منوعات

للحفاظ على الصحة النفسية للطفل عند فقد شخص يحبه

ما الذي نقوله؟هل يكون الكذب  أفضل أم الحقيقة ؟

إنه حقاً أمر صعب أن نوازن بين الحفاظ على الصحة النفسية للطفل وبين إخباره أن هناك شخص يحبه قد مات وفقده للأبد. أحياناً يكون الأمر صعباً على الأشخاص البالغين ويحتاجون إلى وقت طويل لتخطيه. لكن بالنسبة للأطفال فإن الأمر ربما أكثر تعقيداً. لأنهم يتعاملون مع شيء ربما لا يدركون كل أبعاده. لذلك تكون مهمة المحيطين صعبة ومعقدة بعض الشيء.

للحفاظ على الصحة النفسية للطفل هذا ما يجب فعله

إننا الآن أما معادلة صعبة وهي إيجاد الصيغة المناسبة لإخبار الطفل ومساعدته على التجاوز، وفي نفس الوقت البقاء على الصحة النفسية للطفل آمنة دون تعريضها لصدمة عنيفة. نعرف أن المعادلة صعبة لكن ما قد يجعل الأمر أسهل هو معرفتنا بالذي يجب أن نقوله ونفعله، وما الذي يجب أن لا نقوم به.

قواعد التصرف الإيجابي

اختيار كلمات واقعية وبسيطة

أحياناً نعتقد أن اختيار كلمات مطاطة أو غير واقعية سوف يكون له أثر إيجابي. لكن على العكس تماماً الأطفال يحتاجون أن يعرفوا حقيقة الأمر كاملة. لذلك سوف تكون كلمات مثل “مش هيكون موجود، راح لمكان بعيد، أو سافر بعيداً جداً” هي أسوأ شيء نشوه به فهم الطفل للحياة والواقع. لكن علينا أن نمهد الأمر بأن نقول أن لدينا أخباراً سوف تسبب الحزن لنا حول أحد الأشخاص المقربين، لكننا معاً لكي نخفف الأمر ومن ثم نقول له الحقيقة. هذا الأمر يساعده فيما بعد على تخطي الحزن.

الاستعداد لردود الفعل المختلفة

لا أحد ينكر أن تعامل الكبار مع الفقد مربك بشكل كبير، نحن نريد وقتاً لاستيعاب الأمر. فما بالنا بالأطفال الذين لم يكونوا إدراكهم الكامل عن الحياة والموت. لذلك سوف نجد أن الطفل قد يقوم بردود أفعال مختلفة تماماً عن توقعنا. بل إن رد الفعل هذا يختلف من طفل لآخر. علينا أن نتقبل الأمر برمته. إذا بكى أو صمت أو سأل أو لم يأبه هذه كلها سلوكيات عادية وطبيعية. الخطأ هو أن نحاول إجباره على رد فعل معين مثل التوقف عن البكاء أو الأسئلة.

في هذا الصدد يكون لنا دور مهم أيضاً وهو الاستماع. لا يمكن أن نترك الطفل يغرق في أفكاره منفرداً. كلمات مثل “نحن هنا معك” سوف تكون ضرورية للغاية من أجل طمأنته.

مساعدة الطفل على التعبير

خطوة مهمة للغاية لا يمكن أن نهملها وهي مساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره. للأسف الكثير منا ينشغلون بأمور كثيرة يكون آخرها الحالة النفسية للطفل. لكن معرفة ما الذي يدور برأسه ومساعدته على كشف قلبه وعقله عند التعرض لهذا الأمر هو سبيل لإكمال الحياة بصورة طبيعية دون وجود مواقف غير منتهية تتكون في عقله الباطن ويعاني منها مع الوقت. 

ربما يكون البكاء المشترك مساعدة جيدة، إننا بذلك ندعم الطفل لتفريغ مشاعره السلبية ونعطيه دعماً كبيراً. ولا داعي للتذكير أن الأمر مشترك بين الفتيات والصبية. لذلك سوف يكون الابتعاد عن كلمة “الراجل ما يعيطش” هو أهم مساعدة. علينا أن نعرف أن البكاء والتعبير عن الضعف والحزن هو جزء من وجودنا كبشر.

قول “لا أعرف”

إذا بدأ الأطفال التساؤل حول الكثير من الأمور عن الموت فمن الأفضل أن نقول ” لا أعرف” إذا كانت إجابة السؤال بها الكثير من التفاصيل غير مناسبة للسن. وكذلك إذا كنا فعلاً نجهل حقيقة الأمر فكلمة لا أعرف سوف تكون جيدة تماماً.

تجهيز الطفل لبعض التفاصيل

علينا هنا أن نمهد الطفل لصورة من صور الحياة الحقيقة. مثلاً عليه أن يعرف بعض التفاصيل حول الجنازة وأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بالحزن. عليه أن يعرف أمور بسيطة حول الدفن أو الصلاة أو الطقوس المتعلقة بالموت أياً كانت ديانة المتوفي. التمهيد أمر جيد للغاية حتى لا يشعر الطفل بالصدمة تجاه بعض المشاهد التي سوف يتعرض لها. لكن مراعاة المرحلة العمرية له ضرورية جداً.

التمهيد للوقت القادم

من أكثر الأمور التي تساعد الطفل على تخطي مرحلة الفقد أن نرسم له صورة واضحة عن التغيرات التي قد تحدث في الحياة. مثلاً عند وفاة الجد على الأم أن تخبره أنها سوف تتغيب فترة عن المنزل من أجل البقاء مع الجدة، وهذا يعني أنه سوف يكون مع والده وعليه العديد من المسؤوليات. مثلاً إذا اعتاد الجد اصطحاب الأطفال للمدرسة فعلينا أن نخبرهم أن هناك شخص آخر سوف يقوم بهذه المهمة.

هذه الأمور ضد الصحة النفسية للطفل

على جانب آخر هناك الكثير من الأمور التي من المفترض أن لا نقوم بها للحفاظ على نفسية الطفل في هذه الحالة. ومنها على سبيل المثال نذكر التالي:

  • لا يجب أن نخفي مشاعر الحزن عن الأطفال. حيث أن الحزن والبكاء هو جزء من تكويننا الإنساني ورد فعل طبيعي عند التعرض لفقد الأشخاص المحببين لنا.
  • نشعر أحياناً أننا لا يجب أن نذكر الشخص الذي فقدناه أمام الأطفال حتى لا نجدد حزنهم. لكن العكس هو الصحيح، حيث وجدت الكثير من الأبحاث النفسية أن مشاركة الذكريات حول الأشخاص الذين نحبهم يساعد على التخطي والشفاء.
  • أحياناً نبتعد عن أطفالنا حينما نشعر بالحزن وعدم الارتياح، وهذا يعتبر من الأمور الخاطئة. علينا أن نكون معهم. فالإقتراب أو النظرة أو الحضن له أثر كبير في التخفيف عن الجميع.
  • لا يجب أن نتهرب من الحديث عن الموت. لكن يجب أن نعد المعلومات المناسبة لسنهم ونكون مستعدين على توصيلها لهم.
  • من المهم الاستمرار في الروتين اليومي للحياة. هذا الأمر يساعد الأطفال على الاستمرار بصحة نفسية جيدة وتخطي الحزن بدرجة كبيرة.

اقرأي أيضا: الغيرة عند الأطفال..كيف نحولها لغيرة إيجابية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى