من أجل الاستقرار النفسي بعد الولادة..قومي بفعل هذه الأشياء
الاستقرار النفسي بعد الولادة .. تعتبر فترة الحمل وما بعد الولادة من أكثر الفترات الدقيقة التي تمر بها المرأة وتحتاج إلى الكثير من الأمور لدعم استقرارها النفسي، وفي بعض الأحيان يظن الناس أن هذه الفترة هي فترة الرعاية الجسدية فقط، والاهتمام بالناحية الصحية لكل من الأم والجنين، لكن ما لا يعرفه كل الناس أن هذه الفترة أكثر شيء تحتاج المرأة من المحيطين بها أن يزودوها به هو الدعم النفسي.
لماذا تحتاج المرأة إلى الدعم النفسي بعد الولادة؟
لا شك أن الحصول على مولود جديد هو من أجمل الأشياء التي تحصل لكل امرأة على وجه الأرض، لكن الحصول على طفل لا يعني أنه سوف ينمو من تلقاء نفسه، أو أن الحياة سوف تسير بالنمط المعتاد.
في واحدة من الروايات العالمية “حب وطعام وصلاة” قالت صديقة البطلة لها أن الحصول على طفل أشبه بالحصول على وشم على الخد لابد أن تتأكدي أنك تريدين ذلك تماما”. وهذا هو ما يحدث للأم أنه التغيير.
التغيير المرتبط بالشكل وطريقة الحياة هو جزء من القلق الذي يصيب المرأة بعد الولادة، ليس ذلك فقط، كل الأمور التي ترتبط بالطفل، مثل حالته الصحية، تقديم الرعاية له في كل الأمور، معرفة أي من التغيرات التي سوف تطرأ عليه وينبغي التدخل، فضلاً عن المصادر المادية التي من خلالها يتم توفير كل الاحتياجات الخاصة بالطفل. كل هذه الأمور تضغط على عقل المرأة، وتضعها في الكثير من التساؤلات والشعور بالقلق، لذا نجد أن كثير من الأمهات قد تتعرض لمشاكل نفسية كثيرة في هذه الفترة، ومن الممكن أن تؤدي هذه المشاكل إلى الاكتئاب أو الاضطرابات والقلق.
تقرير منظمة الصحة العالمية حول الحالة الصحية للمرأة بعد الولادة
وقد نشرت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 10% من السيدات الحوامل و13 % من السيدات بعد الولادة يعانين من العديد من المشاكل النفسية التي تتمحور حول الاكتئاب والقلق، والنسبة في الدول النامية تكون أعلى حيث تصل إلى 15.6% في فترة الحمل و19.8% بعد الولادة. وتقول المنظمة أنه في هذه الفترة لا تستطيع الأم أن تتعامل مع الكثير من الأمور بشكل جيد وذلك يؤثر على نمو الطفل بشكل سلبي للغاية.
ما هي وسائل تقديم الدعم النفسي للمرأة بعد الولادة؟
بعد الولادة توجد الكثير من الاضطرابات التي تعاني منها الكثير من النساء ومن أعراضها نذكر التالي:-
- الشعور بالعصبية عند التعرض لأتفه المواقف ومن الممكن أن تشعر الأم بالغضب من طفلها الرضيع.
- عدم القدرة على النوم، وبالرغم أن كل الأمهات في هذه المرحلة تتمنى بعض الساعات من النوم المتواصل، إلا أن الأم المصابة باضطرابات ما بعد الولادة قد تواجه الكثير من الصعوبات في النوم حتى في وقت نوم الطفل أو مع وجود شخص آخر يرعاه.
- الشعر بالتعب بشكل كبير، والتعب والإرهاق من الأمور الطبيعية بعد الحمل، لكن مع الاكتئاب يكون الشعور مضاعفاً.
- عدم الرغبة في تناول الطعام، وفقدان الشهية بدرجة كبيرة.
- فقد الشغف والحماس تجاه الكثير من الأشياء، لأن في الطبيعي تتطلع الأم إلى الولادة لكي تمارس بعض الأمور التي كانت توقفت عنها بسبب الحمل، مثل الخروج أو الرياضة أو العمل، لكن مع وجود الاكتئاب تفقد المرأة شغفها ناحية الأشياء التي تحبها، كذلك هذا الشغف فيما يتعلق بالناحية الجنسية إلى حد كبير.
ما هي وسائل دعم الحالة النفسية للمرأة بعد الولادة؟
إذاً تعرفنا على المشكلة التي تعاني منها العديد من السيدات في فترة ما بعد الولادة، ويأتي هنا السؤال المهم وهو هل من الممكن أن تساعد المرأة نفسها ويساعدها من حولها لكي تتخطى هذه الفترة العصيبة، بالطبع نعم ..لكن علينا هنا أن نوضح أمراً مهماً أن بعض حالات الاكتئاب تصنف على أنها حالة عابرة من الممكن حلها بالطرق التي سوف نقوم بذكرها، لكن هذا لا يمنع أن هناك الكثير من السيدات يعانون من الاكتئاب المرضي الحاد أو المزمن، لذا من المهم الحصول على الرعاية الطبية والاستشارة المتخصصة لتصنيف نوع الاضطراب الذي تمرين به، أم بالنسبة للاكتئاب العابر فهناك بعض الخطوات المهمة
عبري عن كل المشاعر التي تشعرين بها
في هذه الفترة من المهم أن يكون لديك أشخاص لكي تتحدثي إليهم عن كل المشاعر التي تدور بداخلك، لا تخافي من الإفصاح عن الشعور بالحيرة أو الخوف أو أي شيء يتعلق بمشاعرك تجاه الطفل، الكثير من النساء مروا بالأمور التي تمرين بها، ومن الأفضل أن تتحدثي إلى بعض المتخصصين، ولا تخافي من طلب الاستشارة النفسية، إنها ليست وصمة عار بل هي طريقة صحيحة تماماً لكي تتفهمي حقيقة المشاعر التي تمرين بها.
لا تقومي بالكثير من المهام الكبيرة
كثير من الأمهات يضعن خطط كبيرة لما بعد الولادة، خططا مثل تحقيق إنجاز معين متعلق بالعمل، أو خطة لخسارة الوزن والعودة إلى الوزن السابق، والكثير من الطموحات، هذا شيء جميل للغاية، لكن عدم تحقيق ذلك يكون له جوانب نفسية سيئة، لذا لا تضعي لنفسك أهداف كبيرة يصعب تحقيقها في هذه الفترة، بل خطوات بسيطة في سبيل الأمور التي تحبينها حتى تتناسب مع طبيعة هذه الفترة.
قومي بتكوين فريق الدعم الخاص بك
الحصول على دعم الآخرين من أكثر الأمور التي تحتاجها المرأة في هذه المرحلة، لذا ضعي قائمة بالأشخاص الذين سوف يساعدونك في الكثير من الأمور وكل شخص يكون به تخصص معين، مثل الحصول على استشارة فيما يخص الطعام المناسب للطفل أو أفضل المنتجات التي من الممكن أن تحصلي عليها ، شخص يكون هو الداعم النفسي في وقت احتياج التعبير عن الغضب أو الحزن، كذلك من الممكن أن تكوني عضوة في أي من فرق الدعم النفسي للمرأة الحامل، أو المجموعات التي تقدم خدمات نفسية في هذه المرحلة مثل مجموعات اليوجا.
الراحة والتغذية
هما عوامل مهمة في تلك الفترة، لذا لو وجدت فرصة مناسبة للتخلص من المهام والحصول على الراحة فلا تفوتي ذلك أبداً، ولابد من أن تضعي الأغذية الصحية في حسبانك لأنها سوف تساعدك كثيراً على الحصول على النشاط الذي تتطلبه هذه المرحلة الدقيق.