منوعات

طفلك وإدمان الموبايل..وأخطر ما يتعرض له

يومياً تنشأ الخلافات في كل منزل من أجل حصول الأطفال على ساعات أكثر يستخدمون فيها الهواتف الذكية. وكأن هناك حالة من إدمان الموبايل تجتاح كل بيت من بيوت العالم. لكن المشكلة أن الأمهات والآباء يستسلمون في النهاية ويتركون أطفالهم لعالمهم الخاص وراء الشاشات. وهنا لا أحد يدري حقاً ما الذي يتعرض له الطفل وما الذي يحدث لصحته النفسية وحالته العقلية. 

كيف نحدد حالة إدمان الموبايل لدى الأطفال؟

يميل الكثير من الباحثين إلى القول أن قضاء الأطفال لساعات طويلة أمام شاشات الهاتف لا يعني أنهم يعانون من إدمان الموبايل. لكن من الممكن تحديد حالة الإدمان بالنتائج المترتبة على الاستخدام. مثلاً هل يؤثر ذلك على أداء الأطفال للواجبات المدرسية؟ هل يحصلون على درجات منخفضة؟ هل لديهم مشكلة في التعامل مع أصدقائهم أو مشاكل اجتماعية من نوع آخر؟. إذاً الإجابة على هذه الأسئلة تحدد بدرجة كبيرة ما إذا كان الطفل يعاني من حالة إدمان الموبايل أو لا.. على جانب آخر فإن عدم ظهور مؤشرات الإدمان على الأطفال لا يعني أن يتم تركهم لعالم الشاشات المحمولة بمفردهم. لابد لنا من التدخل لمنع المخاطر التي يتعرضون لها.

قبل إدمان الموبايل..أهم المشكلات التي يتعرض لها الطفل

إدمان الموبايل

كم ساعة يقضيها طفلك أمام الموبايل؟ ما هي الأنشطة التي يقوم بها؟ والسؤال الأهم هو كم ساعة يقضيها الأم والأب أما الشاشات الذكية مبتعدين عن أطفالهم؟. إذاً أثناء القيام بتحديد الإجابة على هذا الأمر هيا بنا نتعرف على مخاطر استخدام الموبايل بشكل مفرط، ربما يساعدك ذلك على خلق إجابات بديلة.

الإصابة بالأورام

ليس بالضرورة أن يصاب الطفل لا قدر الله بالأورام إذا ظل وقتاً طويلاً أمام الموبايل. الأمر لا يسير بهذا الشكل. لكن هناك دراسات وجدت أن هناك علاقة بين الإفراط في استخدام الشاشات الذكية وبين إصابة بعض الأطفال بالأورام المختلفة. حتى الآن الأدلة قليلة حول أثر إشعاع الهاتف المحمول في ظهور الأورام. لكن هذا يجعلنا نقلل استخدام الموبايل بدرجة كبيرة.

مواجهة العديد من المشاكل الدراسية

عندما يكون الهاتف المحمول في يد الأطفال فمن الصعب أن نطلب منهم التفكير في المذاكرة أو الدراسة. لديهم الكثير من المغريات. الألعاب المختلفة. والحديث مع الأصدقاء، فضلاً عن الكثير من تطبيقات الفيديو التي تجعلهم مشاهير ولديهم الكثير من المعجبين. كل هذه الأمور لن تجعل الطفل مهتماً بالعملية الدراسية من الأساس. لذا الإجابة على سؤال ما الذي يفعله طفلك أما الهاتف سوف يخبرك عن ادائه الدراسي.

التعرض لمحتوى غير أخلاقي

لا يمكن إحكام السيطرة والمراقبة طوال الوقت على الأطفال. خاصة في الأوقات التي يستخدمون فيها الهاتف خارج المنزل. لذلك فرصة التعرض لأي من المحتويات غير الأخلاقية مرتفعة إلى حد كبير. ولا نريد زيادة حالة الرعب هنا. لكن حالياً تحاول العديد من المنصات تعريض الأطفال لهذا المحتوى بشكل مقصود. لذلك لا يمكن ترك الأطفال للشاشات دون معرفة كل تفصيلة تمر عليهم.

التأثير على نشاط الدماغ

من المعروف أن شاشات الهواتف أو اللاب توب أو التابلت تقوم بإصدار موجات كهرومغناطيسية. وبالرغم أن الأمر ما زال تحت الدراسة إلا أن هناك الكثير من التكهنات التي تقول أن هذه الموجات لها تأثير خطير للغاية على نشاط المخ.

التأثير على حالة الجسم الصحية

إذا حصل الأطفال على الهاتف فإن القيام بأي نشاط آخر يبدو مستحيلاً. ولو نظرنا حولنا سوف نجد أن الأنشطة الحركية التي يقوم بها الأطفال صارت قليلة للغاية وكل اهتمامهم صار منصباً على ألعاب الفيديو والموبايل. الحركة المحدودة للأطفال تؤثر بشكل قاطع على حالتهم الصحية وتؤدي إلى الكثير من المشكلات. وأهم مشكلة يواجهونها هي المشاكل المتعلقة بالعمود الفقري والسمنة وهي ناتجة عن ثبات الجسم لوقت طويل وعدم بذل مجهود يؤدي إلى حرق الدهون الزائدة.

إدمان الموبايل حياة اجتماعية مختلفة لأطفالنا

لا شك أن الأطفال يمرون بتجربة اجتماعية مختلفة تماماً عن الأجيال السابقة. إن حياتهم متعلقة بقدر كبير بالتواصل الاجتماعي على الإنترنت. كما أن الوقت الحالي جعل كل الأنشطة الترفيهية والتعليمية مرتبطة بالهواتف الذكية. لذلك ليس علينا توقع أنهم يمرون بطفولة اعتيادية. لكنهم يمرون بمصطلح يطلق عليه الخبراء مسمى “الطفولة المغايرة”.

ويقول الخبراء أن الأطفال في عالمنا صاروا بعيدين عن الواقع بشكل كبير. لأنهم يتعاملون معه بشكل جزئي أما حياتهم الحقيقية فهم يقضونها من خلال العالم الافتراضي على الإنترنت. وصار من الصعب على الأطفال والمراهقين أن يتركوا منازلهم من أجل التواصل مع العالم الحقيقي.

والمشكلة الحقيقة هي أن فصل الأطفال عن هواتفهم المحمولة صار شيء من قبيل المستحيل. إنهم متعلقون بالإشعارات التي تتجدد كل وقت ويمرون بما يطلق عليه “الخوف من الفقد” أي أن يمر عليهم أي تحديث دون أن يروه وهذا الأمر يفصلهم عن واقعهم الاجتماعي بشكل أكبر. وخطورة هذا الأمر إلى أنه يدفع إلى الإدمان الحقيقي.

من ناحية أخرى فإن أكبر المشاكل الاجتماعية التي يواجهها الأطفال نتيجة إدمان الموبايل هي مشكلة المقارنة والشعور بالرغبة في الشهرة. الأطفال يضعون صورهم ويشاركون حياتهم على وسائل التواصل من أجل الحصول على المزيد من الإعجاب. لكن عندما لا يحصلون على النتيجة المرغوبة فإنهم يشعرون بوجود نقص ما لديهم. قد يتعلق الشعور بالنقص بالشكل أو الحالة الاجتماعية وهذا يضعهم محل المقارنة مع زملائهم.

وخلال العديد من الدراسات وجد أن هناك الكثير من المراهقين وخاصة الفتيات يسعون لاستخدام أي من أدوات التجميل حتى يحصلون على صورة جمالية مثالية تساعدهم على الحصول على الكثير من الإعجاب على غرار الفتيات الأخريات.

إذاً هذا الجهاز الصغير في المنزل ربما يحتاج منا الكثير من الوقت لكي ندرك ما الذي يفعله بأطفالنا. ومهما كانت أهميته فإن هذا لا يعتبر سبباً من أجل أن نتركه لأطفالنا دون أن نعرف تأثيره الحقيقي عليهم وعلى حالتهم الجسدية والنفسية.

اقرأي أيضا: مع الشخصية الانطوائية للطفل.. طرق لن تنجح أبداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى