منوعات

كيف نستخدم الألوان في تحسين سلوك الطفل؟

تحسين سلوك الطفل . . هل تفكرين عندما تختارين أي شيء لأولادك في تأثير لونه عليهم؟ الكثير من الأمهات لا يفعلون ذلك، لأننا في الأغلب لا نعرف أن الألوان لها قوة سحرية تؤثر على الكثير من الأشياء وخاصة على سلوك الأطفال ومشاعرهم.

وعندما نتحدث عن القوة السحرية للألوان فهذا ليس إيماناً بالخرافات لكن الألوان تعتبر جزء من الطيف المغناطيسي في الطبيعة لذا فإن تأثيره على البشر بشكل عام موجود وله دور لا يمكن إغفاله. ولو نظرنا إلى قصص الأطفال أو الحكايات التي توارثتها الأجيال سوف نجد أن الألوان كان لها دور أساسي في الحكاية، وهناك الكثير من القصص التي ميزت بعناوينها التي تضم لون من الألوان مثل “ذات الرداء الأحمر”..إذاً الفطرة الإنسانية نفسها تذهب دائماً إلى تجسيد الشيء عن طريق ألوانه لأن ذلك له تأثيره في نفس المتلقي.

تحسين سلوك الطفل

وخارج عالم القصص والألوان فإن الطفل يتعامل مع عناصر مختلفة مثل الغرفة الخاصة به، الملابس التي يقوم بارتدائها أو الأدوات المختلفة التي يختارها، كل هذه الأمور مفعمة بالألوان ولها تأثير كبير على الطفل.

كيف يتفاعل الطفل مع الألوان؟

تفاعل الطفل مع الألوان
تفاعل الطفل مع الألوان

إن تفاعل الطفل مع الألوان المحيطة به يحدث نتيجة الكثير من العوامل ومنها عوامل نفسية وعوامل جسدية، فمثلاً تفاعل الأطفال الجسدي مع الألوان يحدث عندما يصل الضوء إلى منطقة “المهاد” وهي منطقة في المخ تتحكم في المراكز العصبية ولها تأثير كبير على عملية التنفس وضربات القلب، لذا فعلى حسب الطول الموجي للون الذي يدخل إلى عقل الطفل نجد الاستجابة تختلف من لون إلى آخر، لذا في بعض الأحيان نجد أن الطفل أبدى استجابة سريعة للحصول على لعبة دون الأخرى، وهذا بسبب أن المراكز العصبية بدأت في التفاعل مع اللون الذي له طول موجي أكثر من الآخر.

ودليل آخر على أن الألوان تؤثر جسدياً على الطفل أن العلاج الذي يعمل على علاج مرض الصفراء يعتمد بشكل كبير على وجود الطفل في الضوء الأزرق والابتعاد عن الضوء الأصفر وهي حالة معروفة وشائعة إلى درجة كبيرة.

تأثير الألوان على سلوك الأطفال المعرفي والتعليمي

من خلال مجموعة من الأبحاث التي أجريت بين عامي 1993 و 2003 حاول العلماء أن يجدوا ارتباطاً بين سلوك الأطفال في البيئة التعليمية وبين الألوان التي يتعرضون لها، وقد وجد أن الأطفال الذين لديهم قدرة أقل على تمييز الألوان فهم يبدون استجابة سلوكية وتعليمية من الأطفال الآخرين، وقد وجد أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم وعدم الانتباه لديهم تشوه في عملية تمييز وكان العلاج هو تغيير البيئة اللونية التي يتواجد داخلها الأطفال لتغيير استجابتهم.

ومن خلال واحدة من التجارب تم رصد سلوكيات عدوانية من مجموعة من الأطفال في عمر الثامنة ويعانون من صعوبات في التعلم، وبالتالي بدأ تغيير البيئة اللونية التي يتواجدون بها من غرف مضاءة باللون الأبيض مع جدران وسجاد وأرفف باللون البرتقالي والأصفر إلى بيئة تعتمد على الإضاءة الفلورسنت كاملة الطيف مع أرفف وجدران ما بين اللون الأزرق والبني، وقد أدى الأطفال استجابات عكسية وانخفض السلوك العدواني لديهم ومن خلال قياس نسبة ضغط الدم عند الأطفال وجد أنها بدأت في الانخفاض عن المعدل المرتفع الذي كانت عليه أثناء التواجد في البيئة اللونية الأولى.

تحسين سلوك الطفل وما هي تاثيرات الألوان المختلفة؟

إذا عرفنا الآن كيف أن الألوان تؤثر بشكل عام على سلوك الأطفال وعلى حالتهم النفسية، وقبل أن نتعرف على كيفية استخدام الألوان لتحسين الحالة النفسية للأطفال لابد أن ندرك في البداية ما هي التأثيرات التي يحققها كل لون من الألوان كالتالي:-

اللون الأزرق

يعتبر اللون الأزرق من الألوان الباردة وهي تساعد على تحقيق بيئة مناسبة لكل العمليات الإبداعية، فضلاً عن ذلك فهو يساعد في تقليل الضغط العصبي لأنه يقلل من معدل ضغط الدم، يعمل اللون الأزرق أيضاً على الشعور بالهدوء والراحة ويقلل من التوتر أن الإحساس بالعداونية والعنف، ومن تأثيرات اللون الأزرق أيضاً أنه يعمل على تقليل الشهية أو بالأصح التقليل من حالة الشراهة لتناول الطعام التي من الممكن أن يكون الطفل عليها.

اللون الأحمر

أما اللون الأحمر فهو من المعروف أنه لون مختص بالمشاعر القوية والحب والشغف وهو من الألوان التي لها تأثير قوي للغاية، وفي كثير من الأحوال يفضل استخدام اللون الأحمر في المدارس لأنه يساعد على توجيه المهام للأطفال وتنشيط ذهنهم للاستجابة للقيام بها.

وتأثير اللون الأحمر يتضح في أنه يعمل على زيادة معدل ضربات القلب مما يحفز كل مراكز اليقظة والنشاط لدى الطفل كما أنه له تأثير إيجابي كبير على القدرات الرياضية، لكن بالرغم من ذلك فإن زيادة نسبة تعرض الأطفال للون الأحمر من الممكن أن تزيد من ميولهم العدوانية، لأنه كما قلنا لون نشط ومحفز بدرجة كبيرة على زيادة النشاط والحركة وقد يستغل الطفل هذا في التصرفات العدوانية أو السلوك العنيف بشكل كبير.

اللون الأصفر

بالنسبة للطفل فإن اللون الأصفر هو لون الشمس، وهو من الألوان المحفزة على الإبداع بدرجة كبيرة وهو يفضل أن يستخدم في غرف الأطفال أو غرف الدراسة لكن بدرجة معينة، لأن الإفراط في هذا اللون من الممكن أن يسبب شعور بالضغط لدى الطفل ومن الممكن أن يؤدي إلى وجود شعور بالإحباط والغضب لفترات طويلة.

اللون الأخضر

اللون الأخضر
اللون الأخضر

من أفضل الألوان التي تحقق التوازن النفسي للأطفال، وهو يلعب دور هام في زيادة نسبة التركيز عند الطفل، كما أنه يوفر بيئة هادئة وصحية للنمو بشكل طبيعي ويقلل من عوامل القلق والضغط وهو بدرجة كبيرة مرتبط بالصحة الجيدة والشعور بالهدوء والرفاهية.

اللون الوردي

اللون الوردي هو من الألوان التي تحمل صفات أنثوية بدرجة كبيرة، لكنه في كل الأحوال لون هادئ قادر على أن يقوم بتهدئة ضربات القلب ويقلل من الضغط، وهو لون قادر على إثارة التعاطف بدرجة كبيرة، لكن لا ينصح بالتعرض لهذا اللون لفترات طويلة حيث أنه من الممكن أن يؤدي إلى القلق.

إقرأ:إليك معلومات مهمة عن ضعف لبن الأم

اللون البنفسجي

يعتبر اللون البنفسجي من الألوان المثالية للغاية للأطفال، فهو من الألوان التي تفتح مجالاً واسعاً للخيال وهو يجذب الانتباه بدرجة كبيرة، وهو من الألوان التي تساعد على تحفيز الإبداع وفي نفس الوقت تخفف من القلق والتوتر.

كيف نوظف الألوان لكي نؤثر على الأطفال بصورة جيدة؟

إذاً تعرفنا على تأثير بعض الألوان على الأطفال، ولو لاحظنا فإن هناك بعض الألوان التي تحمل تأثيرات إيجابية في بعض الأحوال وسلبية في أحوال أخرى ومنها اللون الأحمر، لذا فإن عملية توظيف اللون بشكل صحيح عملية مهمة للغاية، وفيما يلي سوف نقدم بعض الاقتراحات المتعلقة بتوظيف الألوان الخاصة بالأطفال.

عند استخدام اللون الأزرق فمن الأفضل أن يكون داخل المساحات المخصصة للنوم والاسترخاء وخاصة إذا كان الطفل يعاني من الأرق لذا فإن ألوان مثل الأخضر أو الأزرق سوف تكون ملائمة تماماً.

  • عند استخدام اللون الأزرق فمن الأفضل أن يكون داخل المساحات المخصصة للنوم والاسترخاء وخاصة إذا كان الطفل يعاني من الأرق لذا فإن ألوان مثل الأخضر أو الأزرق سوف تكون ملائمة تماماً.
  • يفيد أيضاً استخدام الأزرق والأخضر في اختيار ملابس الأطفال في وقت الحرارة الشديدة لأنها تعمل على تبريد الجسم.
  • أما بالنسبة للون الأصفر فمن الأفضل استخدامه في الأركان المخصصة للدراسة فقط ولا يكون هو اللون الغالب على غرفة الطفل، ومن الممكن استخدام أدوات الطعام الخاصة بها بألوان تتنوع ما بين الأصفر والبرتقالي.
  • من المهم أن لا تستخدم الألوان الداكنة في طلاء جدران غرف الأطفال والألوان الفاتحة هي الأفضل في كل وقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى