ماذا تفعلي لو رفض طفلك الصيام
رمضان شهر مبارك يحمل معه فرصة للتقرب إلى الله بشتى الطرق والعبادات، ويعد الصيام من الممارسات الدينية التي يشتهر بها هذا الشهر الكريم. ومع اقتراب الاطفال من سن الصيام، يتساءل الأهل كيف يمكن تعويد الأطفال على الصيام بطريقة صحيحة وملائمة لسنهم .وذلك دون التسبب في أي ضرر على صحتهم البدنية أو النفسية. لذلك في هذا المقال، سنقدم بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لو رفض طفلك الصيام.
خطوات تعويد الاطفال على الصيام
التوعية الدينية
الخطوة الاولى بجب ان تكون تعزيز فهم الأطفال للصيام وقيمه الدينية. حيث يجب أن يتم التركيز على شرح مفصل لمعاني الصيام و أهميته للأطفال. مع تقديم الأمثلة الواقعية التي توضح فوائده الدينية و الصحية. كما يمكن استخدام القصص القرآنية و الحكايات النبوية الشريفة التي تعكس قيم الصيام مثل الصبر و التقوى. وتقديم الشرح المفصل البسيط للفوائد الروحية و الاجتماعية للصيام.
التدريج والتدريب
يتطلب الصيام التركيز على التدريج، حيث يمكن بدء تجربة الصيام لفترات قصيرة في البداية. مثل نصف يوم أو ساعات معدودة، ثم زيادة هذه الفترة تدريجيًا بناءً على استعداد الطفل وقدرته على التحمل.
التحفيز والتشجيع
يجب على الاهل تشجيع الطفل وتحفيزه على ممارسة الصيام. من خلال تقديم الثناء والتشجيع المستمر على محاولاته وإصراره، وتحفيزه على تجاوز أية صعوبات قد يواجها.
توفير بيئة مناسبة
يجب على الاهل توفير بيئة ملائمة ومريحة للطفل خلال فترة الصيام. من حيث إبقاء البيئة هادئة ومريحة للمساعدة في التركيز والتفرغ للعبادة.
التغذية السليمة
يجب على الاهل ضرورة توفير وجبات سحور مغذية ومتوازنة تساعد الطفل على الشعور بالشبع والنشاط خلال الصيام. ويفضل ان تحتوى على الفواكه والخضروات والبروتينات.
الإعداد البدني
يجب ايضا على الاهل الاهتمام بتشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني المعتدل بانتظام لتعزيز لياقتهم البدنية وزيادة قدرتهم على التحمل خلال فترة الصيام.
المرونة والتكيف
يجب أن تكون الخطوات المتخذة لتعويد الأطفال على الصيام مرنة ومتكيفة مع احتياجاتهم وقدراتهم. مع مراعاة الاختلافات الفردية في قدرة الطفل على التعامل مع الصيام.
متى يجب ان نبدأ في تعويد الاطفال على الصيام؟
تبدأ عملية تعويد الأطفال على الصيام بشكل تدريجي وفقًا لتطورهم الجسدي والعقلي. وعادةً ما يعتمد ذلك على عوامل متعددة، بما في ذلك النضوج البدني والنفسي للطفل وقدرته على التحمل. ولكن عمومًا، يُعتقد أن الأعمار التي يمكن أن يبدأ فيها الأطفال بتعلم الصيام هي حوالي:
سن 7 إلى 9 سنوات
في هذه المرحلة، يكون الأطفال عادة قد بدأوا في فهم مفهوم الصيام وأهميته. وقد يكونون قادرين على تحمل صوم فترات قصيرة مثل نصف يوم أو ساعات قليلة.
سن 10 إلى 12 سنة
تكون هذه المرحلة مثالية لبدء التدريب على الصيام لفترات أطول، مثل يوم كامل عددة مرات في الاسبوع. حيث يكون لدى الأطفال قدرة تحمل أكبر وفهم أعمق لأهمية الصيام.
سن 13 إلى 15 سنة
في هذه المرحلة، يكون الأطفال عادة مستعدين لصيام شهر رمضان بالكامل. حيث اصبحوا قادرون على التحمل البدني والنفسي لفترات طويلة من الصيام.
ماذا تفعلين اذا رفض طفلك الصيام؟
إذا رفض طفلك الصيام لأنم يجدونه صعبًا، فقد تحتاج الأم إلى اتباع بعض الخطوات لمساعدتهم على التكيف وتحفيزهم على المضي قدمًا:
التحدث معهم
قد يكون من المفيد فهم الأسباب وراء رفض الأطفال للصيام. يمكن للأم إجراء محادثة مفتوحة معهم لاستكشاف المشاعر والأفكار التي يمكن أن تكون وراء رفضهم للصيام.
توفير الدعم
يجب على الأم تقديم الدعم والتشجيع لأطفالها وتذكيرهم بأهمية الصيام والفوائد الروحية والدينية له. مع التأكيد على أنهم قادرون على التغلب على صعوبات الصيام والتكيف معها.
تجربة الصيام بشكل تدريجي
يمكن للأم مساعدة أطفالها على الصيام بشكل تدريجي. مثل بدء الصيام لفترات قصيرة في البداية ثم زيادة تدريجية لمدة الصيام بحسب قدرتهم وتحملهم.
تشجيع الاستماع للجسم
ينبغي على الأم تشجيع الأطفال على الاستماع لأجسامهم وتقديم الدعم في حالة شعورهم بالتعب أو الجوع الشديد خلال فترة الصيام. مع تشجيعهم على تناول الطعام والسوائل بشكل متوازن من وقت الافطار حتى وقت السحور لمنع الجوع والعطش.
تقديم الحوافز
يمكن للأم تقديم الحوافز الملائمة لتشجيع الأطفال على الصيام. مثل اعطائهم مكافأة صغيرة بعد إتمام الصيام بنجاح إشادة بالجهود التي بذلوها.
الاستعانة بالمثال الحسن
يمكن للأم أن تكون مثالًا حيًا لأطفالها من خلال ممارسة الصيام بانتظام واظهار الصبر خلال هذه الفترة. مما قد يشجعهم على محاولة الصيام بنجاح.
في ختام الحديث عن خطوات تعويد الأطفال على الصيام، يظهر أن الصبر والتدريب الدقيق يمثلان المفتاح لنجاح هذه العملية. فمن خلال توفير الدعم اللازم والتشجيع المستمر، يمكن للأمهات تحقيق هدفهم في بناء جيل ملتزم ومؤمن، قادر على الاستمتاع بروحانيات شهر رمضان بسعادة. لذلك فلنعمل جميعًا على توجيه أطفالنا نحو فهم عميق لقيم الصيام وأهميتها في حياتهم، لتنمية شخصياتهم وتعزيز وعيهم الديني والاجتماعي.