منوعات

مامي على السوشيال ميديا

مامي على السوشيال ميديا .. كونك أم في الحقيقة تقوم بمسئوليتها على أكمل وجه لن يعفيك أن تكوني “مامي” على السوشيال ميديا، هذا العالم له قواعده وأصوله ولابد أن تقدمي نفسك بأبهى الصور حتى يتم قبولك كأم متفانية أو أم خارقة..هل تعرفين كم الضغط الذي تتعرضين إليه؟ أو بالأحرى فإن مجتمع السوشيال ميديا هو مجتمع يؤثر على الأمهات بصورة سلبية ويؤدي بهم إلى مواجهة الكثير من الضغوط التي قد لا تضطرهم لها الحياة الواقعية..لذا دعوناً نفتح هذا الملف سوياً ونعرف ما الذي تفعله السوشيال ميديا بالأمهات.

مامي على السوشيال ميديا وأوقات كتير بتمر

هذا ما يحدث لك عندما تقضين الوقت على السوشيال ميديا

عندما تكون يدك على الـ Scroll لا تتخيلي أن الوضع السيطرة، أو أنك انتهيت من التصفح وأنت لم ينقص منك شيئاً، قد تكوني شاهدتي الكثير من الصور والأحداث والكلمات ومن ثم شعرت بالسعادة لكن مع الوقت سوف يتحول ذلك إلى التالي:-

هل كل صور السوشيال ميديا حقيقة؟

المقارنة الشديدة مع الآخرين

في العديد من الأبحاث الاجتماعية وجدوا أن الناس يميلون إلى نشر الأحداث الإيجابية في حياتهم بشكل يدل على الكمال ونادراً ما يشارك أحدهم الجوانب الناقصة في حياته، لذا نجد أن الصورة على السوشيال ميديا دائماً براقة، والناس دائماً سعداء، أنت تشاهدين أمهات لديهم أولاد مثل أولادك لكنهم أكثر اعتناءاً بأنفسهم، هي امرأة ناجحة، مشتركة في كل الأنشطة، تسافر كثيراً، تشارك الهدايا التي يمنحها لها زوجها، تكتب عن أسرار نجاحها..لكن “لماذا حياتك ليست حياتها؟” هذا هو السؤال الذي سوف تخرجين به بعد أوقات من التصفح.

مامي على السوشيال ميديا

لكن الحقيقة أن الآف الصور البراقة ليست هي الحقيقة الكاملة، هذه الأم التي نشرت صورتها قد استعدت لها تماماً ثم اختارت واحدة من بين المئات لكي تظهر الجانب الإيجابي – بالطبع التعميم ليس صحيحاً- لكن ما نريد أن نقوله هنا أنه لا يوجد في الحياة شخص لا تنقصه شيء، أو لا يواجه المشاكل، وكل الأمهات تشترك في الواجبات نفسها والعقبات نفسها لكن اختيار مشاركة الجانب المشرق فقط لا يعني أنه عليك أن تشعري بالنقص في الحياة.

عفواً لقد نفذ الرصيد

السوشيال ميديا ليست عملاً اعتباطياً وعشوائياً، أنها منصات تراقب ما يطلق عليه سلوك المستهلك لكي تعرف ما هي السلع التي يحتاجها وتطرحها، لذا فأنت محاصرة بكل الأشياء التي تريدينها والتي لا تردينها، منتجات التجميل التي سوف تحولك إلى سندريلا وتقضي على الهالات السوداء والتجاعيد والسيلوليت وتقصف الشعر وتفتح الوجه وتقضي على الأحزان، في كل ثانية تظهر أمامك “موديل” معدلة آلاف المرات بالفوتوشوب لكن في النهاية سوف ترغبين أن تكوني صورة طبق الأصل منها. 

وماذا عن الأولاد، لماذا لا تطرح أمامك كل الأشياء التي تساعدك على أنت تكوني “مامي عصرية”، في اختيارك لكل الأشياء الخاصة بهم سواء هي ضرورية أم لا والنتيجة “سوف يقل رصيد الكارت الإئتماني الخاص بك إذا لم ينفذ بمجرد أن ترفعي الراية البيضاء لكل الأشياء المطروحة للبيع أمامك.

أنا أم مقصرة في حق أولادي

هل أنا أم مقصرة؟

أنت امرأة عاملة أولادك يذهبون إلى المدرسة وكل طفل مشترك في هواية أو رياضة محببة إليه لو قلت هذا لنفسك كل يوم قبل الذهاب إلى النوم فسوف تشعرين أنك قمت بواجبك على أكمل وجه، لكن مهلاً تصفحي الفيس بوك أو الإنستجرام قليلاً، أو قومي بمحادثة الأصدقاء سوف يجلدك الجميع على أنك سمحتى لأطفالك بممارسة رياضة واحدة، فلابد من بعد الانتهاء من دورة السباحة أن يطيروا إلى دورة كرة القدم ثم إلى الألعاب القتالية، ومن ثم تقومي بحجز دورات اللغة المختلفة وحاولي أن تضمني من بينها اللغة الهيروغليفية إذ أنها من الممكن أن تفيده في يوم من الأيام، ما هذا ما زال هناك أشياء كثيرة لكي، لابد من الاشتراك في الأنشطة المختلفة، يجب على الطفل أن يشارك في ماراثون ومسابقة علمية وأنشطة فنية ودورات سلوكية وكورس تحت عنوان “كيف تصنعي من طفلك بطلاً خارقاً حتى يستطيع الطيران”..هذا هو المجتمع الذي سوف يفرض نفسه عليك وسوف يعطيك شعور أن فعل الأشياء بطريقة صحيحة وفي وقتها الصحيح هو السبيل الوحيد لخلق أطفال أسوياء.

أين أطفالي

إذاً أنت الآن أم خارقة، أولادك خارقين ومنتشرين على كل صفحات السوشيال ميديا، لا يوجد نشاط إلا وهم جزء فيه، أنهم يذاكرون طول الوقت ويمارسون الهوايات المفيدة وبدأت أجنحة ذات قدرات سحرية تنبت في ظهورهم، لكن كم من الأوقات قضيتموها معاً، هل يشعر الأولاد بالسعادة حقاً؟ هل هذا ما تريدونه جميعاً؟ هل تعرف أي منهم على القيم الأساسية للحياة؟ إذا لم يكن هناك إجابات واضحة لهذه الأسئلة فلابد أن تتأكدي أنه ليس من المهم أن تبدو الصورة على السوشيال ميديا جميلة، لكن الأهم أن تكون الحياة نفسها جميلة وحقيقة.

مقالة مفيدة: هذا ما يجب أن تعرفيه عن الرضيع في الشهر الثالث

سوف أنشر فيديو أتحدث فيه عن مشاكل الأطفال

ثم تأتي أفكار شريرة إلى عقلك بعد يوم طويل، تفكرين في الكتابة أو تسجيل فيديو عن ما يفعله الأطفال بك، كل الأمهات تتذمر من الرضيع الذي لا ينام، من الأطفال الذين لا يلتزمون بواجباتهم، من البيت الذي يحتاج إلى ترتيب، لو ذهبنا إلى جروبات “الماميز” سوف نجد أن النقاش الساخن حول طفل أضاع قلمه أخذ أبعاداً كثيرة وصراعات ربما لم تشهدها منظمة الأمم المتحدة حول قضايا الحروب الأهلية أو الصراعات الدولية، ثم تبدأ أحزاب واستقطابات وفي النهاية ينام الطفل ناسياً ما قد حل بقلمه لكن “الماميز” لا تنام..لا تنام أبداً.

صدقيني مشاكل أطفالك ليست ظاهرة كونية، إن الأطفال يلعبون ويتعلمون ويطيعون الأوامر ثم يكسرونها منذ إنسان الكهف الأول، لو ذهبتي إلى كتب الأنثربولوجي سوف تجدي أن هناك الكثير من الشخبطات على جدران الكهف إذاً تلوين الأطفال لحائط الغرفة الخاصة بهم هو جين إنساني عميق متأصل من قديم الأزل لا يستدعي كل هذا الصراخ وكل الإشارات التي تقول أنكِ تواجهين ديناصورات لا يمكن السيطرة عليهم في البيت الصغير.

تدوين مشاكل الأطفال اليومية عل الإنترنت

هل أنسحب من السوشيال ميديا؟

عندما نتحدث عن التأثيرات السلبية للسوشيال ميديا فهذا لا يعني التخلص منها تماماً، لكن ما نتحدث عنه هنا هو التفاعل الواعي مع هذه المنصات ومعرفة كيف تسير الأمور عليها، وبالرغم من كل شيء إلا أنه لا يمكن إنكار أنها أصبحت وسيلة الصديقات للتواصل خلال اليوم المشحون، وأنها منصات تعرض الكثير من المعلومات المهمة حول الأطفال، كما أنها تعطي صورة في الكثير من الأحيان حقيقة عن ما يحدث في المجتمع وتقدم دور توعوي هام، إذاً التخلص من السوشيال ميديا ليس هو الحل المثالي، لكن الفكرة تكمن في معرفة كيف نتفاعل بطريقة صحيحة مع كل ما يتم طرحه إلينا سواء بصورة غير مقصودة أو مقصودة ومرتبة.

ولأن الحكايات عن السوشيال ميديا لن تنتهي، فهنا سوف نفتح باب الحكايات سوياً، نتمنى منكم مشاركتنا أحداثكم مع السوشيال ميديا، كيف تنظرون إلى المحتوى الذي تنشره كل أم من الأمهات، ما هي أكثر المنشورات التي تثير غضبك، وكيف تحكمين على الحديث الكاذب من الحقيقي، وما الذي تشعرين به بمجرد الانتهاء من التواصل عن هذا العالم.. ننتظر الحكايات لكي نتشاركها جميعاً على موقعنا وعلى صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي :) :).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + 14 =

زر الذهاب إلى الأعلى