طفلي

ما الذي يحدث للطفل عند مشاهدة أفلام الكرتون؟

أفلام الكرتون جزء من حياة الطفل، ولا يمكن أبداً أن نحاول فصله عن ذلك العالم الذي يمنحه الخيال والبهجة. وهناك الكثير من هذه الأفلام التي تساعد الطفل على تنمية مهاراته المختلفة. لكن على جانب آخر هل يكون للكرتون تأثير سيء على عقل الطفل ونموه وخاصة إذا كان أقل من عامين؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في مقالنا التالي.

التأثير الإيجابي لأفلام الكرتون

سندريلا وعلاء الدين وحكايات بيتر بان وأليكس في بلاد العجائب، كلها أفلام كرتون أثرت في خيال أجيال طويلة. وأعطتنا الكثير من الأحلام والخيالات والحقائق أيضاً. لكن في عصرنا الذي نعيشه، حيث مئات الأفلام التي يتعرض لها الطفل بشكل يومي، هل نتوقع أن لا يؤثر ذلك سلباً على أطفالنا؟ في الحقيقة هناك جانب سيء للموضوع لابد من محاولة تفاديه. لكن في البداية دعونا نتعرف على الجوانب الإيجابية لأفلام الكرتون.

دعم التطور العقلي للطفل

عندما يشاهد الطفل أفلام الكرتون التي تقدم المحتوى المناسب لعمره فإن ذلك يساعد في تطوير مهاراته المعرفية. على سبيل المثال الأفلام التي تقدم محتوى تعليمي مثل الأرقام والحروف لها تأثير جيد على تنمية المهارات الإدراكية. كذلك يطور الطفل بشكل كبير مهاراته اللغوية. بالإضافة إلى مساعدته على تنمية المهارات البصرية والحركية.

تنمية القدرة على الإبداع

لا شك أن الكرتون يعتبر من أهم مصادر تنمية الخيال عند الطفل، فهو يمنحه يستطيع أن يندمج معه بسهولة، وإذا كان الكرتون مقدم بشكل مدروس فإن هذا الخيال يمنح الطفل الكثير من المعرفة والمعلومات.

الأثار السلبية لأفلام الكرتون

على جانب آخر فإن هناك الكثير من الجوانب السلبية خاصة في حالة إدمان الأطفال على الكرتون. ومن الممكن أن نلخص هذه السلبيات في النقاط التالية:-

التعود على السلوك الفظ

قد تحتوي بعض الأفلام على شخصيات تقوم بسلوكيات فظة تجاه أصدقائها أو معلميها، وقد يصل للطفل أن هذه السلوكيات مقبولة ولا يتم التعرض للعقاب بسببها. لذلك عندما لا نكون بجانب الطفل ونساعده على تفهم أن وجود هذه الشخصيات الهدف منه توضيح أنهم يقومون بأشياء خاطئة قد يبدأ الطفل في التعامل مع الأمر بشكل طبيعي ويبدأ في تقليده.

قبول العنف 

تحتوي بعض الأفلام على مشاهد عنيفة. المشكلة أن هذه المشاهد لا توضح أن العنف أو السقوط يسببون الألم. لذلك عندما يحاول الأطفال محاكاة هذه المشاهد فإنهم لا يتوقعون الإيذاء أو الألم الذي يحدث. لكن المشكلة أيضاً أنها تساعد الطفل على فقد التعاطف، مثلا عندما يرى الطفل مشاهد مش الفأر جيري وهو يقوم بضرب القط ثوم ومن ثم يقوم الآخر دون ألم فهو يتوقع أن هذا هو ما يحدث في الحقيقة.

تشجيع السلوكيات المرفوضة اجتماعياَ

للأسف أصبحت هناك العديد من الأفلام التي يتم تقديمها للطفل دون مراقبة ما تحتويه من مؤثرات. مثلاً قد تحتوي بعض الأفلام على سلوكيات غير مقبولة اجتماعيا. وحاليا يتم نشر الكثير من الأفلام التي تحتوي على إيحاءات جنسية أو تشجع المثلية الجنسية، وهي كلها مفاهيم لا يمكن طرحها على الأطفال في هذه المرحلة العمرية. هذا فضلا عن بعض المصطلحات أو الألفاظ التي تعتبر غير لائقة تماماً.

قبول شخصيات سلبية

قد تطرح بعض الأفلام شخصيات ذات سلوكيات غير محببة، مثلاً الشخصيات الغبية أو الكسولة أو الشخصيات المقززة، يتم طرحها للطفل وبالتالي مع عدم التوجيه وتكرار المشاهدة يبدأ في تقبل هذه الشخصيات وتقبل سلوكها.

لماذا لا يجب أن يشاهد الرضع الأفلام؟

دعونا هنا نوضح أن الأمر ليس له علاقة بالأفلام فقط، لكن تعريض الأطفال لمشاهدة التلفاز أو الموبايل قبل أن يصلوا إلى سنتين من العمر له آثار سلبية. قد تقولين أن هذه وسيلة جيدة من أجل إلهائه للحصول على الطعام، أو جعله ينشغل حتى تقومي بعمل ما. لكن هذه الحلول السريعة للمشكلات البسيطة قد تفاجئك في يوم من الأيام بمشاكل لدى الطفل خاصة في تطوير المهارات الإدراكية والسلوكية. 

مثلاً عندما تقضين ساعة مع طفلك حتى يأكل فهو يبدأ في التفاعل الحسي معك، يتعرف على العالم من خلال الأصوات الحقيقة والأشياء التي يستطيع لمسها والتفاعل معها، هذا الأمر هو جوهر تنمية قدرات الطفل. لكن عندما يتفاعل الطفل مع مشاهد التلفاز أو الموبايل فإنه لا يطور معارفه بل يكتسبها وبالتالي يبدأ نموه الطبيعي في التأثر.

كذلك فإن مشاهد الكرتون تحتوي على كمية كبيرة من الألوان والحركات وكلها أشياء عقل الطفل أقل من 18 شهر لا يستطيع معالجتها بشكل جيد. وقد وجدت مجموعة من الدراسات أن تعريض الطفل محتوى مرئي ومسموع في عمر الرضاعة يساعد على زيادة التشتت لديه في الفترات العمرية المتقدمة. 

على جانب آخر فإن أفلام الكرتون في هذا العمر تساعد على تراجع قدرة الطفل على تنمية المهارات اللغوية. ومن خلال دراسة وجد أن عدد الكلمات الخاصة بالطفل الذي يكون هناك تلفاز في محيطه يصل إلى حوالي 770 كلمة. بينما الطفل الذي لا يتم تشغيل التلفاز في المكان الذي يوجد فيه تصل قدرته على التكلم بحوالي 940 كلمة.

إذا كما رأينا فإن الأفلام شيء ممتع ومهم للطفل. لكن في نفس الوقت لا يمكن أن يكون متعة مفتوحة بلا قيود أو مراقبة. بل لابد من معرفة ما الذي يشاهده أطفالنا وكيف يشاهدونه ومتى. 

للمزيد: كيف تقوي الجهاز المناعي لأطفالك من اللحظة الأولى؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى