في مقال سابق عن تأثير السوشيال ميديا على الأمهات وكيف أنها تؤثر بطرق سلبية كبيرة على الأم، وعندما بدأنا البحث حول علاقة السوشيال ميديا والأطفال وجدنا ظاهرة منتشرة للغاية وهي امتلاك الأطفال أقل من 13 لحساب على السوشيال ميديا، ومن المعروف أن موقع فيس بوك مثلاً وضع شروطاً لامتلاك الحساب تتضمن أن لا يقل عمر المستخدم عن 13 عام، فإذا بنا نرى حسابات لأطفال حولنا لم يبلغوا هذا السن، كل ما في الأمر أن الأم قامت بإنشاء الحساب على حسب البيانات الخاصة بها أو تركت الأبن يقوم بتغير تاريخ الميلاد لكي يستطيع أن يمتلك هذا الحساب!! إذاً نحن أمام خطأ كبير تقع فيه الكثير من الأمهات بغرض التدليل ليس إلا، لأن عدم امتلاك طفل أقل من 13 لحساب فيس بوك لن يأتي بالضرر على الأبناء أبداً لكن العكس هو الصحيح.

كيف أعرف أن ابني مصاب بإدمان السوشيال ميديا؟

إدمان السوشيال ميديا عند الأطفال

الكثير من الأشخاص والأطفال يقضون وقتاً طويلاً على وسائل التواصل الاجتماعي لكن هذا لا يعني أن هؤلاء الأشخاص مدمنين للسوشيال ميديا، وهنا من المهم أن نقول أنه لا يوجد تعريف طبي لهذه الفكرة، لكنها تقوم في الأساس على أن الشخص الذي يستخدم السوشيال ميديا ويكون هذا الاستخدام مفرطاً وفي نفس الوقت يصاحبه الكثير من الأعراض السلبية مثل القلق والتوتر فهذا ما يطلق عليه إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.

ما هي تأثيرات السوشيال ميديا على الأطفال؟

لو كان الطفل يقضي في الأسبوع ما لا يقل على 35 ساعة على وسائل السوشيال ميديا فإن هذا مؤشر وإنذار خطير للغاية، هذا يعني أن الطفل يقضي في اليوم الواحد ما لا يقل عن 5 ساعات على هذه المواقع، وأظن أن طوال الخمس ساعات فإن هناك بعض ساعات المتابعة التي سوف تفوت الأم والأب، وفي كل الأحوال فإن طول هذه المدة لن يمر مرور الكرام وسوف يكون له الكثير من الآثار السلبية ومنها:-

التوتر والقلق

التوتر والقلق هي الصفة التي تصيب أي إنسان يقضي ساعات طويلة على السوشيال ميديا فما حال الأطفال؟! الطفل يتعرض إلى الكثير من الصور والأخبار والألعاب كل هذا يعمل على تشتيت عقله، كما أن الأطفال يميلون بشكل عام إلى الحصول على الإعجاب وكلمات الإطراء والمنافسة على ذلك، فما الذي سوف يحدث لو حدث أن وضع مثلاً من الصور الخاصة به ومن ثم لم تحصل على الإعجاب المطلوب؟ من المؤكد أن الطفل سوف يصاب بالكثير من الإحباط.

التعرض للتنمر

مجال السوشيال ميديا مجال مفتوح ولا يمكن التحكم فيه، وقد وجدنا في الأوقات الأخيرة أن الكثير من المشاهر تعرضوا إلى التنمر بعد نشر صور أبنائهم، وهذا ما يتعرض له أطفالنا عند نشر الكثير من الجوانب المتعلقة بحياتهم، لا يوجد ضابط على أي تعليق من الممكن أن يوجه إليهم خاصة من الأطفال في نفس عمرهم، سوف يكون التعليق على الشكل أو الملبس أو عيوب الشخصية وفي كثير من الأحيان سوف تكون هناك منافسة شديدة على من يفوز بأقسى تعليق يقصف به جبهة الآخر، كل هذا سوف يحدث دون أن نعلم.

الشعور بالنقص

إنه مثل الشعور الذي يراود الأمهات أيضاً، لا يستطيع أحد أن يمنع طفل من التفاخر بإنجازاته الكبيرة بل والمبالغة فيها، سواء كانت هذه الإنجازات رياضية أو علمية أو في أي مجال وسوف يحصل على الكثير من الكلمات التي يكون فيها مجاملة وثناء من الجميع، وعندما يرى الطفل أنه لا يوجد لديه إنجاز للاحتفال به أو على الأقل إن إنجازه ليس من النوع الذي يصفق له الجميع فسوف يراوده الكثير من مشاعر الإحباط والنقص.

والأمر ليس متعلقاً فقط بالإنجازات بل بنمط الحياة، الأطفال مثل الكبار يتفاخرون بالأجزاء المبهرة فقط في الحياة، لذا متابعة الإنستجرام وحدها كفيلة بمعرفة أن هناك صديق يسافر في العام أربع مرات ويركب الخيول ويقفز من الطائرات ويعبر البحار أما الطفل المسكين الذي يوجد في منزلك فهو يحصل على نزهة أسبوعية او شهرية في أحد الأماكن أو الملاهي الكبيرة فقط..هي تكلفك الكثير لكنه يرى أن هناك شخص أسعد منه حالاً وهو يريد أن يفعل مثله تماماً.

التأثيرات الصحية لإدمان وسائل السوشيال ميديا

الآثار الصحية لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي

بالإضافة إلى التأثيرات النفسية فإن هناك الكثير من التغيرات الصحية الخطيرة التي تصيب الطفل في هذه الحالة ومنها:-

زيادة الوزن والإصابة السمنة المفرطة

الطفل لا يأكل وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه يأكل المواد الغذائية المعروضة عليها، إن الأطفال مستهدفين في الإعلانات بالكثير من الطرق، والإعلانات المتعلقة بالوجبات السريعة لا يمكن أن ينجو أحد منها، والأطفال أكثر استجابة، بالإضافة إلى التأثير الذي يحدثه أحدهم إذا نشر أنه تناول وجبة في مكان معين أو أنه قام بالاتصال وحصل عليها، كل يوم هناك سيل من الوجبات السريعة يهاجم عقل الطفل قبل معدته لذا عندما تتغير العادات الغذائية له ويبدأ في التذمر من الأكل المنزلي والبحث عن الوجبات السريعة ومن المعروف أنها أكبر مصدر للسمنة المفرطة وزيادة الوزن.

مشاكل الرقبة والعمود الفقري

الطفل يشاهد أجهزة التابلت أو الهاتف المحمول وهو يحني رقبته أو جالس في وضعيات غير صحيحة، وهو يستمر في هذا الأمر لمدة 3 أو 4 ساعات أو أكثر، الوضعيات الخاطئة والجلوس لمدة طويلة من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى التأثير على العمود الفقري وفقرات الرقبة ومع الوقت سوف يواجه الطفل العديد من المشاكل الصحية المتعلقة بذلك.

التوتر وقلة النوم

عرض آخر من أعراض إدمان السوشيال ميديا، وهو عدم قدرة الطفل على النوم بشكل كافي، يحدث هذا نتيجة للتعرض بشكل مبالغ فيه للأشعة الزرقاء التي تنبعث من الأجهزة التي يتعامل معها، كما أن الشغف لمتابعة كل شيء يحدث على السوشيال ميديا والخوف من أن يفوته أي من المنشورات التي يقوم بها الأصدقاء يظل قادراً على إبقاء العقل منشغلاً بعيداً عن النوم لفترات طويلة.


موضوعات متعلقة: كيف أحمي طفلي من محتويات الإنترنت غير الأخلاقية؟

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button