الشقاوة وفرط الحركة وجهين لعملة واحدة..لكن ما الفرق؟
اضطراب فرط الحركة صار من أكبر المشكلات التي شهدت توعية كبيرة في الفترة الأخيرة. لكن هل كل طفل شقي يعتبر مصاباً بفرط الحركة؟ بالطبع لا. هناك الكثير من الفروق بين الشقاوة وفرط الحركة. كذلك التعامل مع الحالتين مختلف تماماً.
الشقاوة وفرط الحركة ليسوا نفس المشكلة
قبل كل شيء من المهم أن نعرف ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD. حيث أنه عبارة عن مشكلة تحدث للنمو العصبي داخل المخ وتؤدي إلى ظهور اندفاع في السلوك أو فرط في الحركة وتشتت الانتباه وضعف التركيز أو تجمع كل الأعراض سوياً. لذا نجد أن اضطراب فرط الحركة هو في الأساس مشكلة عصبية تحتاج إلى التدخل العلاجي العصبي والنفسي. بينما الشقاوة عند الأطفال هي سلوك ناتج عن التربية أو العديد من العوامل الأخرى ويتم التعامل معه عن طريق التعديل السلوكي وليس العلاج النفسي. وهناك العديد من الفروق بين الشقاوة وفرط الحركة سوف نبرزها فيما يلي.
اقرأي أيضا: التعامل مع الطفل كثير الكلام حتى لا يقودك للجنون
كيف نفرق بين الشقاوة وفرط الحركة عند الأطفال؟
إذا كان طفلك يتحرك كثيراً ويحدث الكثير من الضجة فهذا لا يعني بالضرورة أنه مصاب بفرط الحركة. لكن ربما يكون شقياً بعض الشيء ويحتاج إلى ترويض هذا الأمر. نعرف أن الموضوع قد يكون مربكاً لكن الحل يكمن في معرفة الفرق بين الشقاوة وفرط الحركة من خلال العديد من التفاصيل كالآتي:-
القدرة على التركيز
الطفل المصاب بـ Adhd يجد صعوبة بالغة في التركيز. من الصعب عليه أن يقوم بتتبع مجموعة من الإرشادات في وقت واحد. مثلاً لا يمكن أن نقول له افتح الشنطة واخرج الكتاب ثم افتح صفحة رقم 9 وحل المثال الأول. ذلك لأن استجابته العصبية مختلفة تماماً ولا يمكن للمخ أن يعمل على معالجة الكثير من المعلومات في نفس الوقت.
من ناحية إخرى الطفل الشقي قد يحدث الكثير من الفوضى لكن بمجرد أن يأخذ تعليمات صارمة ومتتابعة سوف يقوم بتنفيذها، أو يكون لديه القدرة عل تنفيذها. مثلاً إذا قلنا له قم بترتيب الكتب ووضع الملابس في الخزانة والتخلص من الفوضى وترتيب الغرفة حتى لا تتعرض للحرمان من اللعب وقام بتنفيذ ما قلنا فهو في هذه الحالة طفل شقي وليس مصاب بفرط الحركة.
عدم القدرة على ممارسة نشاط لفترة طويلة
الأطفال المصابون بفرط الحركة يكون من الصعب عليهم ممارسة نشاط لوقت طويل. مثلاً لا يمكن أن يستمروا في نفس اللعبة لمدة أكثر من ثلاثة دقائق. بل وضعية جلوسهم تعطي دليلاً كبيراً على المشكلة. ذلك لأنه من الصعب عليهم التحكم في الثبات لفترة طويلة. سوف يجلس الطفل على مقعده في حالة من التململ وسيكون واضحاً عليه هذا الأمر تماماً.
بينما الطفل الشقي من السهل عليه أن يندمج في نشاط لمدة طويلة أو يلعب نفس اللعب دون ملل. وأحياناً يجلس بلا ثبات لكي يخطط أمر يريد الوصول إليه.
الاندفاع الشديد
بينما يستطيع الطفل الشقي أن يتحسس خطوته جيداً ويعرف التفريق بين ما يضره وما ينفعه فإن الطفل المصاب بفرط الحركة لا يستطيع ذلك مطلقاً. ذلك لأنه طفل مندفع لا يقدر على التحكم في حركته وحساب الضرر الذي من الممكن أن يصاب به. لذا فإن اندفاعه غير المحسوب يعرضه للكثير من المشكلات.
اضطرابات النوم
بعد يوم طويل من المجهود والشقاوة سوف تجدين طفلك ينام لساعات طويلة. لأنه طفل شقي فقط. لكن إذا كانت مشكلته تكمن في فرط الحركة فإن النوم المتواصل سوف يكون من الأمور غير الموجودة. سوف تلاحظين أنه يستيقظ طويلاً خلال الليل ربما كل ساعتين.
عدم القدرة على استيعاب الدراسة
من الممكن أن يكون الطفل شقياً جداً لكنه قادر على فهم العديد من المواد الدراسية ويكون ناجحاً تماماً. لكن طفلنا المصاب بفرط الحركة يحتاج إلى تلقي المعلومات المدرسية بشكل مختلف لذا سوف يجد صعوبة في فهم المواد الدراسية إذا حصل عليها بالشكل التقليدي.
علامات مختلفة على الإصابة بفرط الحركة
هناك مجموعة أخرى من العلامات التي تقول أن الطفل مصاب بفرط الحركة ومنها:-
- لا يستطيع النظر في عين الشخص الذي يتحدث إليه لفترة طويلة.
- لديه مشكلة مع التنظيم.
- النسيان المتكرر حتى في الأنشطة اليومية.
- لا يقوم بترتيب الجمل ويقاطع كلام الآخرين.
- يطمس الإجابة قبل أن ينتهي شخص ما من طرح السؤال.
- من الصعب أن يكون علاقات اجتماعية مع الآخرين نتيجة لعدم وجود ثقة بالنفس.
- غير قادر على اللعب بهدوء أو المشاركة في الأنشطة الترفيهية.