منوعات

التنمر .. ما هو تعريفه وكيفيه التخلص من أثاره

ما هي أهم الأشياء التي تفكر فيها كل أم في بداية الصباح؟ إنها ترتب يوم أطفالها وتتأكد أن كل شيء على ما يرام، لكن هل تأكدتي أن أولادك لم يتعرضوا للتنمر اليوم؟ بل هل تأكدي أن أولادك لا يمارسون التنمر على غيرهم؟ مهلاً مهلاً هل أنتِ نفسك سالمة من التعرض للتنمر سواء من المجتمع حولك أو من خلال مجموعات “الماميز” أو لمجرد أنك قمت بنشر أي شيء خاص بك للملأ؟.. لم يسلم أحدنا بالتأكيد

كل يوم يصحو العالم على صورة مختلفة وأكثر قسوة من التنمّر، التنمّر على الشكل أو طريقة الكلام، أو الملبس، أو أسلوب الحياة، سوف يرفضك المجتمع الذي يشعر مجرد أن لكنتك في اللغة الأجنبية لا تشبهه اللكنة المعتمدة لديه بالرغم أننا نعيش في دولة عربية، ومن ثم تبدأ سلسلة لا يمكن أن تنتهي من التنمّر.

أنا أريد أن يقتلني أحد

“أريد فقط أن أموت الآن.. أريد أن أضرب رأسي بالزجاج.. أريد أن يقتلني أحد.. أو أن يطعني”.. هذه ليست كلمات شخص كبير، إنها كلمات الطفل “كوادن” الذي يبلغ من العمر 9 سنوات فقط، وكوادن هو طفل يعاني من اختلاف في الشكل والطول مما عرضه للتنمر من قبل زملائه في المدرسة بشكل يومي، لذا قامت والدته بتسجيل هذا الفيديو له وهو يقول الكلمات السابقة وقد حصل كوادن على تعاطف العالم كله.. هذا حال كوادن، فماذا عن أولادنا هي ندري حقاً إذا كانوا معرضين للتنمر أم لا؟

لمشاهدة فيديو الطفل كوادن : الطفل كوادن

ما هو تعريف التنمر؟

من الممكن أن نذكر وعلى حسب تعريف منظمة اليونيسف أن التنمر يعتمد على 3 معايير أساسية وهي التعمد والتكرار واختلال القوة، بمعنى أن الطفل قد يتعرض للكثير من المواقف التي تقوم على المزاح أو الغضب أو الاختلاف لكن ليست كل هذه المواقف تندرج تحت بند التنمر، ولكن التنمّر هو تعمد توجيه الإهانة للطفل بشكل متكرر من شخص يمتلك قوة أعلى من قوة الطفل، وفي كثير من الأحيان يكون التنمّر من خلال التعرض للضرب أو السخرية أو الإشاعات أو تشويه السمعة عن طريق نشر أي من المعلومات التي تخص العائلة وتكون خاصة جداً.

من يتعرض للتنمر؟

التنمر ضد الأطفال

من خلال ما نقرأه بشكل يومي فإن كلنا معرضون للتنمر ولا نستثني أحداً، لكن الفئة الأضعف منا هم الأطفال وهم الذين يعجزون في كثير من الأحوال عن مواجهة كافة أشكال العنف البدني واللفظي والنفسي الذي يمارسه المتنمرون عليهم، وبالتالي فإن الأطفال يتأثرون بشكل أكبر من البالغين، ولكن هل هناك طريقة نعرف بها أن أطفالنا معرضون للتنمّر؟ بالتأكيد نعم

ما هي علامات التنمر؟

العلامات الواضحة للتنمر تكون من خلال وجود آثار الكدمات أو الجروح على جسد الطفل، أو أو يحكي الطفل ما يتعرض له، لكن ماذا لو كان الطفل خائفاً من الحكي؟ كيف سنعرف؟ هناك بعض العلامات التي تدعو للتركيز ومنها:-

  • يكون الطفل في حالة من الاضطراب والصمت على عكس شخصيته، كما أنه لا يأكل بشكل جيد ولا ينام بشكل جيد أيضاً ويتوقف عن فعل الأشياء المعتادة التي يحبها.
  • تظهر علامات التنمر أيضاً من خلال تجنب الطفل للتواجد في التجمعات أو ممارسة الأنشطة مع زملائه أو تجنب الذهاب إلى المدرسة أو ركوب الحافلة الخاصة به.

لماذا يتنمر الأطفال على بعضهم البعض؟

قد نفهم أن يمارس الكبار بعض أشكال البلطجة للعديد من الأسباب، لكن لماذا يتنمر الأطفال؟ لماذا يشعر الطفل أنه في حاجة لأن يكون قاسياً أو أن يؤذي غيره؟ وهنا لابد أن نذكر شيئاً مهماً وهو أن الطفل لا يولد متنمراً بطبعه ولا يأخذ هذا القرار بإرادة حرة لكن هناك الكثير من الظروف التي تؤدي أن يصبح الطفل متنمراً وقاسياً ومنها:-

  • غالباً ما يكون الطفل المتنمر هو نفسه قد تعرض إلى هذا السلوك وتم ممارسة العنف ضده وبدلاً من مقاومته قرر أن يقوم هو بذات الدور الذي عانى منه.
  • بعض الأطفال يشاركون في المجموعة المتنمرة لكي يحصلوا على الأمان وحتى لا يتعرضوا هم أنفسهم لهذه المعاملة.
  • التنمر سلوك مكتسب سواء من الأسرة أو المدرسة أو المواد الإعلامية المختلفة.
  • علاقة الطفل السيئة مع الأب والأم وتجاهله يساعده على محاولة إثبات وجوده من خلال استضعاف شخص آخر.
  • الرغبة في جذب انتباه الآخرين.
  • شعور الطفل بافتقاد الاهتمام والأمان النفسي في الأسرة.

من هم الأطفال الأكثر عرضة للتنمر؟

هناك فئة كبيرة من الأطفال هم الأكثر عرضة للتنمر ومنهم:-

  • الأطفال المختلفين في الشكل أو الحجم أو اللون أو في الخلفيات الدينية والثقافية.
  • الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية.
  • الأطفال المتفوقين أو المشهورين على مستوى المدرسة أو الأسرة.
  • الأطفال الخجولين.

كيف نتعامل مع أطفالنا إذا تعرضوا للتنمر؟

الخطوة الأولى للتعامل مع الأطفال عندما يتعرضون للتنمر هي حصولهم على الطمأنينة والدعم من الكبار وتشجيعهم على الكلام، ومن ثم نبدأ أن نعلم الطفل كيفية التعامل مع التنمر بصورة صحيحة، مثل اللجوء إلى شخص مسئول أو عدم الاهتمام بالمتنمر وإهماله، وأكبر خطأ من الممكن أن نقوم به مع أطفالنا هو أن نساعدهم على اللجوء للعنف والمشاجرة أثناء التعرض للتنمر. 

كذلك فإن هناك عوامل نفسية تساعد الطفل على استعادة الثقة مثل أن يتأكد أنه حاصل على كل الدعم من الأسرة ومن المدرسة، وأن تعرضه للتنمر لا يجعله المخطئ مهما كان نوعية التنمر الذي يمارس ضده، ومن ثم حصول الطفل على الكثير من كلمات المدح والتشجيع خاصة إذا كان الطفل مختلفاً.

المتنمرون الكبار

المتنمرون الكبار

هذا عن أطفالنا، لكن ماذا عن ما يتعرض له الكبار وخاصة الأمهات في مجتمعات الأبناء، أي الأمهات المشتركين في أي من المجتمعات الخاصة بالأطفال مثل مجموعات الدراسة أو التمارين الرياضية أو أي من الأنشطة، هناك الكثير من القصص التي تحدث يحاول فيها كل طرف أن يمارس الاضطهاد ضد الآخر لأنه يشعر بأنه مختلف أو دون المستوى ومن ثم تبدأ حلقات لا تنتهي من التنمر.. من المؤكد أن لديك قصة تريدين أن تشاركيها معنا.

أقرئي أيضاً: التنمر الإلكتروني .. خطر محيط بأولادنا ولا نعرف عنه شيئاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى