طفلي

الصحة النفسية للطفل المصاب بالبهاق..كيف نعيد الثقة له؟

البهاق من الأمراض المناعية التي تحتاج إلى إعادة تعريف في مجتمعاتنا حتى لا يعاني أصحابها من الكثير من المشاكل الاجتماعية بسببها. بالأخص الأطفال. ذلك لأنهم يتعرضون للتنمر أو الإبعاد نتيجة إصابتهم بالبهاق. لذا فإن الحفاظ على الصحة النفسية للطفل المصاب بالبهاق من أهم الأشياء التي يجب النظر إليها بجدية. لكن ما هي خطوات تحقيق ذلك؟

ما هو مرض البهاق؟

يعتقد البعض أن مرض البهاق من الأمراض الجلدية. لكن في الحقيقة هو مرض مناعي يحدث نتيجة مهاجمة المناعة لمادة الميلانين وهي المادة التي تصبغ لون الجلد، وبالتالي يبدأ لون الجلد في التغيير. ويظهر المرض في صورة بقع بيضاء تمتد في مناطق متفرقة من الجسم.

ومن الممكن أن يظهر المرض خلال فترات الطفولة أو فترات متقدمة من العمر.  كذلك قد تزيد مساحة البقع البيضاء أو تظل في نفس حجمها دون زيادة.

خطوات من أجل الصحة النفسية للطفل المصاب بالبهاق

 

إصابة الأطفال بالبهاق

 

عندما يبدأ الطفل التعامل مع المجتمع من حوله فإنه سوف يبدأ في اكتشاف الاختلاف الذي لديه عن باقي الأطفال. لذا فاحتمالية تعرضه للكثير من المشكلات النفسية وارد بدرجة كبيرة. وفي هذه الحالة فإن الحفاظ على الصحة النفسية للطفل المصاب بالبهاق يستدعي التعامل بفهم جيد لطبيعة الحالة ومن ثم بناء جسور بين الطفل وبين ثقته بنفسه. إذاً لكي نعيد الثقة للطفل ونساعده على تجاوز التعليقات أو أي من الأمور السيئة علينا القيام بالتالي:-

اشرحي للطفل ما هو المرض وصححي المفاهيم الخاطئة

أول خطوة من أجل دعم ثقة الطفل بنفسه هو أن تجدي الطريقة التي تشرح له طبيعة الحالة الخاصة به. عليه أن يعلم أن هذا المرض مناعي فقط. كذلك إنه ليس من الأمراض المعدية. بالإضافة إلى أن كل الأشخاص معرضين للإصابة به في أي وقت. وكذلك لا يوجد شيء في هذه الإصابة سوف يمنعه من ممارسة أي جزء من أجزاء حياته المختلفة.

قبل الدخول إلى الحضانة أو الروضة

قد لا يكون الطفل على دراية بالمشكلة في فترة ما قبل الحضانة. وقد لا يشعر فعلاً بالاختلاف نتيجة سنه الصغير. لكن الوضع قد يصبح سيئاً إذا بدأ التعامل مع الأطفال من حوله ووجد أن هناك شيئاً غريباً وقد يكون هذا في مرحلة الروضة أو الابتدائي بشكل أخص. للأسف قد يتعرض الطفل للرفض من الأطفال الآخرين.

لكن الحل بسيط جداً. ذلك لأن الأطفال يتصرفون بالفطرة والطبيعة ومن الممكن أن يكونوا صداقات مع المختلفين معهم بكل سهولة إذا استطعنا أن ننبت فيهم فكرة تقبل الاختلاف. لذا حاولي أن تتواصلي مع مجموعة من أولياء الأمور وتشرحي لهم طبيعة الحالة. بعد ذلك اتفقي معهم على تقديم الأطفال لبعضهم البعض قبل بداية الالتحاق بالروضة. هكذا سوف يكون لطفلك صداقات يحبها ويعتمد عليها قبل أن يبدأ المواجهات الكبيرة.

التواصل المستمر

تأكدي أن هناك تواصل مستمر بينك وبين طفلك. لا تتركي اليوم دون أن يحكي لك كل شيء. شجعيه على التعبير عن مشاعره سواء كانت إيجابية أو سلبية. حاولي دائماً التأكد أنه لا يترك شيئاً سلبياً داخله لا يستطيع التعبير عنه.

لا تركزي على المشكلة

في النقطة السابقة تكلمنا على أهمية التواصل مع طفلك. بالتأكيد هو في حاجة لأن يحكي. لكن من ناحية أخرى لا تسأليه بشكل مباشر الأسئلة من نوعية  “هل تعرضت للمضايقة بسبب إصابتك؟، هل تشعر بالخجل؟”. هناك مشاكل أخرى قد تواجه الطفل حاولي السؤال والاستفسار عنها حتى لا يشعر أن هناك مشكلة كبيرة. وفي الحقيقة هي ليست مشكلة كبيرة.

ساعدي الطفل على تحقيق إنجاز

مرض البهاق لا يمنع الطفل من ممارسة أي نوع من الأنشطة. لذا ادعمي طفلك لكي يكون فاعلاً في الأنشطة المحببة له سواء كانت الرياضية أو التعليمية أو الفنية. عندما يجد نفسه قادر على الحصول على إعجاب الآخرين سوف ينسى مشكلته تماماً.

حولي الأمر لدعم مجتمعي

المجتمع أيضاً وأولياء الأمور لابد أن يساعدوا كل الأطفال الذين لديهم اختلاف على التعامل مع الأمر بشكل إيجابي. لذلك تواصلي مع الأمهات وأولياء الأمور وقومي بإرسال المعلومات المختلفة عن المرض وكيفية حدوثه. الوعي بالمشكلة سوف يقلل من قيمتها بدرجة كبيرة.

في النهاية دعونا نقول أن مرض البهاق من الممكن تجاوزه ببساطة لكن الأمر يعتمد على تعاملنا معه. ولا يجب أن نتعامل مع الأمر بجدية فقط عندما يتعلق الأمر بأولادنا. بل يجب أن نعلم الأطفال ونوعيهم بهذه المشكلات المختلفة لكي يعرفوا كيفية تقديم الدعم للأطفال الآخرين الذين لديهم بعض الاختلافات عنهم.

للمزيد: معلومات مهمة عن إصابة الأطفال بالبهاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى