التجربة الجهنمية

لما ابني بصلي وقالي ” لأ”

كلمة لأ، كلمة كل أم ما بتحبش تسمعها من ولادها، نظريتنا كأمهات اننا نقول أعمل كذا ، والولد أو البنت يقولوا حاضر ياماما. وهنا نحس اننا انتصرنا وبقينا أساتذة في التربية والعيال بقت محترمة. الحقيقة بقى أن أفكارنا دي متوارثة من أهلنا اللي علمونا أن قول لأ ده أو رفض أوامر الأم والأب فعلة شنعاء. توازي رمي أمريكا لقنابل النووي على اليابان.

وكنا بنحس اننا بنعمل مصيبة. نظرة الأم وهي بتقولك بترد عليا وبتقولي لا كانت كفيلة أن تمضي على بياض لسنوات بكلمة نعم بالبنط العريض. لكن مش نعم بس ،دي نعم وحاضر وكل مرادفات هذه الكلمة للدليل على الموافقة على كل الأوامر المستقبلية.

النهاردة اختبرت كلمة لا واستمرار الدفاع عن حق الكلمة من ابني الصغير. اللي قرر يقولي لأ مش حنزل وأول مرة أحس أن ردي كان هادي على غير العادة وخاصة أني تأخرت عن العمل وهو مصر على عدم ذهابه للحضانة. ومهما دلعت فيه فهو على كلمة واحدة صامد لأ مش نازل. لأ مش لابس. كانت أفكاره مقنعة، ورأيه يحترم لأنه شاف أن ملوش مزاج ينزل وأنه عاوز ينام وهو من حقه أنه ينام براحته.

مقالات ذات صلة

فيها ايه لو قلنا لأ

طبعا اخد اقناعي له وقت طويل ولكن اتفقنا انه عنده حق وهو صح بس أنا بستأذنه أنه ينزل النهاردة عشان عندي شغل ضروري و أني حرجع له بدري. وبالفعل رجعت بدري عشان أجيبه وكان فرحان أني نفذت معاه الاتفاق.

كلمة لأ اللي قالها ليا حسسني بمنتهى القوة وأنه يقدر يوقف قدام أي شخص ممكن يرغمه على شيء مش عايزه. انا دايما بشجع الولاد انه يعبروا عن احساسهم ولو مضايق من موقف يقول. وأنه طبيعي أنه يقول لااا.

مفهوم أن الكبير ما بيغلطش.لكن مفهوم برضه مغلوط كلنا بنغلط  ولازم الكل يتعلم يعتذر. وعادي اقول لأ للكبير لو الكلام او الموقف ماريحنيش.

كلمة لا بما أننا بنعلم بيها أولادنا حاجات كتير فطبيعي يختبروها معانا ولازم نكون جاهزين اننا نرد وناقش ونتعلم نبقى اهدى. عشان الكلمة دي حتكون باب خروج للضعف والخوف، وباب دخول للطموح والاستمرار لتحقيق أحلام كتير ما بيتقلهاش لأ.

بقلم: هبة أمين

للمزيد: ماما زمانها نايمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − 12 =

زر الذهاب إلى الأعلى