كيف أدعم ثقة الطفل في نفسه؟
ثقة الطفل .. في الكثير من المواقف التي تجمع الأمهات نجد أن الأم تشكو قائلة “إبني يعاني من قلة الثقة بالنفس وأنا لا أعرف كيف أعالج هذا الأمر” هي جملة شائعة تقولها الأم وهي على يقين أن المشكلة في الطفل، وأنه ولد بقدر قليل من الثقة وسوف يفشل دائماً في أن يكون شخص واثق.. للأسف تنسى الأم شيئاً مهماً جداً وهو (إذا كان طفلك لديه ضعف في ثقته بنفسه فالسبب الأول هو تربية الأم والأب له).. الثقة ليست صفة نولد بها أو جين في تكويننا، هي مهارة نكتسبها ونطورها، وكما يقول المثل أن الوقاية خير من العلاج فلابد أن تعرف كل أم كيف أنها بتفاصيل بسيطة للغاية من الممكن أن تحول الطفل إلى شخص معدوم الثقة وضعيف الشخصية إلى شخص واثق ومسئول.
كيف نهدم ثقة الطفل بنفسه؟
من خلال موقع Psychology today تقول DR.Suzanne Lachmann أن قتل الثقة بالنفس في أي شخص يبدأ من المراحل الأولى في تربيته، فإذا عدت للوراء وعرفت ما حدث لك في الماضي فسوف يكون من السهل جداً أن تحدد أسباب المشاكل التي تمر بها في المستقبل، وهي تحدد مجموعة من العوامل الخاطئة في التربية هي التي تكون قادرة على قتل ثقة الطفل بنفسه. وهي لا تخص الأم وحدها، بل تخص الوالدين، ومنها سوف نذكر التالي:-
وضع الطفل في حالة من عدم التقبل
تقول الأم كلمات كثيرة بدافع التربية “أنت شقي” “أنت طفل ترتكب الخطأ بشكل دائم” ” لا يوجد أي فائدة فيك”، ” أنا لا أحبك لأنك لا تقوم بواجباتك” ” طالما أنت غير متفوق فلن يحبك أحد ولن يحترمك”..أي ثقة من الممكن أن يكون عليها شخص كانت هذه هي الكلمات التي تستخدم في تربيته، شعور الطفل بعدم التقبل وأنه محل دائم للنقد يعتبر من أكثر العوامل المؤثرة على قدرته وثقته بنفسه.
وفكرة الحب المشروط المعتمد على أنك لابد أن تفعل “كذا” لكي تحصل على الحب هي فكرة سيئة للغاية، على الطفل أن يشعر أنه محبوب ويتم تقبله في كل الأحوال، في حالة النجاح أو الفشل، من الممكن أن نساعد الطفل ونطور مهاراته إذا فشل في أي مهمة، لكننا لا يمكن أن نساعده على تعويض ما فقده من الحب والدعم في فترات الفشل.. اللوم النقد الدائم عدم التقبل أول ضربات توجه إلى ثقة الطفل بنفسه.
انشغال الوالدين عن الطفل
الطفل يحتاج إلى أن يشعر أنه مسئول أمام والديه، وفي حالة انشغالهم عنه لفترات طويلة فهو يشعر بأنه في حاجة لكي يكون أن يفعل المزيد من الأشياء الجيدة، حيث أنه في كل الأحوال سوف يفتقد التوجيه عند القيام بالأشياء الخاطئة -وهنا نقول التوجيه المسئول وليس التوبيخ- بالإضافة إلى افتقاد التحفيز.
الخلافات بين الأزواج
وجود جو مشحون في المنزل بين كل من الأب والأم يؤدي إلى تكون العديد من المشاعر السلبية لدى الطفل، ويؤثر هذا الشعور في الطفل لمراحل متقدمة من عمره.
كيف أعرف أن طفلي فاقد الثقة بالنفس؟
قبل أن نحكم على الطفل هل هو حقاً واثق في نفسه أم العكس لابد أن نكون على دراية بأهم علامات فقدان الثقة، لأن طبيعة البشر مختلفة في التعامل المواقف لكن افتقاد الثقة من الممكن أن يتم تحديده من خلال مجموعة من العلامات وهي كالتالي:-
- يخشى الطفل القيام بأي تجربة جديدة دون سبب، فهو لا يثق في قدرته على المرور بأي شيء جديد.
- يشعر الطفل بأنه شخص غير محبوب وغير مرغوب فيه في الكثير من المواقف.
- لا يستطيع أن يتعامل مع الأمور المحبطة البسيطة حتى في اللعب ويهرب منها دون مواجهة.
- الخوف من الفشل بشكل ظاهر وهذا يكون دافعه لعدم القيام بالأشياء الجديدة ويكون في حالة شديدة من الخوف من أن يتم إحراجه من الآخرين لذا يفضل الابتعاد.
- صعوبة تكوين علاقات صداقة مع الأطفال في نفس عمره.
- لا يكون له الكثير من الاهتمامات ولا يتحفز لإنجاز أي شيء.
- يشعر بالاضطراب والقلق عندما يتم توجيه أي من أشكال الثناء إليه لأنه يتوقع تعرضه للوم بشكل دائم.
كيف أساعد الطفل على أن يكون واثقاً في نفسه؟
نؤكد مرة أخرى أن وجود الطفل في جو صحي ممتلئ بالمحبة غير المشروطة والتفاهم والتوجيه المسئول هو أهم الأسباب على اكتساب الطفل لثقته بنفسه، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم الطرق التي تساعدي بها الطفل على اكتساب الثقة بالنفس.
مساعدة الطفل على الاختيار
سحب كل الصلاحيات من الطفل واختيار كل شيء له لا يدعم ثقته بنفسه أبداً، لذا من المهم تعوديه على عملية أخذ القرار والتفضيل بين الأشياء، ويبدأ ذلك من خلال بعض التفاصيل البسيطة مثل أن يختار وجبة الفطور المفضلة له، اختيار نوعية الملابس، اختيار الأفلام والكتب أو الأنشطة، طالما أن اختيار الطفل لن يكون له أي من الآثار الصحية أو النفسية عليه فلابد أن يشعر أنه يقوم بتقرير الأشياء التي يفضلها بنفسه.
تعويد الطفل الاعتماد على نفسه
قد تقوم الأم بإنجاز العديد من المهمات المتعلقة بالطفل من أجل توفير الوقت، تقوم هي بمساعدته في ارتداء الملابس وتحضير الطعام وتصفيف الشعر وتحضير حقيبة المدرسة ووضع الفطور في الحقيبة وربط الحذاء وكل شيء ظناً منها أنها بذلك تعمل على توفير وقته ومجهوده للدراسة، لكن بهذه الطريقة يتم تحويل الطفل من شخصية مستقلة واثقة بنفسها إلى شخصية اعتمادية لن تثق بالقيام بأي خطوة دون مساعدة من الأم والأب، لذا لابد أن يرتدي الطفل ملابسه بنفسه، ويحضر حقيبته، ويضع أدواته بل يقوم في بعض الأحيان بتحضير طعامه وتنظيف الأدوات التي يستخدمها بعد الطعام لكن تأكدي أنك تراقبيه وهو يقوم بذلك حتى لا يتعرض للإيذاء.
عدم إجبار الطفل على أن يكون مثالياً
لا أحد في الحياة مثالي، وأكرر لا يوجد أي شخص مثالي في الحياة، لذا دفع الطفل لكي يكون المثال الكامل في كل شيء يحطم الكثير من شخصيته وحريته، عليه أن يعرف أن كل إنسان له بعض المميزات والعيوب وهناك عيوب عليه أن يتقبلها ويعمل على تحسينها، أما المهارات عليه أن يسعى جاهداً للاستفادة منها وليس ليكون هو الأفضل في كل شيء، دفع الطفل إلى خانة المثالية يجعله غير قادر على التعامل مع أي من خيبات الأمل التي سوف يمر بها، والحياة ممتلئة بالكثير من المواقف المرتبطة بعدم تحقيق ما نريد.
عدم المبالغة في مدح الطفل
أحياناً يأتي الطفل للأب أو الأم ويقدم رسمة قام بها، يحاول كل منهم أن يحفزه قائلاً “أنت أفضل فنان في العالم”
لكن هذا ليس صحيحاً، مدح الطفل شيء جميل والثناء عليه وتشجيعه شيء أجمل لكن المبالغة والمجاملة لن
تعطيه ثقة في ذاته لأنه يستطيع التفريق بذكاء بين المبالغة العابرة أو الاهتمام الصادق، لذا في حالة مثل هذه
من الممكن أن تقول أن الرسمة أعجبتك خاصة لأن هناك تفاصيل مميزة مثل اختيار الألوان أو الإتقان.
لا تعقد المقارنات بين الأطفال
القاعدة الأهم، لا تقارن بين أبنائك وتقول أنك طفل سيء على عكس أخوك فهو طفل جيد، لا تقل كنت مثل أخاك،
ولا تعقد المقارنة بين طفلك وبين أطفال الآخرين، لو كان هناك بعض المشكلات التي يجب معالجتها في الطفل
لا تقل له لا تكن شقياً وكن هادئاً أخيك، لكن كن هادئاً لأن بعض الأمور التي تقوم بها سوف تسبب لك الأذى
ومن الممكن أن تؤذي الآخرين.
أقرأ أيضاً: مسئولية تنظيف المنزل