كيف نساعد الأطفال على تقبل الطلاق بأقل ضرر نفسي؟
الانفصال تجربة قادرة على هز كيان الأسرة بكل فرد فيها. لكن في كثير من الأحوال يكون هو الطريق الوحيد لكي تهدأ جروح لن تندمل أبداً إذا ما استمرت الحياة الزوجية. لكن هل الأطفال قادرين على تفهم الطلاق أو التغيير الذي سوف يحدث بعده؟ ربما علينا إذا الكثير من الواجبات لكي نساعدهم على العبور من هذه المنطقة الرمادية بسلام.
كيف نؤهل الأطفال لفكرة الطلاق؟
بالطبع فكرة الطلاق أكبر من عقل وتصور الأطفال. دعونا نتخيل أنهم ينشأون في حياة لها تفاصيل يومية ومحددة وبيت يعيش فيه الأب والأم سوياً وفجأة يتغير كل شيء. هذا الأمر من الممكن أن يسبب لهم نوعاً من الاضطراب. لكن المشكلة أن الأطفال أصغر من التعبير عن أوجاعهم فتبدأ المشكلة تتجسد في تغيير سلوكهم نحو الحياة. وأحياناً لا يكون الاضطراب السلوكي في قدرة الطفل على إثارة المشاكل. لكن قد ينزوي الطفل ويفقد شعوره بالأمان. لذلك قبل هذا التغيير المفاجئ من المهم أن يفهم الأمر بشكل تدريجي. والنصائح التالية تساعدنا وتساعده على تخطي الأمر بأقل الخسائر.
متى وكيف نقول الحقيقة؟
الميعاد والطريقة التي نخبر بها الأطفال قرب حدوث الطلاق سوف يمهد لهم كثيراً. أولاً لا يجب أن يصحوا من نومهم ليجدوا أن الانفصال أصبح حقيقة واقعة. لذلك من المهم أن نتحدث معهم بفترة كافية حول أن هناك تغيير سوف يحدث ونؤهلهم للتعامل معه.
كذلك اختيار الوقت مهم للغاية. مثلاً لا يجب أن يكون ذلك في مناسبة خاصة أو إجازة من أجل الترفيه. لكن نستطيع أن نحدد قبلها بفترة وقت يكون فيه الجميع مجتمعين ويكون لديهم الكثير من الوقت لمناقشة الأمر. تخيلي معي أن نخبر أطفالنا أن الانفصال سوف يقع وبعد ذلك نطلب منهم الذهاب للمدرسة. هذا لن يساعد أبداً
من يخبرهم بالأمر؟
أفضل مشهد نقوم به في هذا السياق هو الاشتراك في إخبارهم. من المهم أن لا تنفرد الأم بقول الحقيقة والأب كذلك. تواجد الاثنين معاً سوف يدعمهم نفسياً ويعطيهم شعوراً بالاطمئنان بعض الشيء. إذا كان من الصعب على الوالد أو الوالدة قول ذلك فمن الممكن الاستعانة بشخص ذو ثقة في العائلة أو متخصص في المشاكل الأسرية.
التحدث عن التغيير بكل تفاصيله
عندما نقول للأبناء أن كل من الأب والأم سوف يذهب في طرقق منفصل علينا أن نقول لهم ما الذي سوف يحل بحياتهم. هل الانفصال سوف يستدعي تغيير المنزل. هل سوف يؤثر ذلك على الوقت أو طبيعة الحياة. أو هل هناك تغيير في الحياة المادية. يحتاج الأطفال أن يعرفوا أن التغيير لن يكون على حسابهم لكن سوف يضحي كل طرف من أجل ضمان أفضل وضع للأبناء.
ليس من المهم أن يعرفوا السبب
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى الطلاق. لكن لا داعي أن يدركها الأطفال. دعونا نضع أسباب عامة مثل أن كل منكما قد وجدا أن لهم أهداف مختلفة. أو أنكم لم تعدوا تجدوا السعادة. تلك الأسباب المتعلقة بوجود عيوب لدى الأم أو الأب وذكرها لن تجدي أي نفع، بل سوف يكون تأثيرها السلبي أكبر بكثير.
قولوا للأبناء أن العيب ليس فيهم
إذا لم نتحدث مع الأبناء سوف يفسرون الأمر أن الطلاق حدث بسبب وجود عيب فيهم. سوف يقول البعض أن إهمالهم للواجبات المدرسية هي سبب الانفصال. أو أن قيامهم بكسر إبريق أو مرآة هو الذي جعل الأب يترك المنزل. هذا التفسير سوف يعتنقونه إذا لم نثبت لهم أن الانفصال حدث لسبب بعيد عن اخطائهم. من المهم أن نتحدث معهم كثيراً لكي يطمئنوا ويعرفوا أن الفكرة بعيدة تماماً عن اخطائهم.
منحهم الوقت للتفهم
لن يتفهم الأطفال الأمر بسرعة ولن يتقبلوه بين ليلة وضحاها. لذلك علينا أن نصبر حتى يبدوأوا في استعادة التوزان من جديد. وهنا تقع المسؤولية على الأب والأم بشكل كبير. فيجب قبل تسوية أي أمر التأكد أنهم تعاونوا بشكل جيد من أجل منح اطفالهم القوة على التأقلم مع الوضع الجديد.
للمزيد: أسباب عدم حب الأطفال للمدرسة..ليه نصدقهم وإيه الحل؟.