بنتي والبلوغ المبكر..هل له خطورة؟ وازي افهمها؟
“بنتي بلغت في سن مبكرة للغاية وأشعر بالارتباك حول الأمر”.. هذه جملة مشتركة بين الأمهات اللاتي اختبرن مع فتياتهن تجربة البلوغ المبكر. فربما لم يكن على استعداد كافي، وربما الطفلة نفسها قد تشعر بالاستغراب. لكن في النهاية قد يكون الأمر بسيطاً للغاية لو أدركنا أبعاده تماماً.
البلوغ بشكل عام
البلوغ هو حالة من التطور الجسدي والعاطفي للأطفال تؤهلهم لمرحلة الشباب. وهي لدى الفتيات تبدأ من عمر العاشرة تقريباً بينما عند الشباب فهي تبدأ في الحادية عشر.
ما هو البلوغ المبكر؟
البلوغ المبكر هو الحالة التي يبدأ فيها جسم الفتاة في التغير والتطور لكن بفترة مبكرة عن الوقت العادي. حيث من الممكن أن تمر الفتاة بتطورات فسيولوجية قبل سن الثامنة. ومنذ هذا الحين تبدأ مظاهر النمو على الجسم في العديد من النواحي. لكن في كل الأحوال فإن هذه الحالة لا تعتبر من الحالات الشائعة بين الأطفال.
أعراض البلوغ المبكر عند الفتيات
كيف اعرف أن بنتي لديها أعراض البلوغ المبكر؟ في الحقيقة إجابة هذا السؤال لا تختلف عن الإجابة حول أعراض البلوغ بشكل عام. لكن الفرق الوحيد هو في التوقيت، حيث تظهر الأعراض قبل أن تتم الفتاة عامها السادس وتظهر فيما يلي:-
- زيادة حجم الثدي.
- ظهور شعر تحت الأبط أو العانة.
- رائحة الجسم تتغير.
- زيادة في الطول.
ملاحظة
هذه الأعراض لا تشمل حدوث الدورة الشهرية. حيث أنها تبدأ بعد ظهورها بحوالي عامين. وبشكل عام فإن الدورة تحتاج إلى عامين بعد أن يبدأ حجم الثدي في الزيادة لكي تحدث في طور البلوغ العادي.
ما هي أنواع البلوغ المبكر عند البنات؟
يتم تقسيم البلوغ المبكر إلى نوعين وهما:-
البلوغ المبكر المركزي
وهو النوع الأكثر شيوعاً، وهو يشبه البلوغ العادي تماماً لكن في وقت مبكر. وفيه تقوم الغدة النخامية بإفراز هرمونات تحفز المبيض على إنتاج المزيد من الهرمونات وبالتالي تظهر أعراض مثل زيادة حجم الثدي.
البلوغ المبكر الكاذب
وهذا النوع هو الأقل شيوعاً، وفيه لا يكون هناك دخل للغدة النخامية أو المخ بإفراز الهرمونات. لكن يحدث تنشيط لهرمونات مثل الأستروجين والتستوستيرون نتيجة وجود خلل في المبيض أو الغدة الكظرية.
لماذا يحدث البلوغ المبكر؟
قد يتساءل البعض حول أسباب حدوث البلوغ المبكر، وهي الأمر مرتبط بمشكلات مرضية أم أنه يعتبر من الأمور العادية. لكن في الحقيقة لا يوجد حتى الآن أسباب محددة لهذا الأمر. لكن في أحيان قليلة جداً يكون مرتبطا بمشاكل مرضية ومنها:-
- الأورام، ولكنها غالباً ما تكون حميدة.
- إصابة الدماغ نتيجة الاصطدام أو التهاب الرأس.
كيف اتحدث مع بنتي عن البلوغ المبكر؟
هنا تواجه الأمهات مشكلة كبيرة وتقول “بنتي صغيرة جداً على استيعاب هذا الأمر”..لكن في الحقيقة الأطفال يستيطعون التعامل مع الكثير من المعضلات إذا وجهنا تفكيرهم بطريقة صحيحة. لذلك إذا كنت تشعرين بالحيرة فدعينا نساعدك ونفكر سوياً كيف يمكن أن نساعد الفتاة على فهمه:-
- لا تتحدثي عن الأمر بإحراج أو بخجل، لأن الشعور بالإحراج أو أن هناك شيء غير طبيعي نتحدث عنه سوف يصل لطفلتك. لذلك سوف تشعر بعدم الراحة، وبالتالي سوف تشعر أن ما يحدث لها يشوبه العار وغير طبيعي.
- تحدثي بشكل واضح وعلمي. فأول شيء هو تسمية الأعضاء التناسلية بأسمائها، حتى تعرف طفلتك أن جسدها لا يوجد به ما يستحق الخجل منه. بعد ذلك اشرحي لها ببساطة أن الجسم يبدأ في النمو والانتقال لمرحلة أخرى. هذه المرحلة تحدث فيها العديد من التغيرات الطبيعية جدا والتي تحدث لكل الفتيات لكي تخبرهم أنهم آنسات جميلات.
- تحدثي حول الأمر في المواقف اليومية لكي تكسري الجليد وتشجعي الفتاة على أن تشارك أفكارها معك.
- من الأفضل أن تبدأي أنت الحديث لأن الأطفال يتعرضون لهذا الأمر سواء في المدرسة أو التلفزيون.
- جهزي مجموعة من الكتب والمصادر الموثوقة لكي تتعرف ابنتك على هذا الأمر بشكل مفتوح وعلمي ولا تشعر أن هناك سر كبير يجب أن يخفى عنه.
- أكدي دائماً على أن ما يحدث في جسمها طبيعي جداً ويحدث لكل الفتيات لكنه يختلف في التوقيت من فتاة لفتاة.
- لا تنسي الحديث أن هذه المرحلة تقتضي الاهتمام بالنظافة الشخصية لأنها لم تصبح في طور الطفولة.
- قد يؤثر شعور الطفلة بأنها بلغت قبل الآخرين عليها بشكل سلبي. لذلك عليك أن تقدمي لها الدعم وتكوني بجانبها في العديد من المواقف. سوف تحتاج إلى الكثير من التعليقات الإيجابية حول مظهرها بالإضافة إلى تجشعيها عند القيام بالأمور الجيدة.
اقرأي أيضا: أكثر الاضطرابات السلوكية شيوعاً لدى الأطفال
ما هو تأثير البلوغ المبكر على الأطفال؟
قد يؤدي البلوغ المبكر إلى بعض التأثيرات المختلفة على طفلتك. لذلك تقديم العناية النفسية والطبية أمر هام للغاية في هذا الوقت. وبعض الجوانب المؤثرة على الأطفال تشمل ما يلي:-
- شعور الفتاة بالإحراج بشأن زيادة حجم الثدي أو حدوث الدورة الشهرية، وقد يزيد الارتباك في حالة معرفتها بأن صديقاتها لم يمرن بهذا الأمر.
- تغيير في السلوك والعواطف وقد تصبح الفتاة أكثر انفعالا.
- قد تبدأ الطفلة في الشعور بالسوء أو الاختلاف أو تسمع بعض التعليقات من الزميلات. وهذا الأمر قد يؤدي إلى إهمال الدراسة أو عدم التركيز. لذلك من المهم أن تكوني على دراية بحالة طفلتك ومن الممكن الاستعانة بطبيب متخصص لمساعدتها على اجتياز هذه الفترة.