التجربة الجهنمية

أبطال رياضيين ولا عيال مأنتخين

كل الأمهات بتعيش أصعب أوقاتها في الرحلة بين المدرسة والرياضة. من المدرسة للتمرين ومن التمرين للمدرسة لما بتلاقي نفسك في آخر اليوم مش فاهمة إنت عايزة توديهم فين. النهاردة هبة أمين مين انفجرت بتجربتها وبتسألكم لو الاختيار اختياركم تفضلوا أبطال رياضيين ولا عيال مأنتخين؟؟؟

أبطال رياضيين ولا عيال مأنتخين

تجربتي النهاردة بقالي فيها خمس سنين ومش قادرة أقيمها لحد الأن. كلنا عارفين ان العقل السليم في الجسم السليم. لكن ولأن جه الوقت المناسب أن بنتي تبني جسمها بشكل سليم فكنت لازم أختارلها رياضة تحبها. لذلك لما لقتها حابة الجمباز اخترتها بكامل إرادتي وطبعا بمجرد دخولي اللعبة ما كنتش قادرة أفهم الفرق بين الفروع المختلفة. وايه اللى حوصل له في النهاية وكنت فاكرة ان بنتي ممكن تبقى بطلة اوليمبية. 

ولكن كل ده بدأ يتلاشى بعد فترة لأني عرفت ان الموضوع مش سهل بالمرة. وان الفني والإيقاعي بس اللي مدرج أوليمبي واننا بندرب عام. وان خطط المنتخب عاوزة مشوار طويل مفروش بمصاريف كتير و تغير اختيار فرع الجمباز و وقت طويل في التمرين.

Related Articles

وقلت مش مهم ندرب بقى جمباز عام والرياضة حلوة وتساعد الجسم والمهم الرياضة في حد ذاتها. وفجأة ظهرلي جانب مختلف بفرع جديد وهو الأيروبيك و أصرت بنتي على التغير للفرع ده وبدأنا رحلة حديدة أكثر جدية وأهتمام و وعود بحافز رياضي  وأهتمام دولي.

حقائق جديدة

ووسط كل ده يظهر لك الحقيقة بتكتشف وسط كل الأمهات في عالم النوادي الرياضية أن كل الألعاب الرياضية في مرحلة الفرق متعبة جدا وجميعها بها تكثيف للوقت من أجل البطولات ولا يوجد مراعاة او اتفاق مسبق بين وزارة الشباب والرياضة والتربية والتعليم لتنسيق موعد البطولات والامتحانات.

وبنلاقينا مش عارفين ننسق بين أن لازم يكون في رياضة والأطفال تمارس رياضة بشكل مستمر و بين التعليم . فنلاقي الأم بتجري بأبنها او بنتها من المدرسة للتمرين وللبيت يلحق يحل الواجب. ومافيش وقت المذاكرة او أي اجتماعات عائلية أو راحة حتى. وكأن وقت المدارس هو الوقت الأعظم للتعسيف. فلازم الطالب يبقى في دوامة غير منتهية من الإجهاد ويطلع من نقرة لدحدرة ومن فخ لفخ.

مش حتجيبوا التايهة !!

ومع بداية  الدراسة بينزل جدول البطولات ويحصل تكثيف في وقت امتحانات شهرية وتخلص البطولة فنخبط في امتحان نص السنة وهكذا حتى انتهاء العام الدراسي.

أما عن مصاريف الألعاب فحدث ولا حرج مصاريف كثيرة لمعظم الألعاب. والبطولات على حساب أولياء الأمور ومافيش اتجاه رسمي لدعم الألعاب الفردية. وهنا  ولي الأمر يلاقي نفسه بين خيارين، يكمل الرياضة!! ولا يوقف ويخلي ابنه انتوخ جنبهّ!. ووسط كل هذه المحاولات نجد أصوات من بعيد بتنده عليك وتقولك وهو ابنك هيوصل لايه يعني ماهو لايمكن كل دول يبقوا ابطال عالم أو حتى أبطال محليين. ومش كل الرياضات كرة قدم عشان تجيب فلوس في المستقبل فأنت بتتعب نفسك وأبنك لية؟، ما يأنتخ زي الجيل اللي قبله ويتفرج على التلفزيون ويكبر كرشه وهو قاعد فرحان وسعيد ولازق وسه في التابليت.

واصوات أخرى بحرام عليكم العيال مش ملاحقة على المذاكرة كفاية عليهم مذاكرتهم  والثانوية العامة حتي جري وأنتم مش مهتمين وأهم حاجة الشهادة، مع أن الأغلب عاطلين عن العمل.

وأفضل أنا أفكر وحيرانة في النص مابين  أكمل ولا أوقف، المذاكرة ولا التمرين، الطفولة وانتخة ولا جيم ورياضة تشغل تفكيرهم و تاكل وقت فراغهم في المستقبل؟ و انتم بتفكروا ازاي؟  

بقلم: هبة أمين  

للمزيد: لما ابني بصلي وقالي ” لأ”.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button