قصة الفتاة الذكية كاتيكا والأمير ماتياس
اليوم اخترنا لكم حدوتة قبل النوم من الأدب العالمي. وهي تحكي عن الفتاة الذكية كاتيكا التي كانت تعيش في دولة أوروبية قديمة. تحكي الحدوتة عن ذكائها الذي مكنها من أن تصبح أميرة البلاد. كذلك عقلها الفطن الذي مكنها من الخروج من مشكلة كبيرة كادت تقع بها. إذاً هيا بنا نقرأ سوياً هذه القصة الرائعة.
زواج الأمير ماتياس
في بلاد المجر في عصور قديمة جداً، أعلن الأمير ماتياس أمير البلاد أنه يريد أن يتزوج. لكن لم يقل بأنه يريد أن يتزوج أجمل فتاة في المدينة مثلما يفعل باقي الأمراء. بل قال أنه يريد أن يتزوج من فتاة ذكية جداً. ووضع لغز يتكون من ثلاث أشياء، وأعلن أنه سوف يتزوج الفتاة التي تستطيع حل هذا اللغز.
وبالفعل قام المنادي بالمشي في كل أنحاء البلاد، وأعلن أن الأمير ماتياس سوف يتزوج أذكى فتاة في المدينة. وسوف يعرف ذلك إذا استطاعت أياً منهن أن يقمن بحل اللغز. أما اللغز فهو.
- أن تذهب الفتاة إلى القصر دون أن تذهب إليه.
- كذلك تحيي الملك دون أن تحييه.
- تمنحه هدية دون أن تمنحها له.
أخذت الفتيات في المدينة يفكرن في حل اللغز، لكن لم تستطيع أي منهن أن تصل إلي الحل. فكيف يذهبوا إلى القصر دون أن يذهبوا، وكيف يعطوا الملك التحية دون أن يحيوه، وكيف يعطوه هدية دون أن يمدوا يدهم بها..وبالرغم من أن الفتيات لم يعرفوا الحل إلا الفتاة الذكية كاتيكا.
الفتاة الذكية كاتيكا
كان بائع اللبن الذي يقوم ببيع اللبن لقصر الملك لديه فتاة اسمها كاتيكا. وبالرغم أن كاتيكا كانت فقيرة إلا أنها ذكية جداً. لذلك أخذت تفكر في كيفية حل اللغز الذي وضعه الأمير من أجل الزواج، وبعد تفكير عميق وصلت إلى الحل.
في الصباح التالي طلبت من والدها عدم الذهاب للقصر وأخذت معها هدية ووضعها في علبة ومعها طائر صغير. أخذت كاتيكا الحمار الخاص بوالدها الذي يعرف طريق القصر وحده، لذا سار بها إلى القصر دون أن تذهب هيا، وبهذا تكون حلت أول شرط من شروط الأمير. بعد ذلك قامت بالتوجه إلى الأمير وجعلت عينها ورأسها لأسفل لشعورها بالحياء، وهنا حلت الشرط الثاني، حيث قامت بتحية الأمير دون أن تنبس بكلمة. وبعد ذلك قامت بفتح العلبة فقام الطائر بأخذ الهدية الموجودة داخلها وأعطاها للأمير.
هنا عرف الأمير مدى ذكائها وقرر أن يتزوجها ويجعلها أميرة البلاد.
ذكاء كاتيكا في القصر
وعندما تزوج الأمير من كاتيكا أخذها إلى القصر، وهناك عرفها على كل الأماكن والغرف وقال لها أنه من حقها الدخول إلى أي مكان تحبه. لكن في نفس الوقت حذرها من دخول غرفة محددة، وقال لها أنه غير مسموح لأحد غيره أن يدخلها.
وفي يوم من الأيام سافر الأمير، وكان فضول كاتيكا يحرضها على الدخول إلى الغرفة الممنوعة، وبالرغم من تحذير والدة الأمير إلا أن كاتيكا لم تستمع لها. ولما عاد الأمير عرف أنها خالفت أوامره. فقال لها أنه لم يعد يثق بها وأمرها بالعودة إلى بيت والدها. وقال لها أيضاً خذي أغلى شيء عندك في القصر وارحلي. لكن كاتيكا طلبت من الأمير أن تتناول معه العشاء للمرة الأخيرة فوافق.
دهاء كاتيكا
على العشاء قامت كاتيكا بوضع سائل في كوب الأمير ولم يراها وهي تقوم بفعل ذلك. ولما شرب الأمير من هذا العصير نام على الفور. وهنا أمرت كاتيكا الحراس أن ينقلوا الملك على عربته الذهبية إلى بيت أبيها.
وفي صباح اليوم التالي، وعندما استيقظ الأمير وجد نفسه في بيت والد كاتيكا. لكن عندما سألها لماذا فعلت ذلك؟ قالت له أنه طلب منها أن تأخذ أغلى شيء لديها في القصر، ولا يوجد أغلى منه لديه فأخذته معها. فسامح الأمير كاتيكا ووعدته أنها لن تخون ثقته مرة أخرى.
للمزيد: حكايات جحا ونوادره المناسبة للأطفال.